لو كانت مصر بلدا قَبَلِيّا لفعل مبارك فيها مثل ما فعل القذافى فى ليبيا، ولو كانت بلدا طائفيا لقام بما قام به بشار الأسد فى سوريا.
لذلك لا تصدقوا بطولاته الوهمية، فما تنازل مبارك عن الحكم إلا لأن مصر بعد ثلاثين عاما من حكمه الأسود ظلت أقوى منه.
من الناحية النظرية كان مبارك قادرا على دك الميدان بالطائرات، ولكن.. أين الطيار المصرى الذى سينفذ الأمر؟
ومن الناحية النظرية كانت المدرعات قادرة على دهس المتظاهرين وضربهم بالمدفعية، ولكن أين الجندى الذى يفعل ذلك؟
لو كان الإخوان قادرين على صنع هذه المؤامرة التى يصورها الإعلام لإسقاط الدولة المصرية كأعجاز نخل خاوية لنفذوها منذ سنوات طوال، ولو كان الإخوان يملكون القدرة على فتح السجون لفتحوها حين كانت السجون تضم أهم قياداتهم لسنوات وسنوات، ولو كانوا قادرين على صنع كل هذه الخلايا النائمة كما يردد بعض الحمقى لوظفوهم لإدارة الدولة، ولو كانوا يملكون شجاعة أن ينظموا مظاهرة واحدة خارج الخطوط الحمراء التى يرسمها لهم جهاز أمن الدولة لما انتظروا ثلاثين عاما على حكم مبارك، ولنزلوا يوم الخامس والعشرين من يناير، ولما انتظروا إلى جمعة الغضب فى الثامن والعشرين من يناير 2011 بعد أن تأكدوا أن ملايين المصريين سيكونون فى الشوارع.
من الناحية النظرية هم يملكون تنظيما قويا مدربا وجاهزا، ولكنه مدرب على الصمود فى السجن لا على الجبهة، وهو جاهز للانتخابات لا للقتال!
لو كانت حماس تكره المصريين لدرجة القتل لقتلتهم حين أغلقوا المعابر فى 2007، ولو كانت قيادة حماس تستطيع أن تغير عقيدة أفرادها بحيث يوجهون سلاحهم إلى المصريين بدلا من الإسرائيليين لفعلوا ذلك فى 2008 بعد أن أعلنت إسرائيل الحرب على غزة من القاهرة لا من تل أبيب أو واشنطن.
من الناحية النظرية حماس فصيل مسلح، ولكنه لم يكن فى يوم معروضا للبيع أو الإيجار مثلما كانت بعض الفصائل الفلسطينية، وهذا بشهادة العدو قبل الصديق.
من الناحية النظرية حماس تملك القدرة على القتل، ولكن يستحيل أن تفعل هذه الجريمة ثم يستقبل قادتها استقبالا رسميا من القيادات العسكرية والمخابراتية فى القاهرة، نحن بذلك نَسُبُّ أنفسَنا، ونتهم أجهزتنا بأنها أغبى أجهزة الأرض، أو باتهامات أخرى أسوأ من ذلك.
أما عن قطر.. فلو كانت قطر بهذه القوة التى يتخيلها بعض الحمقى لتمكنت من الحفاظ على جزر «حوار» ضمن حدود دولة قطر، والتى أخذتها مملكة البحرين منها بتحكيم دولى من محكمة العدل الدولية بلاهاى فى أوائل الألفية، وهذه الجزر تمثل ثلث مساحة قطر تقريبا!
من الناحية النظرية قطر دولة، وتملك مالا وفيرا، ولكن عدد السكان والكوادر البشرية فى هذا البلد لا يمكن أن يجعلها إلا فى منزلة شقيقة صغرى لمصر.
من الناحية النظرية الغيرة الوطنية على مصر واجبة، ولكن ذلك لا يكون بتجريح شعب شقيق يشهد كل من تعامل معه بالاحترام، والتواضع، وبمحبة مصر وأهلها محبة صادقة.
لو تفتح عمل الشيطان، ولكن من الممكن استخدامها للتدبر!