** اقترب الزمالك من بطولة الدورى رقم «13». وفى سباق الأمتار الأخيرة سبق الأهلى. ففى آخر 8 مباريات جمع الزمالك 22 نقطة بينما جمع الأهلى فى آخر 8 مباريات 16 نقطة. ومن أهم مباريات الزمالك فى السباق فوزه على الاتحاد ثم على الإسماعيلى وأخيرا وادى دجلة بينما أهم مباريات الأهلى فى السباق، نجد أنه تعثر فى عبور حاجز البنك الأهلى، وبيراميدز، والإسماعيلى، وطلائع الجيش. لكن المسألة أيضا لا تحسب بالحواجز، فهناك عوامل جعلت الزمالك قريبا من البطولة، ومن أهمها أن الفريق جاهز بدنيا، لا يعانى من إرهاق مثل الأهلى. كذلك كانت مباراة وادى دجلة أسهل للزمالك بكثير من مباراة طلائع الجيش أمام الأهلى.
** وادى دجلة يعانى من موقف صعب للغاية، والخيار الوحيد أمامه أن يغامر ويهاجم، بلاعبيه صغار السن الذين لا يملكون خبرة، لأنه مهدد بالهبوط ففتح مساحات، وسمح ذلك للزمالك بالاقتراب من مرماه كثيرا. بينما فى مباراة الأهلى الأخيرة التى أقيمت فى التوقيت نفسه، لعب طلائع الجيش بأعصاب هادئة لأنه غير مهدد، كما قام عبدالحميد بسيونى ببناء حائط دفاعى مكون من صفين، الأول رابط فى منطقة الجزاء والثانى تقدم إلى نصف ملعبه. وضيق المساحات على لاعبى الأهلى، وهم جميعا يتألقون فى المساحات، وهو معروف ومشهود فى كثير من المباريات، فأفشة يبرع فى تمرير كراته خلف المدافعين مستغلا سرعات محمد شريف والشحات وكهربا وبواليا، بجانب أن هناك مساحات للاعبى الوسط فى ملعب الفرق المنافسة، وهذا لم يكن متاحا فى مباراة طلائع الجيش..
** من ناحية الأداء التكتيكى، لعب الزمالك مباراة كبيرة أمام الإسماعيلى بالضغط العالى وبالضغط فى ملعبه على الأقل وفعل ذلك على مدى 60 دقيقة، فأخرج الإسماعيلى من المباراة باستثناء فترة نشاط الدراويش فى نهاية اللقاء، بينما لم يكن أداء الزمالك أمام وادى دجلة على نفس المستوى، لكنه كان الأقرب للفوز بالتأكيد، نتيجة ظروف فريق دجلة، وصغر سن لاعبيه، واندفاعه للهجوم دفاعا عن خطر الهبوط. وفى المقابل خسر الأهلى مثلا نقطتين أمام البنك الأهلى كانا فى حسابات موسيمانى وجهازه الفنى، وقبلها فاز بصعوبة على الإنتاج الحربى 3/2 وتعادل مع الإسماعيلى بعد أن كان متقدما، وتعادل مع طلائع الجيش، وتعادل قبلها مع بيراميدز وهو ليس فى أفضل حالاته..
** أنتقل إلى قضية الهدف الذى لم يحتسب للأهلى فى مباراة طلائع الجيش. فلو كنت قادرا على الحكم بصحة الهدف لقلت ذلك، لكننى لا أعتمد على صور وفيديوهات مواقع التواصل الاجتماعى لتقييم لعبة، ولا أشكك فى نزاهة وكفاءة الحكام أو تقنية الفيديو المساعد (الفار).. فالأمر أولا وأخيرا أن الأهلى الذى امتلك الكرة كثيرا أمام طلائع الجيش بنسبة 69% لم ينجح فى التسجيل وكانت له فرصة واحدة حقيقية، وكان لطلائع الجيش فرصة أيضا. لكنه دافع معظم الوقت، وكان هدفه ألا يهزم وهو حق وهدف مشروع. بينما الأهلى افتقد ــ رغم سيطرته – كراته العرضية الدقيقة والقوية والخطيرة، وافتقد حل التسديد، وافتقد تمريراته خلف خط الدفاع لأنه لم تكن هناك مساحات خلف هذا الخط، ولم يمنح خط وسط الجيش صانع الألعاب أفشة الفرصة لصناعة اللعب وتنويع التمرير كما يفعل.
** هل انتهى السباق بين الفريقين الكبيرين.. حسابيا لم ينته. لكن نظريا يبدو الزمالك الآن أقرب كثيرا للقب الدورى رقم 13 فى تاريخه..