** أترك هذه المساحة للزميل الصحفى الإماراتى عمران محمد بجريدة الاتحاد التى تصدر فى أبوظبى، وقد كان فى زيارة لمصر، وهى ليست الأولى له، لتغطية المؤتمر الصحفى الخاص بمباراة السوبر القادمة بين الأهلى والزمالك.. وبعد عودته كتب هذا المقال الذى نشر يوم الاثنين الماضى فى جريدة الاتحاد بعنوان: «لأنها مصر»
** من هى مصر بالنسبة لكم؟
ماذا تعنى؟ وأين مكانها فى قلوبكم؟
هى صوت حليم.. أم شموخ نيل..
كلمات شوقى.. أو لحن القصبجى
هى مصر..
مركب ينام فى نهر.. وهرم بنى حجر على حجر.
هى مصر.
فماذا تعنى لكم؟ صورة حكيم عجوز..
أم فتاة تنتظر لقب عروس.. هى مصر..
عربة بائع يقدم الثمر والتين..
وصوت تكبير يصدح صداه فى الحسين.
هى مصر.
ليالى حارة قديمة اسمها الحلمية..
وزهرة ربيع نشرت عبيرها سعاد..
هى العسل حتى وإن حاولوا تلوينها بالسواد.
هى أغنية حب شهيرة احتفظ بها قلبى..
أوراق رواية بحروف عبدالقدوس..
أفبعد كل هذا تسألون عن سر حبها..
هى ثورة أحرار..
وذكرى زعيم اسمه جمال..
هى صوت مذياع يسرى صوته ليعلن من بعيد.. هنا القاهرة
هى نصر أكتوبر فخر الجميع.
وهى سلام الأرض فاهبطوها آمنين..
هى قلب العرب.. وصوت الأرض..
قصة ماضٍ.. وحضارة أجداد.
هى قلب زايد.
وفزعة خليفة..
هى مصر..
التى تعيش اليوم حقبتها الجديدة..
ترسم للغد حلمها القادم، وتبنى أرضها وكأنها تولد مرة أخرى.. لتعيد مجدها وتؤسس غدها..
كنا فيها بالأمس.. نراقب نيلها.
ونعيد الذكرى بأنغام شوارعها..
علمنا الراحل الكبير كيف نحبها.. ورسخها خلفاؤه.. فعلمونا كيف يجب أن نحبها..
فهل لا زلتم تسألون عن سر عشقها
كلمة أخيرة
يكفى أنها مصر
** نعم يا عمران يكفى أنها مصر، ويكفى أنك شاب من دولة الإمارات، يمثل شباب دولته وأهلها وشباب العرب وشعوبها. هى مصر يا عمران التى تفتح ذراعيها لأشقائها. وهى الإمارات التى أحبها المصريون. وتلك كلمات خرجت من القلب، عبرت عن مشاعر صادقة وانفعال بحب صادق لبلدنا، لم يتفلسف عمران. كتب ببساطة فأصاب القلوب، بينما نحن نرى أحيانا قلة من أبناء مصر يكتبون عن مصر بسطور بليغة، وبكلمات كبيرة، وبجمل تبدو نبيلة، لكنها محاطة بكفن السم فى العسل، هؤلاء يرون أن وطنهم هو الفكرة عاشوا من أجلها، ولا يعرفون معنى الوطن الذى عاش آلاف السنين بدون أفكارهم.
** يكفى أنها مصر.