** كيف لعب منتخب أنجولا بهذه الشجاعة خارج أرضه؟ كيف كان يدافع بثمانية لاعبين ويهاجم بستة وبسبعة لاعبين؟ كيف امتلك الفريق الأنجولى هذه السرعات والخفة والرشاقة والصحة؟ كيف لعب أمام منتخب مصر بطل أفريقيا 7 مرات بهذا الانتشار وبتلك القوة كأنه يلعب فى لواندا؟ كيف صنع منتخب أنجولا هذه الفرص؟ كيف جرى فريدى رقم 16 كل هذا الجرى ولعب كأنه طفل يجرى فى حديقة منزله، سعيدا ومرحا ومبدعا؟! كيف لعب هذا الفريق الشاب بهذا المستوى من اللياقة الفنية والذهنية وهو يفتقد 12 لاعبا كما قال مدربه؟!
** آه.. كان منتخبنا يعانى من الإجهاد. نعم هذا هو التفسير. كما قال حسام البدرى فى المؤتمر الصحفى، فاللاعبون لعبوا أطول دورى فى المجرة الشمسية، وزاد إجهادهم بالتوترات الذهنية وبالحروب اللفظية، والاعتراض على الحكام وعلى الفار، وعلى الشمس وحرارتها وعلى الرطوبة وشدتها. والإجهاد يسأل عنه الجميع. فالحقيقة باختصار أن المنتخب أمام أنجولا «مش قادر». وعندما يصل فريق إلى هذه الحالة فإنه تلقائيا ينتقل إلى الحالة الثانية: «مش عارف» والحمد لله أن الفريق لم يصل أبدا إلى الحالة الثالثة، وهى حالة: «مش عايز». فكل لاعب كان مستعدا لأن يقتل نفسه لكنه غير قادر. ولذلك كنا نجرى خلف منتخب أنجولا، ونجرى خلف الكرة، ومع ذلك أهدرنا الفرص، بعض الفرص. وكذلك أهدر منتخب أنجولا بعض الفرص. ونعم كنا ببعض الفرص نقدر نغير من النتيجة، كذلك كان منتخب أنجولا قادرا على جعل المباراة أصعب بفرصته الأولى التى لاحت لفلاديميرو فيلكس أو «فا» كما يلقب..!
** إن الانتقادات ليست لأن الفريق فاز بهدف واحد ومن ضربة جزاء. ولكن النقد سببه المباشر أننا كنا الفريق الأقل حيلة أمام منتخب أنجولا. كان منتخب مصر يلعب على رد الفعل وليس الفعل. كان يبذل مجهودا إضافيا لاسترداد الكرة. وحين يستردها يعود ويبذل جهدا إضافيا ثانيا لكى يحسن التصرف فى الكرة. ولكى تلعب كفريق كرة قدم جديدة وجيدة عليك أن تفعل ما يلى هذه البديهيات وبدونها لن تلعب أبدا الكرة الجيدة:
1ــ تضغط بقوة وبشراسة على المنافس الذى يمتلك الكرة. والضغط ينقسم إلى الضغط العالى فى ملعب المنافس، وإلى الضغط الحتمى فى ملعبك.
2ــ تضيق المساحات فى الملعب أمام المنافس حتى لا يتحرك كما يشاء.
3ــ لا تفقد الكرة بسرعة حين تمتلكها.
4ــ تسترد الكرة بسرعة حين تفقدها.
5ــ تهاجم بسبعة لاعبين وتدافع بثمانية لاعبين.
6ــ تجرى كثيرا، وكثيرا، وكثيرا جدا.
7ــ تكون مسلحا باللياقة البدنية العالية وتكون مسلحا بالخفة والرشاقة والسرعات.
8ــ تقدم فى مواقف الهجوم جملا تكتيكية فيها عنصر المفاجأة والخدعة للدفاع المنافس.
** هل فعل المنتخب كل هذا؟ أو بعض هذا؟!
** لا.. مع أن أداء الفريق تحسن نسبيا فى الشوط الثانى لاسيما فى بدايته، ونسبيا هنا تعود على أداء الشوط الأول وليس على ما نرسمه فى خيالنا. وقد كنا نحلم بصدارة المجموعة. وباللعب فى الجولة الأخيرة ضمن أحسن خمسة منتخبات. ونذهب إلى كأس العالم. ثم نلعب كرة قدم جيدة فى كأس العالم. إلا أننا استيقظنا فى ليلة الأول من سبتمبر من عام 2021 ونحن نهز رءوسنا ونتمتم: «قدر ولطف والحمد لله على النقط الثلاث.. المهم هو الفوز ولا يهم الأداء»!
** يا إلهى كيف يستمر حلم 40 سنة، نفس الحلم. ونفس التفسير من خبراء تفسير الأحلام ؟!