٣٠ يونيو جديد قادم - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 2:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

٣٠ يونيو جديد قادم

نشر فى : الإثنين 1 يوليه 2013 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 يوليه 2013 - 9:15 ص

لا أحد يمكنه توقع ما يمكن أن يحدث فى الشارع غدا بل اليوم، فقد وصلنا جميعا الى نقطة صعبة وعندها أصبحت كل السيناريوهات مفتوحة، وعندى هنا عدة نقاط حول مشهد 30 يونيو أوجزها فيما يلى:

 

1ــ البداية فى الاجابة عن السؤال التالى: لماذا وصلنا الى 30-6 رغم كل الاستحقاقات الديمقراطية التى خاضها الشعب؟.

 

الإجابة: لأن المصريين عندما غادروا ميدان التحرير فى 11فبراير بعد تنحى مبارك، فقد كان يقينهم ان دورهم قد انتهى فى اسقاط نظام مبارك، وأن عملية بناء النظام السياسى الجديد متروكة لكل القوى السياسية، لكن الممارسة خلال الشهور الماضية أكدت للشعب أن هناك فصيلا بعينه يسعى الى احتكار السلطة منفردا مستخدما سياستى الاقصاء والتمكين وهذا ما يرفضه الشعب، لذا جاء 30 يونيو وهو قابل للتكرار مع كل حاكم يخالف عقده مع المواطنين.

 

2ــ فكرة حركة تمرد فى منتهى البساطة لذا استخفت بها السلطة ولم تستطع مجاراة عبقريتها وبدلا من أن تبتكر فكرة مضادة فإنها قامت بتقليدها من خلال انشاء حركة (تجرد)، والقاعدة تقول إن الأصل يهزم التقليد، كما أن (تمرد) وراؤها شباب مبدع وخلاق يخاصم سلطة غير مبدعة تنتمى لجماعة تقليدية محافظة تقوم على السمع والطاعة وهذا ما يناقض مفهوم الابداع، لذا فالأخير يهزم بسهولة ما هو تقليدى لأنه سيفاجئه دائما بأفكار خارج الصندوق.

 

3ــ تبدو المعركة السياسية بين فرقاء السياسة صفرية، يا قاتل يا مقتول، وهذا دليل على ما وصل اليه الاحتقان السياسى فى البلد، فتيار الاسلام السياسى لديه قناعة (خاطئة) مفادها أن هزيمته عبر اقصاء الدكتور مرسى تعنى عودتهم للسجون مرة أخرى وهدم ما بنوه من شرعية خلال العامين الماضيين، أما التيار المدنى المعارض فإنه يدخل 30 يونيو بقناعة (خاطئة) مفادها أن هزيمته وعدم اسقاط مرسى يعنى سيطرة أبدية لجماعة الاخوان المسلمين وتيار الاسلام السياسى مما سيؤدى الى تنكيل الاخوان بهم والتضييق عليهم.

 

4ــ أخطأ الرئيس مرسى عندما تسلم الحكم ولم يسع الى تقليل مساحات الانقسام السياسى من خلال الدعوة الى مصالحة وطنية كما أنه لم يؤسس لمؤتمر اقتصادى يرسم خريطة طريق للاقتصاد المصرى، ولهذين الاخفاقيين نتيجة نحصدها الآن.

 

5ــ لايزال تيار الاسلام السياسى وفى القلب منه الاخوان المسلمون يلحون على فكرة مفادها أن عندهم مشروع اسلامى تجرى محاربته على يد قوى عالمية ومحلية، وأن 30 يونيو لا تخرج عن ذلك، واختزل هؤلاء جميعا ما يجرى فى الشارع فى أنهم الاسلام، وما دونهم كفار وعلمانيين، ولا يريد هؤلاء الاقتناع بوجود تيار شعبى معارض لأدائهم المتردى وفشلهم فى ادارة البلاد خلال ما يزيد عن عام عبر وجودهم فى البرلمان أو داخل قصر الحكم، وجاء حوار د.رشاد البيومى نائب المرشد العام أمس الأول على صفحات «الشروق» تجسيدا لما نقوله.

 

مصر أكبر من أى تيار سياسى موجود كما أنه ورغم مرور عامين على تنحى مبارك، فلم ينجح فصيل واحد فى أن يحصد الغلبة (الأغلبية) فى الشارع، لذا على الجميع أن يجلسوا سويا وهو ما نسميه التعايش السياسى، فهل يحدث ذلك أم نسير الى المجهول؟.

التعليقات