• فريق السنغال قدم حصة فى التحرك الفردى .. والحركة الجماعية كأنها رقصة تكتيكية.. ثم تسألون: لماذا لم يلعب السولية؟
• ألان جيريس انتزع المبادرة وسجل وضاعف من الضغط على لاعبينا.. إنها نفس قصة السنغال وتونس الأولى
• تغييرات شوقى غريب كانت مثل قيام قبطان تيتانيك بإعادة ترتيب مقاعد وطاولات السطح بينما السفينة تغرق؟
• هذا الحديث عن المركز الثالث أو التشكيل بمثابة حفلة عزاء للنفس تنقصها الموسيقى الحزينة
•• حتى الهزائم فى كرة القدم لابد أن نخترع لها اسم لاعب واحد، تماما مثل الانتصارات، وفى إطار هذا الاختراع يقع الجدل والخلاف، لأن الاتهام موجه إلى شخص، تماما مثل البطولة التى توجه إلى فرد، فنحن لا نرى الفريق ولا نعرف معنى كلمة الفريق..
•• خسرنا أمام السنغال لأن الفريق سيئ وعاجز وقليل الحيلة وضعيف بدنيا ونفسيا، ويلعب كرة سيئة، أمام فريق جيد يلعب كرة جيدة وأفضل فى جميع النواحى الفردية والجماعية.. فلا يوجد فوز بالعافية أو بالتاريخ. والموضوع لا علاقة له بالتشكيل، ومن يلعب ومن لا يلعب، ولو لعب السولية بدلا من تريزيجيه لما تغير شىء، ولو لعب خالد قمر بدلا من عماد متعب لتساءلتم جميعا: لماذا لم يلعب متعب.. كيف لا يبدأ به شوقى غريب؟.. إذن ما هى الأسماء المقترحة؟ أين الذين يصنعون اللعب؟ أين هذا اللاعب الذى كان سيغير النتيجة؟ وأنتم تفعلون ذلك فى كل مرة لأنكم ترون فريقا واحدا هو منتخب مصر ولا ترون الفريق الآخر أيا كان.. وقد يكون ذلك مقبولا من المشجعين، لأنهم مشجعون، ولكنه غير مقبول من نقاد ومن خبراء ومن محللين!
•• صاحب نظرية النسبية ألبرت أينشتاين له تعريف لطيف للبراءة أو للسذاجة وهو: «فعل نفس الأشياء مرة ومرات وتكرار ذلك مع توقع نتائج مختلفة فى كل مرة.. وأنت لست فى حاجة لأن تكون إينشتاين كى تدرك مصيبة الكرة المصرية!
•• إن كرة القدم فى مصر تدور فى فلك البراءة والسذاجة، هو التعبير المؤدب لكلمة الفشل.. وكرة القدم المصرية أشمل وأعم من المنتخب، والفشل يمتد ويطول كل أركان اللعبة.. لكن بعيدا عن تكرار ما تناولناه سنوات، تفوق منتخب السنغال فى الاشتباكات الفردية وفى الصراع الجماعى، كل كرة عالية للسنغال، وكل التحام للسنغال. والذين يقولون إن الفريق الضيف صنع هدفه من فرصة واحدة عليه أن يسجد لله شكرا لعدم احتساب ضربة جزاء ولتصدى العارضة لهدف آخر، وعلى هؤلاء مراجعة أسلوب دفاع الفريق السنغالى وكيف حرم لاعبى المنتخب من دخول الصندوق، ومن بناء الهجمات، وكيف قدم هذا الفريق حصة فى التحرك الفردى وفى الحركة الجماعية كأنها رقصة تكتيكية رائعة.. ثم تسألون لماذا لم يلعب السولية؟!
•• كذلك فاز ألان جيريس تكتيكيا وذلك بالمبادرة وانتزعها من شوقى غريب (راجعوا بداية المباراة) ودفعنا أبناء قبائل الفلان السنغالية بقاماتهم الطويلة وقوتهم البدنية إلى موقف الدفاع.. واحتاج الأمر 7 دقائق قصيرة لينتهى الأمر.. قفز مامى ضيوف أعلى من صبرى رحيل ولم يشاركه على جبر ولا محمد نجيب، وقفز أحمد الشناوى إلى أسفل بدلا من القفز إلى أعلى، وهبط مصابا ويبدو أنه قفز مصابا.. وهنا لابد من تحقيق فى حقيقة تلك الإصابة، وهل لعب حارس مرمى المنتخب وهو يعانى دون أن يخطر الجهاز.. فقد خسرنا مبكرا بهذا الهدف، وخسرنا تغييرا مهما فى بداية المباراة.. وتحديد المسئولية بمنتهى الدقة والحسم من صميم عمل من يرغب فى تطوير منظومته الفاشلة..
