مازلت أراهن على أن هناك من لايزال يتمتع بقدر من الحكمة داخل الإخوان المسلمين، فالجماعة ليست بضعة افراد الذين شغلوا المواقع القيادية فى التنظيم، وجرى القبض عليهم بتهم مختلفة، بل تنظيم كبير له أتباع وأعضاء ليسوا بالقلة، ومن ثم وجب عليهم التفكر فيما آل اليه تنظيمهم، وللتذكرة فإنهم مطالبون بأن يعرفوا مايلى:
1ــ حبس كل قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بتهم ليست بالهينة، مما أدى إلى غياب القيادات القادرة على اتخاذ القرارات المهمة.
2 ــ هزيمة سياسية كبيرة لحقت بالجماعة فى اقل من عام بعد وصولها للسلطة، لم يكن الأعداء قبل الأصدقاء يتوقعونها والسبب الرئيسى غياب الحنكة عن قادة الجماعة وسيطرة الاستعلاء وزهو السلطة على العقول.
3 ــ غضب شعبى واسع بسبب استخدامهم العنف والارهاب فى الشوارع والميادين، مما أدى إلى خسارتهم أى قدر من التعاطف الشعبى معهم.
4 ــ فى الطريق صدور قرارات واحكام بحل جمعية الإخوان المسلمين وربما حزب الجماعة ايضا اذا جرى النص على ذلك دستوريا.
هذا هو حال الجماعة الآن، فماذا هم فاعلون، وهل من عقل حكيم يلملم ماتبقى من الجماعة ويعيد احياءها وفق شروط ومواصفات يرتضيها الجميع، لأن أى طريق غير ذلك سيكون بمثابة الاعلان النهائى لوفاة تنظيم حسن البنا.
سؤال: هل لايزال أمام الجماعة فرصة كى تعود لممارسة انشطتها الدعوية والسياسية مرة أخرى؟، الإجابة بنعم ستتوقف على مدى قناعة الجماعة بماسبق من سطور ثم استعدادها لما هو أصعب.
يندهش العقل احيانا من تصور بعض اعضاء وقادة الجماعة أنهم ممكن أن يعودوا إلى ماكانوا عليه، أقصد هنا قبل 25 يناير (لا أقول بعد ثورة يناير فذاك بات مستحيلا) دون رضاء شعبى،لايمكن أن يعيش تنظيم أو حزب أو جماعة وغالبية الشعب له كارهون، قناعتى أن الجماعة اذا أرادت العودة فإنها مطالبة بمايلى:
1ــ تقديم اعتذار واضح وصريح إلى الشعب المصرى، لايحمل التفافا أو تزييفا على أن ينشر هذا الاعتذار ويذاع فى كل وسائل الاعلام.
2 ــ الاعلان عن تمصير الجماعة لتكون تنظيما مصريا يخضع لكل تشريعات الدولة المصرية وأن يقتصر دورها كأى جمعية مصرية خاضعة للشئون الاجتماعية للعمل الاجتماعى والدعوى فقط.
3 ــ تصعيد كل شباب الجماعة أو القيادات الوسيطة التى تتوافر فيها الصفات التى تسمح للتعامل مع الوضع الجديد للجماعة بعد 30 يونيو.
4 ــ تعيين مرشد جديد للجماعة يتسم بالوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخرين،شخصية لاتنتمى إلى الفكر القطبى، ولاتسعى كذلك إلى تصفية الحسابات السياسية بطريقة دموية، مرشد محل تقارب مع بقية القوى والرموز السياسية.
5 ــ اقالة كل اعضاء مكتب الارشاد والذين أوردوا بأفكارهم وقناعاتهم وتصرفاتهم،الجماعة مورد التهلكة، وجعلها تخسر كل مابنته خلال 9 عقود كاملة، واختيار شخصيات شابة منفتحة على المجتمع والآخر.
تلك فى ظنى أهم الخطوات التى ينبغى على الجماعة أن تفعلها اذا ارادت فعلا أن تعود إلى الشارع المصرى ثانية، نعلم ان الطريق صعب على الجميع، لكنها البداية لمن أراد حقا انقاذ نفسه ومعه البلاد والعباد.