** وقف روى هدسون المدير الفنى لمنتخب إنجلترا فى غرفة ملابس الفريق عقب الفوز على سويسرا بهدفين فى تصفيات الأمم الأوروبية، وأمسك بفانلة كتب عليها رقم 50 واستقبل بها واين رونى وهو فى الغرفة، مشيرا بذلك إلى تسجيله 50 هدفا لمنتخب إنجلترا ومحطما رقم سير بوبى شارلتون الصامد منذ 1970.
** يحتفى الغرب بنجومه. ويحتفل بالأرقام. وهم يملكون ذاكرة دقيقة، فكل شىء مدون، حتى يوم اجتماع شباب الجامعات والأندية الإنجليزية فى عام 1863، وهو مساء الإثنين 26 أكتوبر فى حانة ماسونية بشارع الملكة العظمى.. وفى هذا الاجتماع تأسس الاتحاد الإنجليزى بعد مجادلة ثم تصويت هل تلعب الكرة باليد والقدم أم بالقدم فقط وهو ما أسفر عن تأسيس اتحاد الرجبى وانفصاله عن لعبة القدم..؟
** فى سجل واين رونى هذه الأرقام:
سجل 34 هدفا بقدمه اليمنى. وسجل 5 أهداف بقدمه اليسرى. وسجل 11 هدفا بالرأس. أما عن نوعية الأهداف ومواقعها، فهى 42 هدفا من داخل الصندوق. و8 أهداف من خارج الصندوق. و6 أهداف من ضربات جزاء. وهدفان من ضربتين حرتين مباشرتين. وسجل رونى 22 هدفا على ملعبه فى إنجلترا. و21 هدفا خارجها. و7 على ملاعب محايدة. وأحرز رونى 23 هدفا فى الشوط الأول و27 فى الشوط الثانى. و6 أهداف خلال ربع الساعة الأول و6 مثلهم بين الدقيقة 16 و30. وفى الملف الخاص برونى تجد أكثر عدد أهداف سجله فى مرمى سان مارينو وكان خمسة، ثم كرواتيا أربعة.. كما تجد المناسبات المنافسات التى سجل فيها أهدافه والأدوار التى جاءت فيها تلك الأهداف..
** على الرغم من قيمة الأرقام عند الإنجليز فهى ليست مقياسا كاملا للمستويات والمهارات والإبداعات الفردية، فعلى الرغم من حصول الفريق على 8 نقاط من 4 مباريات، هم يتساءلون: « هل نلعب كرة قدم جيدة؟ « وأجيب بالنيابة عنهم: « لا.. خالص ».. وهم يقولون أن بوبى شارلتون أفضل من رونى. وكذلك توم فينى نجم فريق بريستون القديم، وستانلى ماثيوز، اللاعب الذى ظل يلعب الكرة حتى بلغ الخمسين من عمره، وقد لعب هنا فى القاهرة أمام نادى الزمالك.. ولن يكون رونى بأرقامه لاعبا يدخل تاريخ كرة القدم من باب الإبداع والإمتاع مثل ميسى ومارادونا وبيليه ورنالدو وتستاو، وجايير زينيو، وعشرات من اللاعبين المبدعين.. ففى اللعبة الجماعية، أى لعبة، تتضاءل الأرقام على قيمتها التسجيلية والأرشيفية، بجوار، المهارات والإبداع، والابتكار. بنما يختلف الأمر فى اللعبات الفردية قطعا..
** أصل بذلك إلى أن العالم الأخر يدرك ذلك، ومع تقديرى العميق لأحمد حسن وقبله حسام حسن، تجد هذا العالم الآخر لا يحتفل كما يحتفل العرب بلقب عميد العالم. فهم يسجلون المباريات ويحتفلون بإنجاز صاحبها لكنهم لا يتحدثون عنه كأنه عمدة لاعبى العالم واستاذهم وعمهم وحابس دمهم كما نفعل فى عالمنا..؟!
** أما عن غياب الذاكرة وضياع الذاكرة الكروية المصرية، فأنت لو سألت هنا عن تسجيل لأهداف محمود الخطيب مثلا فسوف تجد ضمن المسجل أنه سجل نحو 40 هدفا مثلا، ونصا يقول « الله أعلم »..عن المناسبات التى سجل فيها أهدافه، وأن منها هدفا « بالشمين ».. لامؤاخذه يامحمود ؟!