ما الذى يخطط له المصريون من جديد؟ - محمد العريان - بوابة الشروق
الأربعاء 8 يناير 2025 10:16 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما الذى يخطط له المصريون من جديد؟

نشر فى : السبت 6 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 6 يوليه 2013 - 8:00 ص

هؤلاء الذين لا يعيرون اهتماما كبيرا لمصر سوف يُلتمس لهم العذر إن هم ظنوا أن الصور السائدة على شاشات أجهزة التليفزيون الخاصة بهم هذه الأيام مجرد إعادة عرض للثورة الشعبية التى أطاحت بالرئيس مبارك قبل عامين ونصف العام. لكنها ليست كذلك.

 

فالذى نشاهده اليوم محاولة تقوم بها غالبية المصريين العاديين لإصلاح الثورة التى تعطلت. فقد خرجوا إلى الشوارع كى يعيدوا ترتيب شروط النجاح، ويضعوا البلاد على طريق أكثر وعدا ورخاء.

 

لا شك فى أن هذه أيام تتسم بالأخطاء والصخب وعدم اليقين وعدم القدرة على توقع ما سيحدث بالنسبة لمصر.

 

إن البلد يقع فى منطقة تفتقر إلى التنظيم. فالاقتصاد يتعرض لضغط شديد. ومعظم المؤسسات ضعيفة. ولم يظهر بعد الزعيم الموثوق به الذى يحظى بتأييد كاسح. والأسوأ من ذلك أنه ليست هناك قواعد للعبة.

 

ربما تبدو الحالة المزاجية فى الشارع مبهجة، لكن الوضع يمكن أن ينقلب للعنف بسهولة. ويفهم كل مصرى أن الوحدة والمصالحة الوطنية أمران ضروريان للسير فى أكثر المحاور الثورية صعوبة من تفكيك الماضى القمعى إلى بناء مستقبل أفضل. ومع ذلك فهناك خلاف بشأن كيفية تحقيق ذلك.

 

●●●

 

نادى البعض بمسعى متجدد للرئيس  السابق محمد مرسى، خاصة بما أنه انتُخب بطريقة ديمقراطية قبل عام. ويحكم آخرون على قيادته بأنها فشلت بسبب التجاوز فى بعض المجالات وعدم الوفاء ببعض المهام الاقتصادية والاجتماعية الأساسية. أنا واحد من بين هؤلاء الذين لا سبيل لهم لفهم الطريقة التى ستسير بها مصر خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة بعد التطورات المتلاحقة. فالأمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. لا أفهم كذلك التحديات الأساسية التى تواجه مصر فى سعيها المهم من أجل الاقتصادية والمؤسسية والسياسية والاجتماعية الجديدة.

 

على الرغم من كل عدم اليقين قصير المدى هذا، لا يسعنى فإن أشعر بالانتعاش بسبب حقيقة لا خلاف عليها سوف تخدم مصر كثيرا لسنوات وعقود عديدة مقبلة وأعنى بذلك التمكين والإيقاظ السياسى الذى لا شك فيه للمصرى العادى الذى حدث خلال العامين والنصف الماضيين. فلم يعد المصريون، الذين طالما عُرفوا بأنهم شعب يسهل حكمه من أعلى بواسطة أنظمة قمعية، خائفين وخاضعين ومترددين بشأن الطريقة التى يُحكَمون بها.

 

وعندما حكم المصريين شاب على قدر كبير من الالتزام تغلبوا على ثقافة الخوف التى سيطرت على جوانب كثيرة من حياتهم. الأمر الأكثر أهمية هو أنهم يعتقدون أنه يمكنهم وينبغى لهم التأثير على مصيرهم. وهم يفعلون ما يقولون.

 

وفى الوقت الراهن، معظم هذه الطاقة مكرَّس للضغط على زر إعادة الضبط بشأن ثورة واعدة وموحية تعثرت. تخيل ما يمكن أن يحدث وسوف يحدث فى الواقع عندما تتوحد هذه الطاقة القوية والالتزام فى ظل رؤية مشتركة من أجل بناء مصر أفضل للأجيال الحالية والقادمة.

 

ربما يكون مستقبل مصر قصير المدى على قدر كبير من عدم اليقين والتقلب بل عرضة للقلاقل واحتمال العنف. إلا أن توقعاتها المستقبلية طويلة المدى أكثر إشراقا بكثير مما يتخيل الناس. لا تسيئوا تقدير ما يمكن أن يفعله شعب ملتزم وممكَّن.

 

 

 

الخبير الاقتصادى العالمى

محمد العريان محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين فى مؤسسة إليانز، وعضو لجنتها التنفيذية الدولية، وهو رئيس مجلس التنمية العالمية التابع للرئيس باراك أوباما. شغل سابقا منصب الرئيس التنفيذى والشريك الرئيسى التنفيذى للاستثمار فى شركة بيمكو.
التعليقات