عجبنى تعليق الدكتور محمد سليم العوا حين سأله الإعلامى النابه يسرى فودة: «هل أنت متفائل؟» فقال: «أنا لست متفائلا فقط، أنا على يقين أن النهضة قادمة». هذه روح عظيمة يحتاجها بلد بحجم وقامة مصر. وعلمت كذلك أن الضغوط تتزايد على الدكتور العوا كى يقبل الترشح للرئاسة، وقطعا سيكون إضافة مهمة لقائمة نبلاء الوطن الراغبين فى الترشح للرئاسة. تلك القائمة التى كنت أتمنى أن تتضمن العالم الفاضل د. أحمد زويل. لكن الرجل سيخدم مصر من أى موقع كان كما قال لى من قبل. وهذا موقف يليق بنبلاء الوطن، كل فى مكانه.
وما يدفعنى للشعور بالأمل كذلك هو شباب مصر فى كل المجالات. علمت أن المفكر البارز الدكتور مصطفى حجازى وفريق عمله انتهوا من كتابة وثيقة «فوق دستورية وقبل حزبية» كى يعرضها على الرأى العام على أمل أن تحصل على شرعيتها منهم إن قبلوا بها، وهذا مطلوب للغاية.
علمت أن وائل غنيم أخذ إجازة مفتوحة من «جوجل» كى يقوم بترجمة أو عمل مشروع شبيه بـ«خان أكاديمى». وهى إضافة مهمة لمهاراتنا التعليمية، و لو لم يكن ليفعلها هو، لفعلتها أنا، ولكن هو أولى وأقدر.
علمت أن د. عمرو خالد بدأ برنامجا على التليفزيون المصرى استمرارا لرسالته التنموية التى أتوقع لها أن تأخذ شكلا مختلفا فى ظل مناخ الحرية؛ وأعتقد أن هذا ما تحتاجه مصر منه أكثر من تكوين حزب أو السعى لمنصب سياسى.
علمت أن جهود تشكيل بعض الأحزاب الجديدة بدأت تؤتى ثمارها. وانتقل الكثيرون من خانة التمنى إلى التفكير ثم التنفيذ. هذا مهم ومطلوب.
علمت أن الكثير من المصريين فى الخارج راغبون أن يساهموا فى المشروع القومى القادم لمصر كجزء من واجبهم لبناء وطنهم. مصريو الخارج ليسوا أقل ولاء لوطنهم من يهود العالم فى دعمهم لإسرائيل أو للهنود فى دعمهم للهند.
علمت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيعقد اجتماعات دورية مع المتخصصين من أجل خريطة طريق متكاملة.
وعلمت أن فرق عمل متنوعة يتم تشكيلها فى مجلس الوزراء لوضع برامج قصيرة ومتوسطة الأجل لعلاج مشاكلنا المتشعبة.
علمت أن مشيخة الأزهر تدعو وتجتمع مع القوى الإسلامية المختلفة من أجل تحديد أولويات الخطاب الدينى وضبطه فى إطار من الثوابت التى لا تؤدى إلى مفاسد أكثر من المصالح المرجوة. وهو المطلوب تحديدا.
حين تقرأون هذه السطور، يفترض أن أكون قد وصلت إلى أرض الوطن كى أساعد بقدر ما أستطيع فى خدمة وطن يستحق منا أن نجتهد فى خدمته، كل فى مجاله وعلى قدر استطاعته.
لن تنتصر مصر على أمراضها إلا إذا انتصر المصريون على أمراضهم. وأول أمراضنا التفكير بالفهلوة دون العلم، والتعصب للرأى وتضخم الذات والسعى لمصالح النفس على حساب مصالح المجموع. لا يوجد بيننا أهلى وزمالك، نحن جميعا منتخب مصر. والأفضل فى كل مجال، فليتقدمه؛ عسى أن نكون نحن الجيل الذى تشهد معه مصر رفعتها. وطن عظيم لشعب عظيم.