** لا أعذار لا مبررات، ولا غض نظر، ولا انتظار حتى ما بعد مباراة الجزائر يوم الخميس المقبل، والتى هزمت من تونس 1/صفر، بينما لم تلعب ليبيا بعد. لقد توقعت الخسارة أمام المغرب قبل أن نلعب، مع أن كرة القدم ليس فيها توقعات إلا إذا كان ريال مدريد سيواجه فريقًا فى جزر الأنتيل الهولندية أومن مملكة بوتان. والقضية ليست الهزيمة، ولا حتى الهزيمة الثقيلة، لكن لأن أنفاسنا قطعت من «النفخ فى القربة». منذ سنوات نتوسل مشروعا للاتحاد، ومنذ سنوات نتوسل الأخذ بسبل العلم والتدريب، ففى هذه السن لعب الأمين جمال منير نصراوى أو يامين لامال فى برشلونة، وفى منتخب إسبانيا وفى هذه السن أو أكبر بعام يلعب الكثير من النجوم فى أكبر فرق العالم، بينما نحن نعتبر من يلعب مباراة فى الدورى بعمر 24 سنة شابًا حتى لو أصاب بعض الشيب رأسه ؟
** هذا منتخب مظلوم، لم يهتم به أحد، ولا الإعلام. وهذا منتخب تعرض لاستبعاد عدد كبير من لاعبيه قبل البطولة بسبب التسنين، ولعلنا نسمع يومًا ما أن المزورين تم عقابهم أم أننا لا نعلم أصلًا من زوّر الأعمار أم أنكم لا ترون فى تزوير العمر جريمة.. بالمناسبة رئيس النادى التركى الذى تم الحكم عليه بالسجن 3 سنوات.. مجرد مثال لا يقارن بالعقاب فى محيطنا الذى لا يعرف العقاب فى كرتنا وملاعبنا، فالأزمات تنتهى بتقبيل الرءوس؟
** القضية ليست الأهداف الخمسة التى هزت شباك المنتخب، لكن هى الأداء الهزيل المفكك فى المباراة. ولو كنا لعبنا وخسرنا بهدفين مثلًا لما كان الغضب. وربما يمكن الفوز على الجزائر فى مباراة الخميس المقبل، وربما نمضى بمعجزة إلى نهائيات الأمم الإفريقية ونتجاوز تصفيات صعبة فى منطقة الشمال الإفريقى الذى أصبح يحتكر الألقاب على مستوى الأندية والمنتخبات بعد اندثار كرة الغرب الإفريقى المنافس الأول باستثناء حالات من السنغال وكوت ديفوار.. فهل من العدل أن يتنافس الأقوياء أم أنه إفساح المجال لغيرهم من باب عدالة توزيع مقاعد النهائيات؟!
** الكابتن أحمد الكأس أعلن أنه المسئول عن الهزيمة الكبيرة باعتباره المدرب. ولكنه ليس المسئول وحده. فمن لا يفهم طبيعة كرة القدم وماتحتاجه من مهارات خاصة وقوة ولياقة وسرعات يتحمل المسئولية، ومن يظن أن هذه السن لاتحتمل التدريب على التكتيك، فكيف لعب يامين لامال، وبيدرى وغيرهما فى منتخب إسبانيا ببطولة أوروبا وكيف لعب غيرهم فى منتخبات بلادهم. كيف يقال مثل هذا الكلام الحنجورى وكيف يسمح لصاحبه بمخاطبة رأيا عاما يرى لعبًا وتكتيكًا ومهارات فى المنافس.. «بلاش نتكلم على منتخبات أوروبا» فقد كنا نلعب مع منتخب المغرب، وهو من إنتاج مشروع علمى وتخطيطى متكامل!
أعرف أن الشغل متعب. وأعرف أن العمل العام شاق جدًا. وأعرف أيضًا أن من لا يستطيع الشغل ولا يريد المشقة عليه أن يبتعد فورًا.. فالمناصب ليست وردة تزين جاكت البدلة!
** المنتخب سيلعب مع الجزائر ثم مع تونس ثم مع ليبيا. وهذه البطولة تأسست تحت اسم كاس الأمم الإفريقية للناشئين تحت 17 سنة عام 2017، وكانت قبل ذلك تسمى بطولة إفريقيا، وسبق لمنتخب مصر الفوز باللقب عام 1997. وجاء رابعًا عام 2003. وتتفوق منتخبات غانا ونيجيريا ومالى والكاميرون وجامبيا وبوركينا فاسو وكوت ديفوار والسنغال، بينما ظلت منتخبات الشمال الإفريقى بعيدة عن الألقاب، وهو أمر سعى إليه الاتحاد المغربى من خلال شواهد مشروعة.. بينما نحن نشاهد!
** أعتذر عن الغضب الواضح، لكنه غضب المحب، وغضب جيل تحدث كثيرًا عن جدية العمل والاهتمام والأخذ بأساليب اللعبة الحديثة، وبفرض قواعد ونظم وحساب وعقاب.. ولذلك اعتبروا هذا المقال مجرد خواطر غاضبة أو حديثًا غاضبًا مع النفس، بعد أن أصبحنا نكلم أنفسنا!