لمن القرن الـ21.. أمريكا أم الصين؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 7:25 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لمن القرن الـ21.. أمريكا أم الصين؟

نشر فى : الأربعاء 25 ديسمبر 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 25 ديسمبر 2024 - 7:45 م

هناك نقاشات لا تنتهى بين المحللين والباحثين السياسيين والاقتصاديين لمحاولة الإجابة عن سؤال مهم هو: لمن سيكون القرن الـ21؟ والمعركة والمنافسة محصورة بين اثنين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

 

للكاتب والباحث الأمريكى المرموق جوزيف ناى رأى مهم فى هذه المسألة، إذ يقول البروفيسور فى جامعة هارفارد العريقة إن أمريكا لها الفرصة الفريدة لتوسيع الفجوة بينها وبين الصين. ويستشهد بأمور لافتة ومهمة جدا. من أهمها أن مع انقضاء الربع الأول من القرن الحالى بلغ حجم الاقتصاد الأمريكى 22 تريليون دولار، بينما بلغ حجم الاقتصاد الصينى أقل من 14 تريليونا، والصين انخفضت معدلات نمو اقتصادها بشكل كبير جدا ومن المستبعد أن تعود لسخونة معدلات نموها السابقة. يضاف إلى ذلك مسألة خطيرة أخرى تخص الطاقة، فالولايات المتحدة الأمريكية تنتج وتصدر الغاز والنفط ولديها أهم تقنيات الطاقات البديلة والمتجددة، بينما الصين تعتمد على استيراد كل احتياجاتها من الطاقة مما يبقيها رهينة لظروف خارجة عن سيطرتها.
بالإضافة إلى عامل آخر يشير إليه جوزيف ناى هو أن الاقتصاد القادم سيبنى ويعتمد على أربعة أضلاع رئيسية هى: ميكانيكا الكم، الحاسبات الآلية الكمية، التقنية العضوية، الذكاء الاصطناعى، وهى مجالات لأمريكا اليد العليا فيها وتتفوق على الصين بمسافات كبيرة جدا.
وهناك من المدافعين عن الاقتصاد الصينى من يقول إن الصين لديها إمكانيات هائلة فى مجال الذكاء الاصطناعى ولا يتم تقدير ذلك واحترامه وأخذه فى عين الاعتبار بالقدر المطلوب والكافى.
وعلى الجانب الآخر، من هذا السجال هناك المدافعون عن نموذج الأعمال الصينى من أمثال الدبلوماسى والأكاديمى والمؤلف السنغافورى الشهير كيشور مهبوبانى صاحب الكتاب الأكثر مبيعا «هل فازت الصين؟»، والذى يقول فيه إن أمريكا لم تعد القوة الاقتصادية التى لا تقهر، وإنها بعد تعرضها لكارثة الأزمة المالية العميقة والعنيفة فى 2008 لم يعد اقتصادها كما كان من قبل.
وهى منذ تلك اللحظة الفارقة بدأت تلجأ إلى سياسات اقتصادية متطرفة تشتمل على إجراءات تعسفية وسياسات إحمائية وعقوبات ورسوم متشددة تهدد انسيابية السوق المفتوحة والتجارة الحرة.
ويدافع مهبوبانى عن الاقتصاد الصينى بقوله إن تقهقر الاقتصاد الأوروبى بشكل متسارع ومدهش أثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد الأمريكى وكان ذلك من مصلحة الاقتصاد الصينى، ولعل صناعة السيارات، والتى أصبحت الصين المصنع الأول فى العالم لها، دليل مؤكد على التحول الكبير لصالح الصين. المؤكد أن الحرب الاقتصادية القادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لن تكون بارده أبدا، بل إن سخونتها ستزداد بشكل لافت مع الوقت بحيث يصبح الاصطدام حتميا.

 

حسين شبكشى
جريدة عكاظ السعودية

التعليقات