لماذا التردد؟ - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 2:12 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لماذا التردد؟

نشر فى : الإثنين 5 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 أغسطس 2013 - 8:45 ص

لا أجد تفسيرا يقنعنى بحالة التردد والنعومة مصحوبة بعدم الحسم فى تعامل الدولة المصرية مع نتائج ما بعد 30 يونيو، حيث نرى بوضوح حالة من عدم الاتفاق بين دوائر صناعة القرار تجاه ما يستجد من أحداث تمارسها جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها فى الشارع، رغم أن صانع القرار يعلم عن يقين أن هناك ثورة شعبية خرج لها عشرات الملايين من المصريين ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسى، كما أن تلك الملايين قد احتشدت منذ أيام لتفويض الأجهزة الأمنية فى التعامل مع (حرب المدن) التى يمارسها الإخوان فى الشوارع.

ورغم ما سبق من دعم شعبى الا انه بدا لنا وجود اكثر من رؤية للدولة تجاه ما يجرى، ودليل ذلك ما يلى:

1ــ تضارب تصريحات بعض قيادات الدولة تجاه عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة، وقد نتج عن هذا التردد أن أعلنت جماعة الإخوان عن توسيع دوائر الاعتصامات عبر انتشار جغرافى سينتج عنه شلل القاهرة الكبرى، مثل الدعوة للاعتصام فى المهندسين وألف مسكن وأمام مدينة الإنتاج الإعلامى.

2ــ مراجعة تصريحات بعض المسئولين تجاه فكرة (المصالحة الوطنية) حيث تجد دعوات رسمية تتجه إلى أقصى اليمين مقابل دعوات تدفعنا إلى أقصى اليسار (راجع حوار رئيس الوزراء لصحيفة الأهرام الأسبوع الماضى وحوار نائب رئيس الجمهورية للصحف الأجنبية).

3ــ زيارات الوفود الأجنبية للرئيس السابق مرسى فى محبسه، بدت لنا من تصريحات بعض المسئولين ان الرؤية ليست واحدة تجاه مثل هذه الزيارات.

ماذا يعنى ذلك، ببساطة شديدة هناك عدم توافق واضح فى الرؤى بين مراكز صناعة القرار فى الدولة المصرية الآن، مما يتطلب الدعوة لاجتماعات عاجلة ومتتالية بين النافذين فى السلطة المصرية الآن واعنى بهم مباشرة وزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبجوارهم ممثلى بعض القوى السياسية المؤثرة فى الشارع.

صانع القرار السياسى الآن، عليه ان يعرف ان ضمان استمرار تأييد الشعوب للسلطة (اى سلطة) غاية لا تدرك، وأن الشعوب دائما فى عجلة من أمرها وتبحث عن السرعة فى الانجاز وصبرها قليل، لذا يجب ان تكون هناك نتائج ملموسة على الارض تجاه ما يجرى.

ما سبق يدفعنا إلى الحديث عن ضرورة فض اعتصامى رابعة والنهضة، فإما هناك دولة قوية لها هيبتها الآن واما ان مصر دولة مفككة، ويجب ان يعرف الرأى العام ان مصر تواجه حرب مدن، بدت فى قطع الطرقات ونشر الخوف والفزع بين المواطنين وشل الحركة فى القاهرة الكبرى كبداية من خلال الاعتصامات الميدانية ثم سينتقل الحال إلى عواصم محافظات أخرى بالجمهورية.

قناعتى ان التعامل الأمنى مهم وضرورى الان تجاه ما يهدد الامن القومى المصرى لكن يجب ان تصاحبه حلول أخرى على الجوانب السياسية والإعلامية والاجتماعية، وكم نتمنى هنا ان يخرج أشباه السياسيين ومرتزقو السياسة من المشهد والذين نرى وجوههم منذ عهد مبارك مرورا بعهود المشير طنطاوى ثم مرسى، فلولا غباء بعضهم ونفعيتهم ما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.

التعليقات