الحل تحت الأقدام - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 3:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الحل تحت الأقدام

نشر فى : الإثنين 4 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 مارس 2013 - 8:00 ص

أعرف أن أخبار مقاطعة الانتخابات ودعوات العصيان المدنى وكذلك حوادث السرقة والقتل هى التى تسيطر على اهتمام المصريين الآن، لكن هذا لا يمنع أن نلفت الانتباه إلى قضية شديدة الخطورة تستحق منا جميعا الانتباه لأنها مسألة حياة أو موت، وقبل أن ندخل فى الموضوع دعونا ندعو باللعنة على السياسة (بالطريقة المصرية) والتى جعلتنا ننسى أهم قضايانا تلك المتعلقة بالغذاء والمياه.

 

ظنى أننا بحاجة إلى اطلاق انذار وتنبيه للجميع، حيث إننا بعد خمس سنوات فقط من الآن لن نجد دولة فى العالم يمكن أن نستورد منها المحاصيل الزراعية التى نحتاجها (نستورد 55% من احتياجاتنا الغذائية)، نعم هذه حقيقة يعرفها أصحاب القرار فى مصر (هكذا أظن).

 

القصة وما فيها هى أن مساحة مصر الكلية تبلغ 238 مليون فدان، بينما تصل مساحة الارض المزروعة حوالى 8 ملايين فدان فقط.. وبقية الـ 230 مليون فدان (شاملة الجبال والصحارى).. لايصلح منها للزراعة سوى 3 ملايين فدان بالعافية، فى المقابل فإن رصيدنا السنوى من المياه يبلغ 70مليار متر مكعب..(55 مليار من نهر النيل و15مليار مياه جوفية وأخرى يعاد استخدامها)، علما بأن متوسط الاستهلاك الآدمى العالمى حوالى 1000م مكعب سنويا.. لكن نصيب الفرد فى مصر حوالى 650 مترا مكعبا، أى اقل من المعدل العالمى (ملحوظة: نصيب المصرى سيبلغ 450 م مكعب سنويا عندما يصل عدد سكان مصر 120 مليون سنة 2030.. وعندها ستدخل مصر منطقة الدول التى تعانى ندرة فى المياه).

 

أضف إلى الأرقام السابقة أن القرن 21 الذى نعيشه حاليا سيكون القرن الذى سيشهد نهاية عصر النفط.. فماذا سيفعل العالم خاصة مع التزايد السكانى وارتفاع منسوب الرفاهية، وعلينا أن نعرف هنا أن مصر أصبحت دولة مستوردة للغاز منذ سنة واحدة فقط بعد أن كانت دولة مصدرة للغاز.

 

اذا قمنا بوضع الحقائق والمعلومات السابقة بجوار بعضها البعض فستصل إلى حقيقة مفادها أن قضية الغذاء والمياه والطاقة أصبحت حياة أو موتا بالنسبة للمصريين،خاصة إذا علمنا أن دول العالم المتقدم لن تنتظر انتهاء عصر البترول ثم تبدأ رحلة البحث عن بدائل له، حيث إن تلك الدول بدأت (تشتغل) على انتاج الوقود البديل أو ما يعرف بالوقود الحيوى، والذى يعنى باختصار الحصول على البترول من خلال المحاصيل الزراعية،أى تخليق السولار والبنزين من المحاصيل الغذائية.

 

هذه هى الأرقام والاحصائيات التى بحوزتى، ولا أسردها من باب اثارة عمليات الفزع والتخويف لديك بل فقط لاثارة انتباهك وقبل ذلك انتباه الحكومة والدولة بكامل مؤسساتها.

 

بعد أن تنتهى من قراءة ما سبق فإن السؤال الذى سيفرض نفسه هو: وماذا بعد أو ما هو الحل، وتحديدا ما المطلوب لتلافى تلك الكارثة الكبيرة؟.

 

تقديرى أن هناك مسألتين فى غاية الأهمية هنا، الأولى: أننا ينبغى فورا اقرار خطة تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى من كافة المحاصيل الزراعية خاصة الرئيسية مثل القمح والفول والعدس، المسألة الثانية أن نبدأ فورا الدخول إلى عصر انتاج الوقود الحيوى.. وتلك قصة أخرى.

التعليقات