حتى ويكيليكس مزور - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى ويكيليكس مزور

نشر فى : الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

لم يكد يجف مداد القلم الذى سطرت به مقال «والمصدر...حساب تويتر مزور» حتى باغتنى «الويكيليكس» المزور أيضا؛ لكن هذه المرة لا يتحدث عن تصريحات ملفقة؛ وإنمَّا عن قائمة كاملة بأسماء نشطاء مصريين يزعم الموقع المزور تورطهم فى تمويل أجنبى.

من جديد دعنى أُكرر على مسامعك أنك ستقبل الخبر أو ترده بناء على مزاجك الشخصى وحبك أو بغضك لمن شملهم التقرير؛ دون أدنى اعتبار لمعانى التثبت من المعلومة أو التأكد من دقة المصدر أو حتى ترك فرصة للمتهم ــ إن كان ثمة تهمة أصلا ــ ليدفع التهمة عن نفسه.

أغلب من ذكرت أسماؤهم فى التقرير المكذوب أختلف معهم فى كثير من آرائهم؛ وبعضهم ربما يُكن أعظم مشاعر البُغض للتيار الذى أنتمى إليه؛ فيمكننى اعتبارهم خصوما سياسيين على أقل تقدير؛ ومع ذلك لم استسغ يوماً أن تُشوه صورتهم بهذه الكيفية ولا أن تنالهم رصاصات الاغتيال المعنوى بهذا الشكل.

لم يعد يخفى على عاقل محاولات الإجهاز بل والتشفى من ثورة يناير بكل ما حملته وبكل من حملها على ظهره.. الأيام التى كانت المصائر فيها مجهولة ونظام البطش يتوعد الجميع ورائحة الموت تزكم الأنوف ورغم ذلك كانت العزائم أمضى ما تكون وتحدى الظلم عقيدة لا يساوم عليها أصحابها.. هذه الأيام تحديدا لابد أن تمحى من ذاكرة هذا الشعب بكل صورة ممكنة.

ردح ٌ إعلامى ٌ متواصل على مدار الساعة يشمل ألفاظا لم يكن المرء ليتخيل أن يسمعها على شاشة يوما، وإرهاب فكرى يردع كل من ينبس ببنت شفه معترضا أو منتقدا؛ ووكيليكس مزور جاهز بالفضائح المزعومة لكل من يعترض.

يريدون أن يصل إلى أذهان الناس.. كل الناس حتى من شاركوا فى ثورة يناير منذ أيامها الأولى أن كل المشاهد كانت مفبركة؛ كل التفاصيل كانت مدبرة؛ الدولارات الأمريكية قاسم مشترك بين الجميع والانحطاط الأخلاقى وصف ملازم لكل الثوار.

للأسف يعزفون على وتر تطرب له آذان أكثرنا لأننا فى الغالب قوم لا نحب التثبت؛ ولا نتمهل حتى نستيقن من خبر؛ والأصل عندنا تشهى الفضائح والتلذذ بنقل أخبارها؛ والشغف بقصص المؤامرات.. قوم نحب من يطمئننا أن فلانا المناضل الشهير هو فى الأصل آفاق كبير؛ وأمَّا هذا الكاتب الصحفى فمتآمر عميل؛ وذاك السياسى المعارض إنما يمثل دورا قد استوفى أجره مسبقا.. هكذا نحن.. نحتاج من يطمئننا دائما إلى حقيقتنا كمجتمع لا يمكن أن ينجب شريفا وطنيا مخلصا ولا يمكن أن يتطهر من فساد أو يقنع بتغيير.