•• منى مرمى المنتخب بهدف وزاد حجم الضغط على لاعبينا وتضاعف من السعى إلى الفوز من نقطة الصفر، إلى التعادل ثم الفوز من تحت الصفر.. وكانت تلك هى نفس القاضية الفنية التى وجهت إلى المنتخب الوطنى فى مباراة السنغال الأولى وفى مباراة تونس الأولى.. ولم يتعلم أحد الدرس، بينما أقيمت الاحتفالات والليالى الملاح لمجرد الفوز على منتخب بوتسوانا المهزوم أصلا..
•• القضية ليست لاعبا مكان لاعب. ليست التشكيل، فى ضوء الأدوات المتاحة، وهذا الحديث عن أسماء لعبت وأسماء لم تلعب بمثابة بحث عن مبررات، وعدم اعتراف بأن المنتخب فى مرحلة صعبة يعانى فيها أثناء البناء، والواقع أن هذا الحديث بمثابة حفلة عزاء للنفس تنقصها الموسيقى الحزينة.. وهو نفس الحديث عن الأفراد الأبطال الذين يجعلون من انتصارات الفريق، أى فريق، حفلة مدوية بموسيقى صاخبة تتوه وسطها أسباب البطولة، لاشىء يتغير..
•• نعم لا شىء يتغير.. المنتخب لا يدافع ولا يهاجم، والوسط لا يتأخر ولا يتقدم، ولا يفسد هجمات الخصم ولا يبنى هجمات فريقه. مجرد أداء عشوائى وعصبى وحائر.. والعديد من لاعبى الوسط المصرى يمكن تصنيفهم ضمن..» حالة ماكيليلى «الشهيرة تراهم يتسلمون الكرة ويردونها لمن أرسلها ويركلون الكرة للخلف أكثر مما يلعبونها إلى الأمام..
وكنت أتمنى اللحظة التى يدخل فيها لاعبونا إلى صندوق السنغال واحتاجنا 70 دقيقة على ملعبنا ووسط جمهورنا كى نحقق ذلك ونصنع بعض الفرص التى تضيع بسبب الخوف بالمعنى الحرفى للكلمة.
•• مرة أخرى ولن تكون الأخيرة نحن نلعب كرة قديمة بأفكار قديمة، وبلغة إعلامية قديمة. فمازال أداء المنتخب لصلاة الجمعة خبرا ومازالت رحلة الطيران الشاقة خبرا، ومازال استقبال السفير للبعثة خبرا، ومازال طلب شوقى غريب للاعبيه بالفوز خبرا.. لكن الواقع المر أن تغييرات شوقى غريب التى أجراها وبعضها اضطرارى بدت مثل قيام قبطان تيتانيك بإعادة ترتيب مقاعد وطاولات السطح بينما السفينة تغرق، فلم يشعر إنسان واحد فى عموم القطر المصرى أن أى تغيير يمكن أن يصيب فائدة.
•• لقد دخلنا فى دوامة الحسابات الوهمية، فكيف نذهب إلى نهائيات كأس الأمم بالفوز بالمركز الثالث.. وهذا كمن يطارد سرابا، وهذا أيضا ممارسة للعبة العزاء التى نمارسها، ونسميها لعبة الأمل.. ولا أذكر كم مرة استخدمت تعبير عنق الزجاجة، وكم مرة تمنيت أن نخوض تصفيات وتكون زجاجة بلاعنق.. لكن القارئ بركات حداد من الإسكندرية كتب رسالة إلىّ تعليقا على أداء المنتخب، يقول فيها: «طوال المباراة كلما كان كل لاعب من لاعبينا يمسك الكرة أشعر أنه سجين فى زنزانة (حبس انفرادى).. بينما يدافع منتخب السنغال بخمسة لاعبين، ويتحرك فى وسط الملعب بخمسة لاعبين، ويهاجم بخمسة لاعبين.. هل بات عشقنا لعنق الزجاجة أبديا؟ أقترح أن نضع تمثالا ضخما أمام استاد القاهرة على هيئة عنق زجاجة، ويختم بشعار اتحاد الكرة ويدون على قاعدته تاريخ طويل من الإحباط والاختناق والشهيق والزفير والحسرة التى تصيبنا..
فعلا نحن فى عشق عنق الزجاجة، تفوقنا على عشق نور ومهند..!»