فاروق حسني أمير الانتقام - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فاروق حسني أمير الانتقام

نشر فى : الأحد 18 أكتوبر 2009 - 10:45 ص | آخر تحديث : الأحد 18 أكتوبر 2009 - 10:45 ص

 يبدو أن السيد فاروق حسنى وزير الثقافة عاد من معركة اليونسكو متقمصا شخصية أمير الانتقام، فقرر معاقبة كل من لم يبكوا على خسارته.. وهكذا أخلف الوزير وعوده ونقض عهوده ووجه طعنة قاتلة لمهرجان فنون البحر الأحمر بالسويس.

اليوم 18 أكتوبر كان من المفترض أن تنطلق على أرض السويس فعاليات المهرجان الذى تستضيف فيه الدول المطلة على البحر الأحمر، وفقا لتأكيدات الوزير ومساعديه وآلته الإعلامية المتوثبة دوما للانقضاض على كل من لا يرى فى فاروق حسنى أعظم وزير ثقافة فى تاريخ مصر، وأفضل شخص يمكن أن يتولى رئاسة اليونسكو واليونسيف والفيفا وأى منصب يأخذ طابع الدولية.

ولمن لا يتذكر.. ثار جدل شديد حول المهرجان قبل أكثر من ثلاثة أشهر وفى مستهل حملة الوزير لغزو اليونسكو، إذ تحدثت إدارة المهرجان فى ذلك الوقت عن ضغوط يمارسها فاروق حسنى لإشراك إسرائيل فى المهرجان، فى سياق مغازلاته وتنازلاته المجانية لقوى التأثير الصهيونية من أجل كسب تأييدها ــ أو على الأقل حيادها ــ فى السباق.

وعلى الفور انطلقت الآلة الإعلامية فى وزارة الثقافة تنفى بشدة وتهاجم بعنف كل من نشر تصريحات إدارة المهرجان بهذا الخصوص، ثم لوحت الوزارة بنقل المهرجان إلى مدينة بورسعيد كنوع من العقاب للسوايسة الذين حذروا من إقحام إسرائيل بالمهرجان.

وبعد شد وجذب واتهامات متطايرة فى الفضاء الفسيح بين مثقفى السويس والوزير عقدت وزارة الثقافة ممثلة فى رئيس هيئة قصور الثقافة الدكتور أحمد مجاهد مؤتمرا صاخبا فى السويس حضره محافظها اللواء سيف جلال أعلن فيه أن مهرجان الفنون باق وسيعقد فى السويس وبدون مشاركة الكيان الصهيونى، وسيلقى كل الدعم عرفانا بما قدمته المدينة الباسلة لمصر.. وبالمرة جرت صفقة أطيح على أساسها بقومسيير عام المهرجان الدكتور على السويس، الذى أدلى بتصريحات عن ضغوط الوزارة لإشراك إسرائيل، وتم التوافق على أن تستضيف السويس المهرجان بدون السويسى.

فى ذلك الوقت كان عدد من المثقفين والنشطاء فى السويس قد بدأوا التحرك ضد فاروق حسنى معلنين معارضتهم له ولترشيحه لليونسكو، فكان أن انتفض أركان حرب الوزير للالتفاف على هذا التحرك مستخدمين «جزرة» المهرجان بعد أن أنكروا محاولة استخدام «عصا» نقله من السويس إلى بورسعيد.

تلك كانت الصفقة المعلنة فى ذلك الوقت والتى كانت الصحافة و«الشروق» تحديدا ضحيتها الأولى بمحاولة إيهام الرأى العام والشارع السويسى بأن الصحافة هى التى اخترعت قصة مشاركة إسرائيل.

ولأن المسألة برمتها لم تكن أكثر من مناورات وألاعيب لاحتواء أية عراقيل قد تحدث تشويشا على الوزير فى غزوة اليونسكو فقد حل موعد المهرجان ــ اليوم ــ دون أن يتذكره أحد من وزارة الثقافة ورفع الستار عن كذبة كبيرة مارسها الوزير ورجاله على شعب السويس.

ما رأيكم دام فضلكم؟

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي