** عندما انتهت مباراة مانشستر سيتى وأرسنال بالتعادل السلبى تساءلت: ترى ماذا يمكن أن يقال عن تلك المباراة؟ هل هى ضعيفة مملة؟ هل هناك أخطاء تمركز للمهاجمين؟ هل اللعب كان عشوائيا؟ هل أخطاء الوسط لا تغتفر فى الفريقين؟ هل تكتيك المدرب يضع حرية اللاعب وإبداعه فى الأسر؟
** يقول الكاتب والأديب جون لانشستر فى مقال له منشور فى مجلة ناشيونال جيوكرافيك: «إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان وترى الصعوبة فى التكتيك الجماعى المطبق بمنتهى الدقة وحين ترى هذا التكتيك الجماعى الصعب يطبق بمهارة وفن يزداد الإعجاب، قد تشعر ببعض المتعة.
** رأيت المباراة حافلة بالصراع، خاصة أن هناك أشكالا متنوعة للصراع، فأحيانا هو صراع مفتوح بين فريقين، بينهما هجمات متبادلة، ومحاولة من هنا ثم محاولة من هناك، وربما يسفر الصراع عن عدة أهداف وسيناريو فيه الكثير من الدراما. فتخرج أنت كمشاهد متخما بالمتعة. وأحيانا يكون الصراع بين فريق يهاجم وآخر يدافع، وقد يكون شكل الدفاع جيدا ومنظما، فتخرج راضيا بهذا التكتيك الذكى الذى يحقق هدف الفريق الذى يدافع. وتقول هارد لك للمهاجم.
** خرج أرتيتا مدرب أرسنال راضيا بالتعادل، بينما خرج جوارديولا غاضبا بالتعادل. لقد نجح أرتيتا فى حرمان السيتى من تسجيل أى هدف على ملعبه لأول مرة بعد 58 مباراة على أرضه، وهذا ليس إنجازًا يجب الاستهانة به.
** شهد الدورى الإنجليزى ارتفاعًا فى عدد الأهداف هذا الموسم. لكن أرسنال خلق ميزة من خلال خاصة وهى القضاء على الفرص أمام الفرق المنافسة، إذن.. من قال إن كرة القدم من المفترض أن تكون ممتعة؟ وما هو تعريف المتعة فى كرة القدم؟ هل هى الأهداف هل هو الصراع والندية؟ هل هى الدراما والمفاجآت؟
** وصفت مباراة الأحد بين مانشستر سيتى وأرسنال بأنها مواجهة ملحمية بين الساحر والتلميذ كما يقول الصحفى البريطانى جوناثان ويلسون فى جريدة الجارديان فى مقال عن فرق النخبة الثلاث فى البريميرليج؛
حيث أنتج فريق أرسنال إجمالى ثلاث تسديدات على المرمى وهو ما يعادل نفس عدد التسديدات التى سددها برينتفورد ضد مانشستر يونايتد بين الدقيقتين 53 و55. وعليك أن تستمتع بالألغاز التكتيكية إذا أردت، ومستويات التركيز والتخطيط، والمستوى الدقيق الواضح لقلة الابتكار والمبادرة، ولكن هذا كان بمثابة هراء بالنسبة لجيل تيكى تاكا.
** ربما سيشعر جوارديولا أنه بالنظر إلى الإصابات التى تعرضوا لها، مع خروج إيدرسون وكايل ووكر وجون ستونز وخروج ناثان أكى فى الشوط الأول، فإن التعادل كان نتيجة معقولة بما فيه الكفاية، خاصة أن الفريق يمتلك الطريقة الأكثر وضوحا، والسباق سوف يستمر محتما ومحتدما بين الفرق الثلاث ليفربول وأرسنال ومانشستر سيتى، والثلاثة سيلعبون على رهان الفوز فى كل مباراة من التسع مبدئيا ثم يأتى الأمل بتعثر ليفربول الذى سيقاتل فى موسم الوداع ليورجين كلوب، إنه الموسم الأخير للمدرب الألمانى القدير، وأفضل هدية يقدمها إليه أعضاء الفريق هو لقب الدورى الإنجليزى للمرة الثانية تحت قيادته.
** فى الدورى المصغر بين الثلاثة الأوائل، يتصدر أرسنال برصيد ثمانى نقاط، بينما يملك الفريقان الآخران ثلاث نقاط. والمدهش أنه فى تلك المباريات الست فى الدورى بين الثلاثة الأوائل شهدت 11 هدفًا فقط. فى هذا الدورى الذى يمكن أن يشهد أكبر معدل أهداف فى الدورى الإنجليزى بمتوسط 3.23 هدفًا فى المباراة.
** لقد رأيت مباراة السيتى وأرسنال ممتعة. رأيتها كذلك من زاوية أن المتعة فى كرة القدم لها درجات على اختلافها. وأن الجمال والمتعة والقوة فى مباريات كرة القدم.. هو حصيلة تطور اللعبة وأساليب ممارستها، وهو من إنتاج نجوم وأبطال من أبناء زمنهم بكل ما فى الزمن من ابتكار وتجديد.