فى اليوم التالى.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:46 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى اليوم التالى..

نشر فى : الأحد 13 فبراير 2011 - 9:55 ص | آخر تحديث : الأحد 13 فبراير 2011 - 9:55 ص

 ●● قبل أن تقرأ.. تلك مشاعر أكثر منها كلمات:

●● اللواء محسن الفنجرى مساعد وزير الدفاع قام بإلقاء البيانات المتتالية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأثناء إلقاء البيان الثالث توجه بالتحية العسكرية للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، وفى تلك اللحظة انفجرنا فى البكاء.. لهذا التقدير العظيم من جانب أحد كبار قادة القوات المسلحة.

●● «الجيش والشعب إيد واحدة».. هتاف ردده الثوار وظلل الثورة.. فالقوات المسلحة هى حصن الوطن والمواطن.. ولم تتخل أبدا عن عقيدتها فى حماية الشرعية وفى تلك الثورة كان الشعب هو الشرعية.. والبيان الثالث كان بيانا رائعا وبليغا ودقيقا، يحمل العديد من الرسائل المباشرة للشعب.. وأهمها تحقيق الحرية والديمقراطية والانتقال السلمى للسلطة، وإجراء انتخابات حرة نزيهة.. كما سجل البيان تقديره للرئيس بعد تخليه عن منصبه.. وكان ذلك منتهى الاحترام.. «عاشت قواتنا المسلحة» أصرخ بها بالنيابة عن ملايين المصريين.

●● السبت 12 فبراير من عام 2011.. الساعة تقترب من السابعة صباحا.. إنه اليوم التالى للثورة المصرية.. ثورة الشباب.. ثورة الأمل الذى انطلق من وسط الظلام.. ضوء الشمس ساطع.. السماء صافية بلا سحب دخان.. الوجوه ترسم ابتسامة.. الأغانى الوطنية فى جميع المحطات والقنوات.. الدموع تجرى فى العيون انفعالا بتلك المشاعر، وبهذا المذاق الرائع لكل أغنية، كأننا نسمعها لأول مرة.. أسمع صوت العصافير.. كأنها تشدو للحرية.. أين كان هذا الصوت وأين كانت العصافير..؟

●●اليوم أتنسم رائحة الشارع والطريق والزقاق والميدان والمدينة.. إنها نفس رائحة أيام نصر أكتوبر.. نفس الروح أراها. نفس حالة الانتماء. نفس مشاعر الفخر والكبرياء.. نفس الرغبة فى البناء.. المصريون استردوا وطنهم، وعاد إليهم ترابه.. طوال سنوات لا أذكر عددها، ونحن أسرى أوهام الديمقراطية والحرية الممنوحة، والعدالة الاجتماعية المصنوعة.. كنا شعبا يشتغل عند حكومته. ومن يوم 11 فبراير أصبحنا شعبا يملك دولته وترابه ونهره وحكومته..

●● إن ما جرى تجربة جديدة على مصر تماما. فهى ليست حركة جيش مؤيدة بالشعب كما فى يوليو 52.. وهى ليست ثورة شعب ضد احتلال وضد رموزه كما فى ثورة 19. إنها ثورة شعب.. أشعلها الشباب. ثورة ضد نظام. ثورة سبق فيها نداء الحرية الهتاف من أجل الخبز.

●● كنت فى مجالى أنفخ فى قربة مقطوعة، كنت فقدت الأمل فى التغيير بساحات الرياضة التى حكمتها المصالح والأهواء وحكمها التعصب والعنف واليوم أرى التغيير قد بدأ فى شتى مجالات الحياة، من اليوم يجب أن يبدأ البناء.. من اليوم يجب البدء فى تأسيس حزب 25 يناير أو حزب التحرير.. وسأكون مع أولادى أول المنضمين.
●● عاشت مصر حرة وديمقراطية وكبيرة وقوية وجميلة وطيبة.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.