المباراة النهائية لكأس العالم مختلفة هذه المرة. فعندما يطلق الحكم الإنجليزى صافرة النهاية، سيعلن اسم بطل جديد لأول مرة.. إسبانيا أو هولندا.. تلاميذ مدرسة «الكانتيرا» (المقر التدريبى لبرشلونة) أو تلاميذ جيل كرويف مع أستاذهم فان مارفييك؟

يضم منتخب إسبانيا 7 لاعبين من برشلونة، ويرى الكثيرون أن الفريق الكتالونى ترك أثرا بالغا فى أداء المنتخب. وأهمها أسلوب الهجوم الحريرى والناعم والقاتل. والتكوين الهجومى 4/3/3 بالدرجة الأولى. فى المقابل تأهلت هولندا إلى تلك المرحلة بفريق محدود لا يقارن بمنتخبى 1974 و1978.. وبدلا من الكرة الشاملة الهجومية، بما كان فيها من إبداعات يلعب المنتخب الهولندى الكرة الواقعية.. «يهمنى أن ألعب كرة جميلة استعراضية، لكن الأهم أن أخرج فائزا من المباراة». هذا مايردده فان مارفييك دائما، منذ تولى المسئولية خلفا لفان باستن. وهو لم يخسر سوى مباراة واحدة منذ عام 2008..

يتحمل الوسط الإسبانى الجزء الأكبر من المهمة. إنه الوسط الساحر المتحرك، الذى يتبادل الكرة كأنه يداعب بغطاء أحمر جذاب غريمه الثور، بينما هو لا يداعبه بتلك الحركات الراقصة وإنما يمهد لقتله. هذا الوسط مكون من تشابى ألونسو، وزافى، وخلفهما المدافع بوسكيتس. وسيكون الأخير مسئولا عن رقابة ويسلى سنايدر.. إلا أن الوسط الإسبانى يزيد عليه أحيانا إنييستا عائدا من مكمنه فى الجهة اليمنى أو أى جهة يختبىء بها..

ويسلى سنايدر مفتاح البناء فى هولندا.. إنه لاعب الوسط المهاجم والهداف. وخلفه فان بومل. لكن القائم بأعمال الوسط المدافع سيكون دى زوف أودى يونج.. ويتميز الفريق الهولندى بتركيزه العالى ودفاعه الذى يبدو قويا وصارما.

هل يلعب دل بوسكى بفرناندو توريس أم يحتفظ ببيدرو ويخوض النهائى بتشكيلة مباراة ألمانيا؟ بيدور فى الجناح الأيسر وخلفه كابيدفيلا. وفيا فى القلب. وإنييستا فى الجناح الأيمن. يسانده سيرجى راموس.. فى جميع الأحوال يمسك الإسبان الكرة ويرسلونها خلف المدافعين إلى فيا وإنييستا أو توريس.. وفى بعض الأحيان يمسكون بالكرة ويلفون ويدورون بها للمرور من بعيد نحو المرمى.

الفريق الهولندى لا يملك خبث الثعالب الإسبانية. إنه مجموعة واضحة من اللاعبين يلعبون بخطة واضحة، وبتكتيك واضح.. وسرهم فى عزمهم وقوتهم الذهنية. هم يراهنون على الفوز فى كل السباقات الفردية مع لاعبى الفريق المنافس.. هم يراهنون على فان بيرسى، وروبين وسنايدر الذى قد ينتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 35 مليون جنيه استرلينى راحلا عن إنتر ميلان.

** أنت فى حيرة الليلة. هل تشجع إسبانيا التى تتابع مبارياتها المحلية ونجومها فى برشلونة وريال مدريد.. أم تشجع هولندا التى وصلت لنهائى كأس العالم مرتين من قبل وخسرت اللقب؟!

أنت فى حيرة.. وأنا أيضا مثلك..
helmestikawi@shorouknews.com