نهر عدلى حسين - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:16 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نهر عدلى حسين

نشر فى : الإثنين 20 أبريل 2009 - 5:32 م | آخر تحديث : الإثنين 20 أبريل 2009 - 5:32 م

 عندى فكرة للمستشار عدلى حسين محافظ القليوبية ستشغل وقته فيما ينفع الناس ويمكث فى الأرض بدلا من زبد الهجوم على النواب والتدخل فى الشئون الداخلية للمحافظات الأخرى، كما جرى أثناء العدوان على غزة ونصّب المستشار نفسه متحدثا باسم الأنفاق والمعابر، وهى فكرة أجدى أيضا من التبرع بافتتاح مدارس فى أذربيجان، والتفتيش فى سجل زوار حسن نصرالله.

ولما كان الثابت شرعا وفلكا حتى الآن أن الشغل الشاغل لأى محافظ هو شئون المحليات أى الاهتمام بالخدمات المقدمة للناس المعذبين فى بر مصر، فإنى أتقدم بهذه الفكرة إلى السيد المستشار المحافظ لكى يترك له بصمة حقيقية يذكره بها شعبا القليوبية والمنوفية، كما سيذكره شعب أذربيجان بعد عمر طويل إن شاء الله.

وباختصار شديد أقترح على محافظ القليوبية أن يقود سيارته بنفسه فى يوم عادى ويخطف رجله لزيارة رعاياه السابقين من الشعب المنوفى، ما يوفر للمحافظ فرصة تاريخية للتعرف على عذابات الشعبين فى العبور من القليوبية إلى المنوفية أو العكس.

ومادام المستشار مولعا بالمعابر والأنفاق إلى هذا الحد فإنى أعرض عليه استغلال هذه الفرصة الذهبية لكى يتصدى لحل أزمة المعبر الوحيد الموصل بين القليوبية والمنوفية عن طريق القناطر الخيرية، إذ يضطر أكثر من مليونى مواطن للتكدس بشكل يومى على نصف الجسر الوحيد الموصل بين الجانبين، وهو بالمناسبة لا يتسع لأكثر من سيارتين ورغم ذلك يحتمل كثافة أرتال السيارات والمقطورات العابرة من الاتجاهين.

أما نصف الجسر الآخر فهو فى ذمة التاريخ منذ أكثر من 15 عاما، بعد أن تم وأده فى المهد فى ظروف غامضة، ما جعل العابرين يذرفون الدمع حزنا عليه، كما بكى الشعب اليوغسلافى العريق على جسر نهر درينا قبل أن تتحول يوغسلافيا إلى ثلاثة شرائح منفصلة مقلية فى مطبخ النظام العالمى الجديد، هى البوسنة وصربيا وكرواتيا.

وإذا كان التاريخ قد خلد الأديب العالمى إيفو اندريتش الحائز على جائزة نوبل عن روايته «جسر على نهر درينا» فإن المستشار عدلى حسين مدعو لدخول التاريخ لو تفرغ لمعركة إنشاء النصف الآخر من «جسر على نهر النيل» كى يعبر شعبه السابق فى المنوفية بسلاسة إلى مقر سلطة المستشار فى القليوبية حاليا.. وساعتها سيدرك أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، بدلا من تبديد العمر والجهد فى معارك جانبية لا تغنى ولا تسمن من جوع.

وائل قنديل كاتب صحفي