المصريون فى الخارج.. جزء من الحل - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:36 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المصريون فى الخارج.. جزء من الحل

نشر فى : الجمعة 17 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 17 مايو 2013 - 8:00 ص

بعد رحلة استغرقت عشرة أيام كنت أنتقل فيها بصحبة زملائى من عاصمة أوروبية إلى التى تليها حتى أكملنا سبع مدن كبرى حاولنا أثناءها بشتى الطرق التواصل مع الجاليات المصرية على تنوع أطيافها تأكد عندى الشعور بأن المصريين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة أشبه بعملاق هائل القوة لكنه مخدر الجسد لا يستطيع استجماع قوته ومُثبط العزم لا يجسر على فرض إرادته.

 

فلو أردت اعتبار المصريين فى الخارج جزءا  من حل كثير من مشكلات الوطن فأنصحك ساعتها بالتفكير خارج الصندوق لئلا ينحصر اهتمامك بتوفير العملة الصعبة فقط.....يمكنك اعتبارهم أوعية لخبرات ومعارف تراكمت على مدار عشرات السنين فى شتى فروع العلوم الإنسانية سواء فى ذلك أكانوا مسلمين أم مسيحيين ينتظرون من يستطيع الاغتراف من هذه الأوعية فينقل تفوقا تقنيا تحتاجه بلادنا بأكثر مما تحتاج مالا.

 

وجزء من الحل أيضا بحسن ترتيب يشمل إعداد قواعد بيانات محكمة وتفعيل روابط حقيقية فعَّالة لا مصطنعة روتينية يُمكن التنسيق بين مصريى وعرب أوروبا على الأقل وتحويلهم إلى كتلة ضاغطة مؤثرة يُستفاد من ورائها الضغط على المفاوض الأوروبى فى اتجاهين: أولهما تحسين الأوضاع المعيشية لكثير من مصريى الخارج أنفسهم لاسيما وأن هذا الملف تحديدا يتعرض لكثيرٍ من الانتهاك والتحول من موقف الدفاع ورد الفعل إلى موقف المبادرة بسؤال الأوروبيين حول هذا الملف تحديداً.

 

ومضطرٌ هنا للإشارة إلى أن ثمة نظرة تقليدية نمطية يُنظر بها قطاع ليس بالهين من المصريين إلى إخوانهم المقيمين فى الخارج؛ هى مزيجٌ من الارتياب وكأن كل مصرىٍ يعيش خارج بلاده لابد وأن يكون قد خلع رداء الوطنية وانسلخ عن الانتماء؛ مع شىء من الحسد ربما؛ وكأن كل مصرى مغترب إنما يعيش منعما فى رغد من العيش يسبح فى الدولارات أو اليوروات ولا يكترث فى قليل أو كثير بهموم وطنه وآلامه ولا يُعكر عليه صفو عيشه أى منغص .....وهذا هو عين النظر إلى الملف بأكمله باعتباره مشكاة فى حد ذاتها .

 

نظرة أُحادية عند بعض من لا يتمتع بسعة الأفق سواء فى الداخل أو فى الخارج تتعلق بكيفية التعامل مع هذا الملف أمَّا فى الداخل فقد علت بعض أصوات تنتقد السفر إلى الخارج من الأساس وتعتبر الاهتمام بشأن مصريين مثلهم لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات نوعا من الترف والتنزه فى أوروبا أو هو الهروب من مواجهة مشكلات الداخل؛ ولسان حال ومقال أحدهم: «وهل فرغتم من حل مشكلاتنا أولا لتهتموا بمشكلات مصريى الخارج؟».

 

أمَّا إخواننا فى الخارج فلقد كان لبعضهم انتقاد معاكس تماما ؛ فهم يتهموننا بالتقصير فى حقهم والتغافل عن آلام وآمال عشرة ملايين مصرى فضلا عن تأذيهم كثيرا ممَّن يغمزهم فى وطنيتهم وصدق انتمائهم.....وكأنه قد أُلغى من قاموس هؤلاء وأولائك أنه يُمكن تأدية مهمتين فى نفس التوقيت أو الجمع بين تحصيل أكثر من مصلحة دون تعارضٍ أو إخلال بترتيب الأولويات.