** كنا مجموعة كبيرة من عشاق كرة القدم، نتابع نهائى دورى أبطال أوروبا. فى المجموعة مدريديون، يناصرون الريال بعقولهم وقلوبهم. وفى المجموعة كتالونيون يشجعون يوفنتوس كأنه برشلونة. وحين سجل ماريو ماندزوكيتش هدف التعادل ليوفنتوس، صفق الجميع، وهتف الجميع تقديرًا للحظة الإبداع. فالهدف كان بديعًا، دفع الجمع كله إلى الاجتماع على حب كرة القدم. وكثيرون لا يقدرون أنه من الممكن أن تشجع اللعبة قبل الفريق، وأن يدفعك الإعجاب بفريق فى مباراة إلى تشجيعه والانتماء إليه ولو مؤقتًا.. لكنها كانت لحظة نادرة وحالة نادرة أن يصفق جمهور فريق إعجابًا بهدف سجله الفريق الخصم.
** بدأ يوفنتوس المباراة منظمًا ومهاجمًا، ومتحركًا برباعيات فى جميع أرجاء الملعب والمسافات بين لاعبيه متقاربة، ولا تزيد أحيانًا عن ثلاثة أمتار. لكن فى الشوط الثانى استرد ريال مدريد شخصية البطل.. وأبدع رونالدو كعادته فى التحرك وفى اختيار المكان المناسب واللحظة المناسبة للصيد. فهو سريع الإقلاع، وأضاف هدفه الثانى وهدف فريقه الثالث الذى قتل حلم يوفنتوس الذى طال انتظاره.. بل وحلم الكرة الإيطالية التى كانت على طريق العودة أوروبيا فى حالة فوز يوفنتوس..
** الحلم الإيطالى لم يتحقق. وبدت خسارة يوفنتوس بأربعة أهداف قاسية قسوة الكابوس الذى يصيب النائم. وفى المقابل لعب الريال بإرادة. وكان أكثر جرأة. وتألق كريستيانو مطرقة مدريد. الذى بات أول لاعب يسجل فى ثلاثة نهائيات. وكان من الطبيعى أن يفوز بلقب رجل المباراة الذى توجه به مدربه السابق سير أليكس فيرجسون.. وتعقيبًا على انتصاره قال كريستيانو عقب المباراة: «فوز عظيم. فزت بالثنائية مع فريقى. والآن أعتقد أن الذين ينتقدون كريستيانو لأنه بلغ من العمر 32 عامًا.. أعتقد أن عليهم التوقف. وأن يعيدوا جيتاراتهم إلى أغمادها..»
** رونالدو توج بلقب رجل المباراة.. وهو اختيار معتاد لكل اللجان التى تفتش غالبًا على صاحب اللقطة الأخيرة.. الذى يفتح باب الفوز لفريقه. وهو دائمًا رونالدو فى الريال. لا يمكن إنكار ذلك. لكننى لا أستطيع تجاهل إيسكو ولوكا مودريتش، ومارسيللو.
** هى شخصية الفريق البطل فعلًا فقبل المباراة بأربع وعشرين ساعة قال راموس: «غدًا لدينا موعد مع التاريخ. ولكننا نقترب منه كأنه أول نهائى نخوضه. نريد أن ندافع على حالتنا كأبطال أوروبا. نحن متحمسون ولدينا دافعنا. إنها فرصة أخرى لإظهار من نحن.. نحن فريق عظيم».