بين التهوين والتهويل - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 4:50 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بين التهوين والتهويل

نشر فى : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

مصر بالتأكيد ليست الإخوان المسلمين، ومن ثم لا يمكن أن تكون حياة مصر (الدولة والشعب) متوقفة بشكل شبه تام منذ ثورة يونيو عند كيفية التعامل مع الجماعة، لأن حجم التحديات والمخاطر الذى تواجه الدولة المصرية كبير وخطير لكننا مازلنا أسرى حدث واحد وهو ما جرى فى 30 يونيو وما تلاه من كر وفر بين الدولة والإرهاب المنظم المتمثل فى الاعتداء على الجنود والمواطنين والممتلكات العامة وأعمال التخريب مع الاعتراف بخطورته.

قناعتى أنه من الطبيعى أن ينشغل (جزء) من الدولة والحكومة والإعلام والنخبة السياسية والمثقفة بإشكالية التعامل مع الإخوان، لكن أن تنشغل (كل) الدولة والحكومة والإعلام والنخبة بقضية الإخوان فهذا يؤكد أن هناك خطأ كبيرا نقع فيه أو يتم استدراجنا إليه ونتجاهل حجم التحديات المرعبة التى تواجههنا وإليك عينة منها:

1 ـ تعانى مصر من أزمة منتجات بترولية خانقة إلا أن الدعم الخليجى ساعد فى وقف تلك الأزمة (مؤقتا) لكنه دعم مؤقت حيث سيتوقف مع نهاية ديسمبر القادم، والسؤال: ماذا أعددنا من خطط لحل هذه الأزمة؟.

2 ـ الجانب الأعظم من الاحتياطى النقدى الأجنبى عبارة عن قروض أجنبية (أغلبها خليجى) وتلك مشكلة تبحث عن حل؟

3 ـ تضخم الأسعار فى الأسواق مع تراجع كبير فى دخول المواطنين، جعل حياة المصريين قاسية وغير محتملة، وإن كانوا قد صبروا طويلا احتراما لما يشهده الوطن لكن علينا أن نضع حجم الضغط المعيشى الذى يقع تحته المواطن اليوم فى تقديراتنا.

4 ـ فى الوقت الذى انشغلنا فيه بالداخل المصرى، لاتزال حركة البناء فى سد النهضة الإثيوبى تجرى على قدم وساق، حتى يخيل إلينا أن هذا السد يكاد يخرج من دائرة الاهتمام الرسمى للدولة المصرية.

5 ـ حجم الدين المحلى تجاوز نسبا غير مسبوقة من إجمالى الناتج القومى، كما أن الدين الخارجى تجاوز الخمسين مليار دولار، والسؤال: كيف يرى المسئولون هذه المشكلة وما هى خططهم لتخفيف حجم هذه المديونية؟

ما سبق هو مجرد نماذج لعدد من التحديات التى تواجهنا الآن، لكنها بطبيعة الحال ليست كلها، فلاتزال لدينا تحديات مع انتشار البلطجة داخل المجتمع (أكثر من 750 ألف بلطجى يمرحون فى شوارع المحروسة)، كما أن هناك 10 ملايين قطعة سلاح مهربة دخلت مصر خلال العامين الماضيين، كما لا ينبغى أن نغفل الأوضاع الملتهبة على حدودنا الغربية مع ليبيا وتأثير ذلك على الأمن القومى المصرى، ناهيك عن الحالة السودانية الضاغطة بتعقيداتها بعد تقسيم السودان.

المعنى مما سبق هو أن علينا جميعا أن ننتبه لكل تلك التحديات الضخمة التى تحتاج رؤى إبداعية وأفكارا خلاقة لكن عندما أنظر حولى أجدنا لازلنا أسرى قضية باتت محسومة بحكم الشعب وقرار المصريين وهى أن الإخوان قد خرجوا من الحكم بثورة شعبية كبرى، وأن علينا جميعا أن نبحث عن المستقبل لا أن تشغلنا الأمور بأكثر مما تستحق، فقط لا نريد تهوينا أو تهويلا بل ضبط المسألة بميزان دقيق.

أرجو ألا يكون الوقت قد فات، وألا ينفز صبر المصريين، اللهم آمين.

التعليقات