هيكل: الرئيس العسكرى ليس مخيفًا.. وخائف جدًّا من الانتخابات البرلمانية - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 12:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هيكل: الرئيس العسكرى ليس مخيفًا.. وخائف جدًّا من الانتخابات البرلمانية

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل
وفاء فايز
نشر في: الإثنين 31 أكتوبر 2011 - 10:20 ص | آخر تحديث: الإثنين 31 أكتوبر 2011 - 10:20 ص

اعترف الكاتب محمد حسنين هيكل فى الحلقة الثالثة من حواره لفضائية الجزيرة، أمس الأول، بأن كثيرا من الحقائق فى مصر ما زالت غائبة، وأنه لا أحدا يملك تصورا كاملا للصورة أو حتى لديه الحل للأزمة القائمة فى مصر، لأن الصورة فى رأيه تبدو أعقد جدا مما هى على السطح، قال نصا: «لست أنا فقط من لا يعرف، ولكن غيرى أيضا لا يعرف، ولا يبدو أن أحدا فى الإقليم فاهم، والمنطقة يتم تجهيزها لحدث كبير، ولا أعتقد أننا مهيئون له».

 

وأكد هيكل أن ثورة 25 يناير لم تكن مفاجئة، والوحيد الذى كان يعرف حجم المشكلة هو الرئيس السابق مبارك، نافيا أن يكون الجيش قد أرغم مبارك على التنحى، مضيفا: «الغريب جدا أن مبارك أول من نطق بالكلمة السحرية قبل التنحى بيومين، قال للمشير طنطاوى بالنص، يا حسين يا إما تحمى الشرعية يا إما تشيل الشيلة، وهناك مقولات أخرى تكررت فى الاجتماعات خلال فترة الثورة كلها كانت تطالب المشير بأن يلحق البلد وينقذها».

 

ويتابع: «القضية أنه فى 25 يناير الأحلام كانت دافعة للناس، لكن محدش أدرك 3 حاجات، أولا ما فعلناه بأنفسنا طيلة الـ30 سنة الماضية، ثانيا ما فعله بنا الآخرون، ثم ما فعله الإسرائيليون، وقتها ستجد نفسك أمام استعصاء، فالكل اكتشف بعد لحظة الفرحة الأولى أن المسألة فى منتهى الصعوبة».

 

وردا على ما إذا كان الجيش فى ورطة لتمسكه بزمام البلد قال هيكل: «أنا هنا مش بتكلم عن حد، لكن أنا اعتقد أنه لا يستطيع أحد أن يتصرف فى موقف ما إلا إذا رأى حقائقه كاملة، واللى إحنا موجودين فيه ده ليس سرا، ولم يكن خافيا، واللى فاجئنا هو خروج الشباب، لكن قبل خروج الشباب كل الناس كانوا شايفين أن هذا النظام سائر إلى النهاية، وأنا واحد من الناس كتبت قبل الثورة بسنة ونصف وقلت إن هذا العهد انتهى، ولابد من التفكير فى مرحلة انتقالية، واقترحت تأسيس مجلس أمناء لوضع الدستور، لإنى كنت أرى أن النظام انتهى، وسيناريوهات التوريث بدأت تظهر، فالأب كان يتصور أنه سيبقى، وأن الابن يستطيع أن يرثه، والأمريكان كان عندهم رأى، وهذا عبّر عنه الدكتور مصطفى الفقى لما قال مرة، إنه لا يمكن أن يأتى رئيس لمصر الإ بموافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيلى، فالابن عرض نفسه على الأمريكان، فالأمريكان كان عندهم سيناريو بضرورة أن يكون الرئيس المقبل لمصر عسكريا، فاختاروا عمر سليمان، ولما راحوا يعرضوا الابن جمال مبارك على كوندوليزا رايس فى وقت إدارة بوش، قالت كوندوليزا للراجل اللى قدّم لها الابن وهو أسامة الباز «الشاب كويس، ولكننا نفضل جنرال»، وقتها كانت توجد عدة سيناريوهات، الأب عنده سيناريو، والابن، والأمريكان، وهناك سيناريو آخر مجهول، ثم جاء الشباب وطرحوا سيناريو من خارج السياق، ووضعوا الكل أمام موقف مختلف، والجيش لم يكن لديه سيناريو، الجيش كانت لديه قناعة واحدة بأنه لا يستطيع أن يساند ضد الشعب فى موضوع التوريث، فالجيش كان يرى ضرورة ألا يستخدم فى عملية فرض الابن، وهذا حدث فى التعديلات الدستورية فى 2005/2006، وطلبوا من الرئيس السابق وقتها ألا يتم استخدامهم ضد الشعب فى حالة رفض التوريث.

