ثقة الأنثى لا تزال فى أدنى مستوياتها - قضايا مجتمعية - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثقة الأنثى لا تزال فى أدنى مستوياتها

نشر فى : السبت 9 يوليه 2016 - 9:55 م | آخر تحديث : السبت 9 يوليه 2016 - 9:55 م
نشر موقع Salon مقالا لـ«إيرين كوليهان»، الكاتبة الصحفية، يدور حول التحديات والصعوبات التى تواجه المرأة تحديدا، فيتطرق المقال إلى اهتمام النساء المفرط بمظهرهن والضغوط التى تقع عليهن نتيجة اتباعهن أحدث مقاييس الجمال المحددة عالميا مهما كلفهن اتباعها من أضرار، ورغم ذلك لا تزال ثقة الأنثى بجسدها ورضاها عنه فى أدنى مستوياتها.

تقول «كوليهان» إنه من الصعب رصد جميع التحديات التى تواجهها المرأة يوميا لمجرد كونها امرأة فقط. كالتحرش من قبل الرجال فى الشوارع والمواصلات العامة، والخوف الدائم من أى رجل قد يحاول اغتصاب المرأة أو قتلها. من صغر الفتاة يخبرها والداها ومعلموها والإعلام أيضا بأنه يمكنها أن تكون محبوبة وذكية وجميلة وناجحة. ولكن يحدث شىء آخر عندما تصدم بالمجتمع ومتطلباته، فتتولد الكثير من الضغوط عليها وتدرك أن الواقع يختلف كثيرا عن تلك القصص الكرتونية التى طالما قُصَت عليها.

***

على صعيد آخر كشف تقرير دوف «Dove» الدولى للثقة وللجمال بيانات مهمة تتعلق بمدى إدراك نساء العالم لأنفسهن؛ حيث أجرى دراسة على 10 آلاف امرأة من 13 دولة، ووجد الباحثون من خلال الدراسة على تلك النساء أن ثقتهن بأجسادهن مازالت فى أدنى مستوياتها، رغم ظهور العديد من الحملات الإعلامية التى تركز على أهمية قبول الجسد فى أى صورة وحجم يكون عليها، وما يترتب على ذلك القبول من إيجابية ورضا تنعكس على النفس.
كما كشفت بيانات ذلك التقرير أن نحو 85% من النساء و79% من الفتيات اعترفن أثناء إجراء التقرير بأنهن يفضلن التهرب من حضور المناسبات المهمة فى دوائرهم، كالتجمعات العائلية أو الذهاب لمشاهدة فريقهن الرياضى وذلك لعدم ثقتهن بمظهرهن. ويضيف التقرير أن 7 من أصل 10 فتيات تتأثر سلوكياتهن عندما لا يشعرن بالثقة فى مظهرهن، ويشير التقرير إلى إحصائية مقلقة وهى أن 87% من النساء يجوعن أنفسهن عندما يكن غير راضيات عن مظهرهن ووزنهن. فيما كان 78% من النساء يشعرن بالضغط ولا يردن أن يتم وصف ذلك بالضعف أو يكون مبررا لارتكابهن الأخطاء.

***

يؤدى الاهتمام الزائد بل والقلق الدائم من المظهر والجمال إلى آثار نفسية شديدة لابد من التطرق إليها وتحليلها بشكل مفصل؛ فمثلا ينتج عن تجويع النفس والحد من السعرات الحرارية – من أجل الحفاظ على وزن مثالى ومظهر جيد ــ مخاطر صحية عديدة قد تصل إلى الموت جوعا. وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة التوازن فى اتباع كل ما يؤدى إلى الحفاظ على مقاييس الجمال العالمية، فيجب عدم التغلب على الخوف والقلق من المظهر بالإفراط فى الاهتمام به إلى الدرجة التى تؤدى إلى مخاطر وأضرار صحية، وكذلك يجب عدم الإهمال المطلق مما ينعكس بشكل سلبى على النفس ويسبب أضرارا نفسية بالغة.

تشير «كوليهان» إلى مقال بعنوان «اسأل بولى» بمجلة نيويورك تايمز عن توجه لدى النساء يشعرهن بأنهن كثيرات على الرجل، فلم تعد المرأة ترضى بما ارتضت به قديما. ومع هذا يرى كثيرون أن المرأة عاطفية بدرجة كبيرة أو تركز جهودها فقط لإرضاء رجل أو الحفاظ على علاقتها معه، ككوب ممتلئ عن آخره يخشى التحرك خوفا من إراقة ما بداخله. ومن أجل تغيير ذلك الوضع تذهب النساء للقول بأنهن كثيرات على الرجل والحل الآخر للتخلص من ذلك ترى المرأة مازحة أنه لابد من أن تقوم النساء بتقليل السعرات الحرارية من خلال تجويع الجسد وذلك حتى يختفين جميعا.

***

لاشك أنه من غير الصحيح أن تهتم النساء بالجمال والمظهر بهذا الشكل المقلق، وفى هذا الصدد أشار تقرير دوف «Dove» إلى أن 60% من النساء اللاتى شملهن البحث اعترفن بوقوعهن تحت ضغوط شديدة من أجل الحفاظ على مقاييس الجمال المعروفة، فى حين رأت 77% من النساء أنهن يفضلن أن يكن بشخصيتهن ولا تعنيهن أية مقاييس للجمال يضعها آخرون على الإطلاق. فأغلب النساء وفقا للتقرير يردن أن يكن جميلات ولكن وفقا لمقاييسهن.
أخيرا، فبالإضافة إلى الحملات الإعلامية التى تروج لفكرة تقبل الجسد كما هو، وأنه من الطبيعى أن تتنوع أجسادنا ما بين النحافة والسمنة والطول والقصر وأشكالنا ما بين أبيض وأسود، فلابد أن يتم التطرق – من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها ــ إلى الأضرار النفسية والصحية والعقلية التى تنجم عن الطرق السلبية التى يتم اللجوء إليها نتيجة الهوس بالجمال للحصول على جسد ومظهر يتوافق وأحدث صيحات الموضة، والتأكيد على ضرورة تقبل الجسد كما هو.
قضايا مجتمعية قضايا مجتمعية
التعليقات