ضاع انتصار آخر.. وماذا بعد؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 4:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضاع انتصار آخر.. وماذا بعد؟!

نشر فى : الأربعاء 7 أغسطس 2024 - 8:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 أغسطس 2024 - 8:00 م

** رغم نصائح طبية: لا تشاهد مباريات المنتخبات المصرية ولا تنفعل ولو تابعتها على الهواء مباشرة كن هادئا وأعصابك حديد.
** لا أستطيع. كانت تلك هى الإجابة. لا أستطيع تجاهل منتخب مصرى وهو يلعب ولا يمكن ألا أنفعل، وأين تلك هى الأعصاب الحديد التى تتابع فريق وطنك متقدما بأربعة أهداف أمام إسبانيا بطل أوروبا ثم يخسر فى النهاية وبعد الوقت الإضافى وفى آخر ثانية فرصة التأهل للدور قبل النهائى ومواصلة حلم الفوز بميدالية أولمبية؟
** كيف نضيع فوزًا فى يدنا؟ وكيف أكرر هذا السؤال سنوات مع كرة اليد، وأعود وأكرره أحيانا مع منتخب كرة القدم. وأحيانا أخرى مع لاعب سلاح أو لاعب جودو أو لاعب مصارعة؟
** أفهم السبب المباشر وهو اللياقة الذهنية والبدنية والعقلية الاحترافية وقلبها وصميمها هو الهدوء الشديد فى أصعب مراحل المنافسة. لقد كنت سباحا وكانت ضرباتى للماء لا تدفعنى ولا تنفعنى فى لحظات الخوف من المنافس، وكانت ضرباتى تتسم بالقوة، وتمنح الجسد قوة جر فى الماء بالثقة وبعدم الشك فى الفوز.. تلك معادلة من أهم معادلات الفوز والبطولة.
** وفى مباراة المنتخب الأولمبى مع فرنسا كان باقيا على زمن التأهل للمباراة النهائية 7 دقائق فتعادل الفريق الفرنسى ثم فاز فى النهاية. وفى مباراة منتخب اليد مع فرنسا فى دور المجموعات تقدمنا حتى آخر ثانية ثم تعادل المنتخب الفرنسى. وفى مباراة منتخب اليد مع إسبانيا تقدمنا بأربعة أهداف ثم أهدرنا الفرص السهلة والانفرادات وسوء الدفاع وغياب الأجنحة وعدم مراقبة أفضل لاعبى إسبانيا رقم 10، وضيعنا فرصة الفوز بفارق هدف فى الوقت الأصلى والوقت الإضافى.. وعدت أسأل: لماذا نضيع فوزا فى يدنا دائما؟
** بعد فوز منتخب فرنسا لكرة القدم قال تيرى هنرى: «أرفع القبعة للمصريين لقد كانت مباراة صعبة». نعم ترفع لمنتخب مصر القبعة، وتراها مباراة صعبة لأنك كنت على حافة الخروج من اللعب فى النهائى حتى الدقيقة 83. ثم تعادل فريقك وتفوق شكلا وموضوعا بعد ذلك. وهو أمر يختصر حالة فرقنا فى قمة المنافسة الرياضية. ولا أقلل من أداء اللاعبين سواء كرة القدم أو كرة اليد فهما الأفضل فى الألعاب الجماعية دون شك. لكننا لا نرغب فى ميدالية هارد لك حتى لو كانت من صميم الأخلاق الرياضية. وصميم الرياضة. نريد ميدالية حقيقية ترسم الابتسامة على وجهنا العابس بسبب انتصارات تضيع أو تفلت من أيدى وأقدام لاعبينا، وتلك مشاعر طبيعية فى لحظتها لكن من الخطأ ومن الخطر المبالغة فى جلد الذات. فقط علينا أن نفهم لماذا نضيع دائما فوزا فى يدنا؟
** كان مدرب إسبانيا مغامرا ومحترفا جدا عندما لعب بسبعة لاعبين فى كثير من الأوقات وفى أصعب الأوقات ولم نقدر نحن على ممارسة تلك المغامرة. وهذا فارق مهم فى العقلية.
** قال لى صديق: منتخب اليد لا يستحق هارد لك. وهذا خطأ جسيم الواقع أن الرياضة بالممارسة الفعلية، وبالعمل المهنى لسنوات، وبالمتابعة لدورات أولمبية بدءا من طوكيو 1964 وبطولات كأس العالم لكرة القدم وغيرها علمتنى أن الرياضة فيها هارد لك والشد على يد المهزوم. ولعل واحدة من أجمل وأصدق اللقطات فى دورة باريس هى التحية التى قدمتها الأمريكية سيمون بايلز أسطورة الجمباز ومواطنتها جوردان تشيلز لمنافستهما البرازيلية ريبيكا أندراندى التى تفوقت عليهن فى الحركات الأرضية وذلك علما بأن بايلز فقدت ذهبيتين فى الحركات الأرضية وعلى العارضة وكانت هى المرشحة.
** ماذا كانت التحية؟ لقد انحنت بايلز ومواطنتها تشيليز للمنافسة البرازيلية ريبيكا.. وهذا سلوك رياضى وأولمبى وفهم لقيم الرياضة، وتربية احترافية، بينما يفقد لاعبونا أعصابهم ويخرج منهم السلوك السيئ والاحتجاج والإساءات فى مباراة مجرد مباراة لا فيها ذهب ولا فيها نحاس.. نحن فى أشد الحاجة إلى قيادات رياضية تربى أجيالنا القادمة على قيم الرياضة وعلى احترام المنافس واحترام انتصاره.
** وبالمناسبة انتظروا مباراة المنتخب الأولمبى مع نظيره وشقيقه المغربى على البرونزية متمنيا أن تخرج فى روح رياضية حقيقية.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.