•• هناك فارق كبير بين المتعة وبين الإثارة فى مشاهدة كرة القدم.. فالمتعة أن تشاهد مباراة بين برشلونة ويوفنتوس، بما أحاط بالمباراة من مشاهد تعلى من قيم الرياضة النبيلة، وتزرع الجمال فى رأسك. أما الإثارة، فهى تتجلى فى مشاهدة مباراة بين الأهلى والإفريقى، وبين الزمالك وسانجا الكونغولى.. فالإثارة أن تجلس تتابع اللقاء مشدودا، متوترا، وترتفع داخل دمك نسبة الإدرينالين، ويحضر الأمل ويسكن داخلك ثم فى لحظة تجد هذا الأمل مغادرا فتصاب بالقلق، ثم تجده فجأة قد عاد.. ربما تلك هى دراما الكرة المصرية.. ترى فيها سيناريو غير محبوك، غير متقن، غير معقول.
•• نعم فرحنا بتأهل الأهلى والزمالك، والفرحة هنا متعددة الأسباب. الأول هو التأهل فى حد ذاته. والثانى أنه تحقق بعد لحظات عصيبة، والسبب الثالث أن التأهل حضر بعد أن أفلت من يد الأهلى، وكاد يفلت من قدم الزمالك.
•• توقعت فوز الزمالك بسهولة على الرغم من ظاهرة وجود أربع فرق من الكونغو بشقيها فى بطولتى القارة. وفريق سانجا سريع الحركة، واجهه الزمالك باستخفاف يقترب من التعالى.. ثم انصلح الحال فى الشوط الثانى أو قل بعد أن سجل الفريق الضيف هدفه.. فهذا الشعور بالخطر استدعى هذا المعدن المصرى الشهير الذى يحضر فى وقت الشدائد.. (أكره هذا الاستدعاء فالمباراة كلها شدة، والبطولات شدة، والحياة شدة، لكننا نتعامل مع الأمر على أنه شعره ساعة تروح وساعة تيجى).
•• الأهلى كان له شخصية فى مباراته مع الإفريقى. هو ليس الأهلى عام 2007 أو أهلى الجيل الذهبى الشهير حاصد البطولات، لكنه الأهلى بتاريخه وفانلته وبطولاته وشعبيته. وعلى الرغم من غياب عناصره المهمة مثل مؤمن زكريا وتريزيجيه، إلا أن خبرات لاعبيه الكبار لعبت دورا أثناء المباراة، كذلك كان لهدف الإفريقى المبكر تأثيره فى تحفيز لاعبى الأهلى، فهم لعبوا دون ضغوط فلا يوجد أكبر من ضغط التأخر بهدف مبكرا. . وتجلت الدراما اللامعقولة فى الكرة المصرية عندما كان الجميع ينتظر صفارة التأهل بالتعادل، فإذا بالإفريقى يسجل هدفا ثانيا.. ثم حضرت الإثارة فى ركلات الجزاء الترجيحية، التى كانت مباراة فى التلاعب بالأعصاب.
•• مبروك للفريقين.. نعود إلى الاسترخاء
•••
•• الأخبار فى الإعلام عدة أنواع. منها الخبر المباشر بعدما يقع. ومنها الخبر غير المباشر قبل أن يقع. والأول يتحقق بالمصادر والثانى يتحقق بالتحليل. وكنت توقعت كل ما يجرى وما سيجرى فى الفيفا قبل ثلاث سنوات، وتحديدا بسؤال منطقى عن أسباب التصويت على بطولتى كأس العالم 2018 و 2022 مرة واحدة.. ومنذ أيام قليلة تساءلت هل يحضر بلاتر نهائيات مونديال السيدات فى كندا أم لن يحضرها بعد استقالته، وأكدت أن الذهاب من عدمه سيكون له دلالات. ولم يذهب بلاتر الذى يواجه حاليا بجبل فساد.
•• كما توقعت قبل أيام سقوط « نادال الأول» إمبراطور الملاعب الرملية أمام ديكوفيتش فى رولان جاروس. وقد سقط. ولم أتوقع أبدا سقوط ديكوفيتش أمام السويسرى ستانيسلاف فافرينكا، خاصة أن الصربى كان يبحث عن الجمع بين البطولات الأربع الكبرى، بينما فافرينكا هو المصنف الثامن فى رولان جاروس.. وهذا جزء من دراما الرياضة الممتعة!