ورطة مصطفى الفقى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 6:48 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ورطة مصطفى الفقى

نشر فى : الخميس 14 يناير 2010 - 9:55 ص | آخر تحديث : الخميس 14 يناير 2010 - 9:55 ص

 يغضب الدكتور مصطفى الفقى كثيرا عندما يقال إنه يقف متمترسا فى منطقة رمادية ليس لها تضاريس واضحة بين موظف الدولة المقال (أو المستقيل) وبين المثقف المستقل.

ويغضب أكثر عندما يقال إنه لم يحصل على «عنب الشام» ولا «بلح اليمن» ومن ثم تتمتع أطروحاته ومواقفه بمساحة شاسعة من الضباب الكثيف، الأمر الذى يوقع متابعى «حالة الفقى» فى حيرة من أمرهم عندما يتحدث، حيث يتداخل الرأى الشخصى مع المعلومة مع التسريبة مع رسائل يراد نقلها عمن يهمه الأمر ويمتلك ناصيته.

من ذلك ما قاله الفقى فى حديثه مع المصرى اليوم بشأن فرص عمرو موسى فى سباق الترشح للرئاسة حيث قطع الفقى بأنها عملية مستحيلة لأن موسى خرج من رحم النظام «والعين ماتعلاش على الحاجب» وهو قول ينطبق حرفيا على الفقى حين يطرح نفسه كمثقف مستقل، فهو أيضا من رحم النظام وليس من خارجه وبالضرورة أيضا لن تعلو العين على الحاجب لترى ما لا يراه النظام.

من ذلك أيضا ما أفتى به الفقى «للأسف الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل» وهى أخطر فتوى سياسية فى الخمسين سنة الأخيرة، إلى الحد الذى أصاب الكبير محمد حسنين هيكل بالذهول ودفعه لإطلاق رشقات من الأسئلة التى قفز فوقها الفقى حول الزمان والمكان والكيفية والسبب الذى يجعل قدوم رئيس لمصر مشروطا برضا أمريكى وعدم ممانعة إسرائيلية.

وأحسب أن الفقى وضع يده فى عش الدبابير، وما أدراك ما لسعها، ومن هنا جاء أداؤه انفعاليا ومتوترا فى مداخلته مع الزميلة دينا عبدالرحمن فى صباح دريم أمس حين أعادت عليه أسئلة الأستاذ هيكل، حتى أن الفقى أغلق الخط غاضبا على نحو لم يعهده متابعوه حيث اتصف دائما بالهدوء.

وإذا كان الدكتور مصطفى الفقى قد بدأ مداخلته بأن ما جاء على لسانه فى المصرى اليوم لم يكن دقيقا تماما، وأنه تحدث كأستاذ علوم سياسية له آراؤه ورؤاه وليس كمصدر أخبار كسكرتير سابق للرئيس لشئون المعلومات، فإنه لم يرد بشكل واضح على السؤال وفضل أن ينهى المكالمة بغضب تاركا نار الأسئلة تأكل عقول المتابعين.

هل قال نصا: إن الرئيس القادم يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل؟ أم أنه وكما حاول القفز على السؤال قال إنها «متابعة وترقب» من جانب واشنطن وتل أبيب؟

وأزعم أن ترك الأمور معلقة ومضببة بهذا الشكل سيزيد المسألة تعقيدا، فإما أن يجيب الفقى عن أسئلة الأستاذ هيكل الخمسة، أو يعلن بوضوح أن ما نشر على لسانه لم يكن دقيقا بالقدر الكافى.

وائل قنديل كاتب صحفي