 

ويشير الكاتب الكبير هيكل إلى موقف وقع قبل التنحى بيوم واحد أى الخميس 10 فبراير قائلا: «لأول مرة يوم الخميس تختلف السيناريوهات، وحصل موقف غريب جدا أسميه لقاء الغرباء، لأول مرة الجيش والشباب يتقابلوا يوم الخميس فى ميدان التحرير، والدنيا كلها مجتمعة والناس بتسأل، والسيناريو الموجود إن عمر سليمان يبقى الرئيس، فذهب أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو اللواء حسن الروينى إلى ميدان التحرير، ووقف وبحماسة الموقف والظروف قال للشباب إن مطالبكم سوف تجاب، وبعد نص ساعة اتصل كل من رئيس أركان حرب القوات الأمريكية ووزير الدفاع الأمريكى لكى يعرفوا ما الذى حدث، وهل اختلف السيناريو؟، وفى اليوم التالى حصل شىء مختلف تماما حيث صدر بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنها قبلت مسئولية الانتقال».

 

ويؤكد هيكل أن أول قرار كان يجب اتخاذه بعد التنحى هو تشكيل أقوى وزارة فى تاريخ مصر، مهمتها الحفاظ على الأمن أولا، تسيير الشئون والمطالب العادية للناس، وهذا ما لم يحدث، وهو ما ترتب عليه أخطاء عديدة، لا يمكن لأحد أن يبررها.

 

وحول ما يثار عن رغبة الجيش فى البقاء بالسلطة يقول هيكل: «ليس لدى هذا التخوف لعدة أسباب، أولا أنا لا أعتبر أن العسكرى من ناحية المبدأ مسألة مخيفة إلى هذا الحد، ودول كثيرة لجأت للعسكريين فى ظروف معينة، أعتقد أنه فى هذا الظرف من ناحية الأمن القومى يقتضى وجود قوات مسلحة وقادرة، الحلف الأطلنطى موجود جنبنا فى الغرب، وإسرائيل موجودة فى فلسطين، وسيناء مفتوحة لأوضاع مختلفة، والبحر الأبيض ملغم، أنا أريد قوات مسلحة تستطيع أن تنهض بمسئولية الأمن القومى، فالظروف عندى تفرض مقتضياتها ولست أنا من أفرض مقتضياتى عليها، والجيش المصرى باستمرار أدى دورا فى الحياة الوطنية المصرية».

 

وتابع: «لا أريد للجيش أن يحكم، لأنه ببساطة هذه ليست وظيفته، لكن معنديش تخوف إذا اقتضت الظروف ذلك، أنا اقترحت سلفا بأن يصبح المشير طنطاوى رئيسا للدولة وليس رئيسا للجمهورية لوضع مؤقت، وإلى جانبه مجلس أمناء للدولة والدستور، طنطاوى يدير شئون الدولة واحتياجاتها، ومجلس الأمناء يتولى العملية السياسية».

 

ويضيف: «طيلة الـ30 عاما الماضية تجد أنه كان مطلوبا تعويق هذا البلد عن أى دور فى الإقليم، وفى هذه اللحظة التى ترسم فيها خرائط جديدة للمنطقة، والكارثة الكبرى أن المنطقة كلها يعاد النظر فيها، وأنت غير موجود فيها، مفيش وجود لمصر، ولا وجود للدول القائدة لا سوريا ولا العراق ولا الجزائر ولا المغرب موجودة، فكل القوى المؤثرة التى قام عليها مشروع النظام العربى غائبة، وهذا يقلقنى، وطيلة 30 عاما حدث حالة تفريغ سياسى بشعة، وهذا يتجلى فى قضية الانتخابات، ومرة خلال لقائى بالشباب قلت لهم أعطونى عنوانا سياسيا مدنيا تنقل إليه السلطة، المشكلة لما تقعد تتكلم عمن يصلح رئيس وزارة تنفيذية لا تجد أحدا، وفى وقت أنا اقترحت أحد مرشحى الرئاسة، فلابد أن تأتى برئيس وزارة تنفيذية قوى، ولكن احنا عندنا ليس فقط الساحة تم تجريفها، ولكن أيضا الرجال راحوا».

