المستقبل المجهول - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 2:31 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المستقبل المجهول

نشر فى : الإثنين 18 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

عندى قضية أرى أنها تستحق مشاركتكم فيها، بصراحة شديدة، أرى أننا ندور فى حلقة مفرغة، نفس الكلام، نفس الوجوه، لا أفكار ولا يحزنون، الماضى بأخباره وذكرياته هو القاسم المشترك فى كل ما يقال، لا حديث عن حاضر أو مستقبل، مصير هذا الوطن فى الغد مجهول، إعلام فى أغلبه يقتات قوت يومه على ما هو مثير (الإخوان ــ محاكمات مبارك ونظامه ــ مؤامرات خارجية ــ لاعب الاهلى بأصابعه الأربع)، وهكذا.

نخب سياسية وأحزاب، أدمنوا عقد الصفقات مع كل الأنظمة، وهم السبب فيما وصلنا اليه من ضياع 3 سنوات كاملة من عمر الوطن دون فائدة، وقبلها سنوات طويلة فى عهد مبارك، وبينما كان منوطا بها أن تبنى بعد الثورات، لكن كيف تبنى للوطن بينما هى مشغولة بالبناء للذات والبحث عن مغنم شخصى أو حزبى.

المعنى هو أن مستقبل هذا البلد تائه، لا نعرف ملامحه، لأن الحديث عن المستقبل قضية غير مثيرة لدى نخبتنا السياسية والإعلامية، اسمح لى أن أعرض عليك نماذج تؤكد ما نقوله وحتى لا يتهمنا أحد بأننا نكتب حديثا مرسلا:

1ــ يوم محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى، اهتمت النخبة السياسية والإعلامية بحديث المحاكمة، رغم أنه فى هذا اليوم، كانت اللجنة الثلاثية التى تضم مصر والسودان واثيوبيا تعقد اجتماعا مهما فى الخرطوم لبحث ازمة ملف سد النهضة، وانشغلت مصر وشعبها ونخبتها بحديث المحاكمة (الممل والمكرر) وتجاهلوا حديث النهر والسد.

2 ــ لجنة الخمسين والمسئولة عن إعداد الدستور الجديد، فضلت أن تعقد اجتماعاتها فى سرية تامة بعيدا عن أعين الشعب، وعندما جرى كشف حديث الصفقات (صفقة عودة الشورى مقابل منح الحصانة القضائية للمحامين)، جرى النفى على لسان قيادات اللجنة، والمفروض تصديق ما قالوه باعتبارهم ملائكة ودونهم شياطين أو بشرا فى أحسن تقدير.

3 ــ الحكومة: نعرف حجم التحديات التى تواجهها، كما أن كل وزير وافق على تولى هذه المهمة فى أجواء 30 يونيو، فقد قبل مهمة صعبة، لكن حجم الضيق الشعبى من أداء بعض الوزراء لا يقابله اهتمام لدى صانع القرار، نسمع حديثا يؤكد بقاء الحكومة إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية، ثم نسمع تسريبا لجس نبض الرأى العام حول ترشيح الوزير عادل لبيب لرئاسة الوزراء.. يااااألله.

4 ــ أسبوع كامل مضى، شغلنا فيه اعلامنا (الحبوب) وكذلك بعض مسئولينا بالحديث عن أربعة أصابع لأحد لاعبى النادى الأهلى، قام برفعها فى مباراة النهائى الأفريقى فى إشارة إلى علامة رابعة، وبدلا من تجاهل حدث لا يستحق الالتفات إليه، وأن نترك أمر اللاعب لإدارة ناديه، وجدنا مصر كلها، بقضها وقضيضها، تشارك بالتعليق على هذا الحدث، بينما البنك المركزى ووزارة المالية يصدموننا بالحديث عن ارتفاع الدين المحلى إلى حدود غير مسبوقة، وباتت أربعة أصابع للاعب عشرينى أهم من ارتفاع مديونياتنا المحلية.

سأطلب منك تمرينا يوميا لمدة أسبوع، سيستغرق منك بعض الوقت، قم بتسجيل نسب الحديث عن مستقبل مصر فى كلام مسئولينا، ونخبتنا السياسية، وكذلك فى وسائل الإعلام، ثم سجل إجابتك عن السؤال التالى: هل أنت راض عن هذه النسبة التى ستصل اليها؟ إجابتك ستحدد أين نضع اقدامنا.

هل ممكن أن نتغير، هل العيب فى اعلامنا أم نخبتنا أم حكومتنا أم فينا كمواطنين؟

غياب الحديث عن المستقبل، خطر عظيم، فلا تدعونا ننظر تحت أقدامنا.

التعليقات