إذا كان صحيحا أن هناك موقفا خافيا، وخبيثا، مضادا لمصر وللشخصيات المصرية، واستخدم فيه سمير زاهر فى اجتماعات الاتحاد العربى فإن علينا أن نفكر ونبحث فى أسباب هذا الموقف ونتعامل معه بجدية.. بدلا من هذا الهزل الذى نعيشه.. لماذا يرغب بعض العرب سحب بساط القيادة فى مجالات متعددة من تحت أقدام المصريين.. هل هى بداية صراع قوة إقليمى خفى، تستخدم فيه كل أسلحة الرياضة والاقتصاد والمال والسياسة؟.. بفرض أكيد أن هذا هو مضمون الصراع الجديد فى القرن الحادى والعشرين، وبفرض أكيد آخر يقول إن الصراع العسكرى فى غير مصلحة الذين لا يملكون تلك القوة من العرب؟!
بدلا من إعلان المقاطعة والانسلاخ من محيطنا العربى والأفريقى، الذى لا يمكن الاستغناء عنه، يجب أن نتغير ونفكر فى إدارة كل علاقتنا بمنتهى القوة ووفقا للمصلحة، ونستغنى ولو مرة واحدة فى تاريخنا المعاصر عن العواطف، والخطب والشعارات البالية من نوع الشقيقة الكبرى، والأم الحنون. فكيف نحتوى الخلاف المكبوت، وكيف نعود ونحتل مواقعنا السابقة، ونجعل من يستغنى اليوم، محتاجا غدا.. كيف نفعل ذلك بذكاء، وكياسة، وسياسة.. تلك رحلة زمنية قد تساوى ما ضاع من زمن، لكنها تستحق من أجل أجيالنا القادمة؟!
فى هذا السياق أيضا علينا أن ندرس بجد ونفهم، ونتساءل: هل كانت المؤامرة ضد مصر أم ضد زاهر.. الذى تحدث كثيرا وهو فى جدة، ثم وهو فى الطائرة عائدا إلى القاهرة، ثم وهو يهبط من الطائرة إلى أرض المطار، ثم وهو يغادر المطار فى طريقه إلى منزله. وكلما تحدث فهو يشير إلى المقاطعة، وإلى أن منافسات ومسابقات الاتحاد العربى لكرة القدم لا تساوى شيئا بدون الفرق المصرية.. وهذا مبدئيا واحد من التصريحات، التى نرجو الله أن يحرم قادة الرياضة والفكر والسياسة والاقتصاد، من الإدلاء بها، حتى لو كان مضمونها صحيحا. إلا أن السؤال التالى هو: ما هى مسابقات الاتحاد العربى التى سيقاطعها زاهر.. فلا توجد مسابقة واحدة قائمة حاليا.. ثم لماذا نقاطع ونبتعد وبسبب من؟!
كنت أرى أن المباريات العربية المتتالية والمنتظمة تخفف من حدة الحساسيات والتوتر، وتعلم العرب جميعا أن الرياضة فوز وهزيمة، وليست فوزا فقط كما يظنون وينفردون بهذا الظن.. وكنت أرى هذا اليوم الذى نحن فيه، كنت أراه قادما من شواهد وحوادث كثيرة، لم يلتفت إليها أحد، فيما مارس أصحاب فكر وقلم سياسة الاستعراض والتعالى والانسلاخ دون نظر لمصلحتنا الرياضية والاجتماعية والقومية والسياسية، ومنهم من حركته مصلحته الخاصة والشخصية جدا، وألبسها ثوبها المصرى، واعتبرها صراعا عربيا مصريا للأسف الشديد؟!
هذا موضوع مهم وخطير للغاية، وهناك من يلعب بالنار من وراء الستار، ويدفع لاعبين آخرين سذج لإشعال الفتنة.. وهذا جرس إنذار، ليس إنذارا.. الجرس ضرب؟!