 

وردا على سؤال المذيع فيما يتعلق بما يردده الشباب من إيقاع المجلس العسكرى البطىء فى اتخاذ القرارات ونظام الحكم قال هيكل: «الحقيقة أنه بعد لقاء الجيش والشباب فى 10 فبراير، عايز أقولك إن فى طرفين اجتمعوا، أحدهما يعرف ما لا يريد، والجيش لا يعرف ماذا يفعل، وعندما تطل على التصرفات من بعيد تكتشف أن الناس مش قادرين يصلوا إلى الحقيقة، ضيعنا وقت كتير أوى فى مجاملة مبارك، فأنا لما اتكلمت وفتحت النظر فى بؤرة شرم الشيخ بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة انتقدونى، وعايز أقولك إنه لم يحدث من قبل فى التاريخ أن يتنحى رئيس عن السلطة إلا وقد حددت إقامته أو استبعد أو أحيل للمساءلة، واحنا تركنا مبارك لأن الجيش لم ينقلب عليه، فالجيش تقريبا هو مبارك، الجيش شعر أنه لم ينقلب على مبارك، فمبارك سلمه السلطة وهو سوف يقوم بهذه المسئولية».

 

وعما إذا كان الجيش لا يزال يحكم بنظام مبارك قال هيكل: «ليس بالضرورة، وإنما هى تصرفات لطرف لم يعرف وفوجئ بما وجده أمامه، لم يعرف كيف يتصرف، وليست لديه خبرة سياسية، وكل ما طالبت به هو أن تتيح فرصة لهذه البلد لأن يعرف أوضاعه الحقيقية، ويتصرف بمعرفة، أنا شايف إن إحنا مقبلين على انتخابات، وأعتقد أنها لن تؤدى للنتائج المطلوبة، لأنه الجيش لا يعرف الصورة، والأحزاب فى حال أصعب، والشباب القوى الوحيدة فى هذه الساحة التى أعلم غايتها وبراءتها وهى قوى لا تزال سليمة، فأحزاب مثل الوفد كان غائبا تماما طيلة السنوات الماضية وهو ليس جاهزا للمسئولية لأنه لا يعرف، ويحتاج وقتا طويلا لكى يستوعب، أنت تتكلم عن تجريف للطبقة الخصبة فى مصر، وعندما تبحث عن رجال، تجدهم إما متورطين ما مضى، أو ليسوا عارفين بالضبط ما أمامهم وما يواجهونه».

 

ويرى هيكل أن مشكلة الإخوان المسلمين أنهم تنظيم نشأ فى العمل السرى، يضيف: «هذا تنظيم ضرب بقسوة وفكره كله انتقل لفروعه فى الخارج، ثم استغلت الحركة الإسلامية فى الخارج وليس فى مصر، فحركة الإخوان المصرية وجدت نفسها فى لحظة من اللحظات أنها الطرف الأضعف فى التنظيم الإسلامى كله، لكن هى معتمدة على قوة التنظيم، وأنا ممكن أقبل عبدالمنعم أبوالفتوح رئيسا للوزراء لأن لديه خبرة فى الخدمات والحركة السريعة لرصد طلبات الجماهير، ولكن أنا أزعم أنهم ميعرفوش حاجة عن الموقف والوضع الدولى، وميعرفوش حاجة عن السياسة الدولية، فالقيم الدينية موجودة فى مصر، ولكن هناك جزءا كبيرا من سكانه من المسيحين، ولابد من مراعاة ذلك».

 

وردا على سؤال المذيع فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وفوز الإخوان وإمكانية تحالفهم مع العسكر قال هيكل: «فى وقت من الأوقات حصل تفكير أو بدا على الأقل لمراقبين مثلى من الخارج أن الإخوان مع الوفد قد يكون هو الحل أو المخرج، بمعنى عنصر مدنى مع آخر دينى، لكن بدا أن ذلك تلفيق، لأنه ضرورات المستقبل والقوى الحقيقية فى هذه اللحظة قد لا تكون إخوان، وأنا بعتقد أنها مش إخوان فى كل الأحوال».

 

ويتابع: «الحقائق غائبة عن الناس، والناس فى حاجة إلى يقين، وللأسف المسار اللى احنا سائرين فيه سوف يؤدى إلى تعقيدات ولا أعرف إلى أين سيصل بنا، أنا خايف جدا من الانتخابات الجاية، الأمن لا يزال غائبا، وقوى الشباب لم يتح لها تنظيم نفسها، دول هم اللى تحملوا العبء من أجل التغيير، وأنا خايف جدا من أخطاء قاتلة فى المرحلة القادمة، المشكلة أن البلد مستهدف فى هذه الفترة، ولابد أن تفكر أن أول خطوة كان لابد من عملها هو وضع خريطة وجدول أعمال، واعتقد أن هذا أكبر خطأ وقع فيه المجلس العسكرى».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك