دع همومك وافرح قليلًا - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 3:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

دع همومك وافرح قليلًا

نشر فى : الإثنين 6 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 مايو 2013 - 8:00 ص

اليوم شم النسيم، عيد مصرى خالص يجمع المصريين جميعا، مسلمين ومسيحيين، ليبراليين وثوريين، فلولا واخوانا وسلفيين، أدعوكم جميعا (وأدعو نفسى معكم) الى انتهاز فرصة الراحة الإجبارية المتواصلة لعدة أيام (تنتهى اليوم للأسف) بأن نلتقط أنفاسنا قليلا، وأن نتعلم (نحاول) كيف ندخل البهجة على أنفسنا وعلى من حولنا، أن نتحرر من الضغوط قليلا، فحجم ما عنيناه ولقيناه خلال العامين الماضيين من ضغوط حياتية سياسية أمنية، يفوق احتمالنا النفسى والعصبى.

 

أعرف عددا كبيرا من الأصدقاء والأقارب والأصحاب لا يعرفون كيف يستمتعون بأيام راحتهم الأسبوعية وإجازتهم السنوية، ظنى أنهم يمثلون النسبة الغالبة من المصريين (كاتب هذه السطور أحد هؤلاء) وتمر الإجازة تلو الأخرى ولا جديد فى التغيير.

 

توقفت أمام هذه الحالة منذ الخميس الماضى حيث وجدتنى أمام راحة إجبارية تقترب من 4 أيام، ولم أخطط كيف أقضيها مع نفسى أو مع أسرتى التى لا أراها بحكم العمل، فالإجازة أصبحت عبئا، فماذا سأفعل فيها وبها؟.

 

فاجأنى تعليق أحد الأصدقاء على تلك الإجازة الطويلة عندما قال لى: انا قاعد (أفرك) داخل البيت ومش عارف أعمل ايه، وأنهى بتمنياته بالعودة سريعا للعمل، عندها قارنت بين ما أعرفه عن تخطيط الأجانب لإجازاتهم واستعدادهم وبين اهدارنا لقيمة الراحة والاسترخاء فى حياتنا.

 

هل نقول كلاما غريبا ومنفصلا عن سياق ما نعيشه فى بلادنا هذه الأيام، فليكن، هذا ما قصدته، من يرى منا عدم معرفتنا بكيفية قضاء أوقات راحتنا وإجازتنا،ي ظن أننا نقدس العمل ونبدع فيه وأن صادراتنا تغطى الكرة الأرضية، للأسف نحن أبعد ما نكون عن ذلك. سأطلب منك اليوم اجراء احصائية سهلة للغاية كى تتأكد مما ذهبنا اليه فى السطور السابقة، التمرين هو أن تقوم بحصر كل مقالات الكتاب فى الصحف الصادرة اليوم والتى تتحدث عن شم النسيم وعن الاجازة والاستمتاع بها.

 

 اذا لم يتوافر لك شراء كل الصحف، فيمكنك تنفيذ التمرين من خلال الدخول على مواقع الصحف على الانترنت، يقينى أنك لن تجد ذكرا كبيرا (أو قليلا) عن اجازة شم النسيم والدعوة للفرح وادخال البهجة والسرور على النفس.

 

هل يخشى بعض الكتاب من تراجع عدد القراء اذا تكلم فى موضوعات الإجازة والراحة وشم النسيم، المعنى هو أننا كشعب، لا يمكن تصنيفنا من الشعوب التى تهوى الاستجمام ولديها فنون الاستمتاع بالراحة، كما أننا أيضا أبعد ما نكون من الشعوب المنتجة، يعنى (لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن) بل أصبحنا نستمتع بجلد الذات وتلطيخ ما هو جميل فى حياتنا بالسواد وقتل الأمل فى نفوسنا.

 

جرب أن تطلق السياسة طلقة بائنة هذا الأسبوع، فيكفينا حجم الهم والغم والقلق الذى بات يسيطر على وجوهنا، وانتشار الاكتئاب بسبب حجم الإحباط الذى انتاب أغلبيتنا لعدم انجاز أشياء ملموسة على أرض الواقع بعد الثورة.

 

دع القلق والهم والغم، سأكررها لك (ولنفسى) كثيرا وحاول أن تستمتع بأقل الأشياء وأبسطها، فالبهجة وفرحة النفس خلقها الله لنا بأقل التكاليف، ابتسم بقى وفكها فالحياة قصيرة.

التعليقات