قصة مؤتمر الشروق من دعوة الرئيس.. إلى توافق الأحزاب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 10:09 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة مؤتمر الشروق من دعوة الرئيس.. إلى توافق الأحزاب

نشر فى : الأربعاء 10 ديسمبر 2014 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 10 ديسمبر 2014 - 8:55 ص

عصر يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الماضى كنت بين خمسة من الزملاء رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية، نشهد المناورة التى نفذتها القوات البحرية بالذخيرة الحية ضمن المناورة الاستراتيجية الكبرى والشاملة للقوات المسلحة.

انتهت المناورة التى بدأت صباحا تحت عنوان «ذات الصوارى»، وخلال العودة من داخل مياه البحر المتوسط على ظهر الفرقاطة طابا وقبل الوصول إلى ميناء الاسكندرية التقينا الرئيس عبدالفتاح السيسى، وسألناه عن قضايا الساعة وقتها.

أذكر أن سؤالى كان عن تقدير وتقييم الرئيس السيسى للتحالفات بين الأحزاب ومستقبل العمل السياسى، وكان هذا السؤال عقب سؤال من أحد الزملاء عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية.

الرئيس رد على سؤالى بسؤال: «مش جريدة الشروق جريدة مصرية وطنية.. لماذا لا تنظمون مؤتمرا ومستعد أن أرعاه وأتحدث فيه عن الأحزاب والتوافق الحزبى ومستقبل العمل السياسى؟».

هذه القصة تمت أمام الزملاء وكبار قادة القوات المسلحة الذين حضروا المناورة، وبعدها بحوالى أسبوعين وفى يوم الاثنين الموافق 3 نوفمبر الماضى تحدث الرئيس إلى مئات الضباط والإعلاميين والشخصيات العامة الذين حضروا تمرين الرماية الجوية فى وادى النطرون، وكرر أمام كل هؤلاء الحاضرين أنه دعا «الشروق» إلى تنظيم مؤتمر عن الأحزاب ومن الأهرام تنظيم مؤتمر عن الشباب.

بمجرد عودتى من الاسكندرية شرحت للمهندس إبراهيم المعلم ومجلس التحرير وكبار الصحفيين فى الجريدة تفاصيل القصة، وبدأنا فورا فى الإعداد والتخطيط لهذا التكليف الرئاسى.

كان رأينا فى «الشروق» ولا يزال أن هذا التكليف يعكس ثقة الرئيس فى الصحافة، كما يعكس مسئولية ضخمة ينبغى على الجريدة أن تبذل كل الجهد لإنجازها وإنجاحها.

فى اليوم التالى مباشرة تواصلنا مع كل الأحزاب المصرية خصوصا الرئيسية منها.

وخلال الأيام التالية تحولت «الشروق» إلى خلية نحل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كل كبار قادة الأحزاب توافدوا مشكورين على الجريدة ولبوا دعوة المهندس إبراهيم المعلم.. على سبيل المثال زارنا حمدين صباحى والسيد البدوى وصفوت النحاس ومحمد أبوالغار وأحمد البرعى وزياد بهاءالدين وعبدالغفار شكر وزياد بهاء الدين وأشرف ثابت ونادر بكار وأسامة الغزالى حرب وجورج اسحق ومحمد انور السادات وعفت السادات وأكرم قرطام وممثلو أحزاب وقوى سياسية أخرى كثيرة، منها «تيار الاستقلال».

تواصلنا مع آخرين عبر الهاتف، والبعض عبر حوارات صحفية عن المؤتمر وكيفية إنجاحه، والبعض أرسل لنا أوراقا تكشف عن رؤيته للتوافق الحزبى وتواصلنا ايضا مع كبار الصحفيين والباحثين ومنهم ضياء رشوان وعبدالله السناوى وعمرو الشوبكى وياسر رزق وسمير مرقص ومصطفى كامل السيد وأيمن الصياد.

وللأمانة وللموضوعية وخلافا لتصورات كثيرين فقد أبدى غالبية قادة الأحزاب تفهما واضحا لإنجاز توافق عام بشأن مستقبل العملية السياسية.

تواصلنا أيضا مع أساتذة العلوم السياسية وكذلك مع خبراء لامعين فى القانون عموما والدستور خصوصا، التقينا واستمعنا إلى آراء خبراء سياسيين وشخصيات عامة تشمل معظم ألوان الطيف السياسى.

تقريبا، عقدنا اجتماعات كثيرة مع هذه القوى السياسية والخبراء وكانت الحصيلة مبشرة جدا.

وخلافا لما يعتقد كثيرون فإن المشاورات والنقاشات لم تكن منصبة بالأساس على قانون الانتخابات وهل تزيد النسبة المخصصة للقوائم على حساب الفردى أم لا، بقدر ما كانت تهدف للوصول إلى فتح المجال السياسى، وأن يتحول البرلمان المقبل إلى ساحة مفتوحة لتبادل الآراء والأفكار والجدل السياسى بدلا من أن التعبير عن الرأى فى القضايا الوطنية بالمظاهرات العنيفة، وكيف يمكن أن يكون البرلمان قاطرة لجر مصر إلى المستقبل الجديد، ومعبرا عن أكبر عدد ممكن من القوى والأحزاب السياسية شرط أن تكون مؤمنة بالقانون والدستور.

كان لى الشرف أن أحضر معظم هذه اللقاءات والنقاشات والمشاورات مع نخبة ممتازة من العقول المصرية، وبعدها وصلت إلى قناعة أن الجميع منفتح للوصول إلى حلول وسط ومساعدة الدولة على عبور هذه المرحلة الصعبة من عمر الوطن ومواجهة الإرهاب، بل واقترح المهندس إبراهيم المعلم والدكتور السيد البدوى وحمدين صباحى أن يتم تشكيل جبهة جديدة تدعى «جبهة البناء» لتقوم بدورها المهم فى بناء مصر فى المستقبل.

ظنى الشخصى أن النقاشات الأخيرة التى جرت فى أروقة «الشروق» ستكون محطة مهمة فى الحياة السياسية فى الفترة المقبلة، وعلى الجميع أن ينتهز هذه الفرصة، لكى يمكننا الانطلاق إلى الأمام.. الوقت يمضى ومن المهم ان تستمع القيادة السياسية إلى آراء هذه الاحزاب حتى لا يصيبها الاحباط خصوصا انها منفتحة على أى حل يصب فى دعم الأحزاب وتقوية مناعة الوطن.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي