** فوز منتخب البرتغال بكأس أوروبا بعد تغلبه على فرنسا بدون رونالدو، يعد شهادة للأداء الجماعى. وحدث كثيرا أن كررت تلك النظرة. فالمهارة الأولى الآن هى جماعية الأداء، وتعلو قيمة تلك الجماعية حين تمتزج بالمهارات، فتنتج لنا فريقا مثل برشلونة ومعه عبقرية ميسى أو ألمانيا وإيطاليا ومع الفريقين العديد من النجوم الممتازين. ولو كان رونالدو شارك فى المباراة النهائية حتى نهايتها لقال العالم فاز كريستيانو رونالدو بكأس أوروبا فهو أهم لاعب فى فريقه وأمهر اللاعبين ولا خلاف على ذلك. بينما يقول نفس العالم الآن فازت البرتغال بكأس أوروبا.. وأسجل للجميع أننا فى زمن رونالدو وميسى، وأنهما يمثلان مكسبا كبيرا لصناعة كرة القدم العالمية. وهما بالمنافسة بينهما، وبالسباق بينهما، وبالصراع بينهما مادة إعلامية خصبة، وهذا من أسباب تغذية الإعلام للمنافسة والسباق والصراع بين النجمين.
** فاز بالبطولة الأوروبية أو بكوبا أوروبا، منتخب قبيح، لعب بطريقة بشعة.. وهذا ليس كلامى، ولكنه رأى فرناندو سانتوس مدرب البرتغال الذى اعترف بتواضع: «نعرف أننا لسنا أفضل منتخب فى العالم ولكننا لسنا صيدا سهلا».. وعلى الرغم من الانتقادات التى وجهت إلى هذا المدرب وإلى منتخب البرتغال قبل البطولة وخلالها.. كان فرناندو سانتوس واقعيا للغاية بقوله: «هل أريد اللعب بطريقة جميلة؟ نعم أريد اللعب بطريقة جميلة.. لكن بين اللعب بطريقة جميلة والعودة إلى الوطن سريعا، وبين اللعب بطريقة بشعة والبقاء هنا، فأنا أفضل أن نلعب بطريقة بشعة».
** تلك وجهة نظر قد تكون مقبولة فالبرتغال فى سبع مباريات فازت فقط على ويلز فى الوقت الأصلى، ومع تقديرى لوجهة نظر فرناندو سانتوس، وقد أتت ثمارها، فإننى أفضل اللعب بطريقة جميلة والبقاء حتى النهاية. وقد أتت تلك أيضا بثمارها كثيرا، فبعد خصم الاستثناءات، من نوعية فوز اليونان بكأس أوروبا 2004، وفوز إيطاليا بكأس العالم 1982.. فإن الأبطال غالبا هم الذين يجمعون بين جمال الأداء وذكاء الطريقة.. هذا ما تؤكده معظم البطولات.. وعندما خلعت البرازيل رداء البهجة، فقدت شخصيتها، وأصابتها نكسة، وسوف تحتاج إلى وقت طويل كى تسترد هيبتها.
** الأهم من ذلك أن هولاند رئيس جمهورية فرنسا استقبل المنتخب الذى خسر المباراة النهائية.. ولم يقل أحد إن الهزيمة فضيحة، وكارثة، ومصيبة، ولم يطالب أحد بسحق اللاعبين وتسريحهم، ولم يصفهم أحد بأنهم خونة، وغير وطنيين، ولم ينطق شخص واحد وعاير اللاعبين بأنهم يتقاضون أموالا ضخمة، وأنه لابد من حبسهم، أو أن الفلوس خربتهم.. ثم لم أقرأ بعد أن لجنة الشباب والرياضة فى البرلمان الفرنسى قررت عقد جلسة استماع لمناقشة أسباب تدهور الكرة الفرنسية.
** تصدقوا إحنا عملنا جلسات استماع ممكن تصيب كوكب الأرض بفقدان السمع، ولم يحدث شىء، والحكاية مش فوز المنتخب بكأس إفريقيا، فهى قصة جيل ومدرب وظروف، فكل شىء آخر فى صناعة كرة القدم المصرية غير كامل النمو من نجيل الملعب إلى الأخلاق.