أمن البلد.. وأمن الملعب - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:55 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمن البلد.. وأمن الملعب

نشر فى : الجمعة 21 يونيو 2013 - 9:10 ص | آخر تحديث : الجمعة 21 يونيو 2013 - 9:10 ص

•• مصر فى محنة،  وفى حالة أمنية غير طبيعية، لأسباب تتعلق بالصراع السياسى والاستقطاب، والحشد،  والحشد المضاد،  ولأن الشرطة كسرت عمدا،  فى محاولة لكسر البلد وكسر أمنها.. لهذا وغيره كنت مؤيدا لقرار تأجيل الدورى بعد تهديدات روابط الألتراس بحضور المباريات بالقوة.. ومن العجائب أن رابطة ألتراس وايت نايتس تدرك أن فريقها مرشح للقب بقوة،  أقول مرشح،  ومع ذلك تفسد عليه المحاولة..!

 

•• إن الظرف لايحتمل صداما بين الأمن وبين الجماهير.. والظرف يتعلق بأمن منهك فى تأمين المظاهرات وتأمين الشارع السياسى على حساب الأمن الجنائى وعلى حساب أمن المواطن،  كما أن الظرف يتعلق بمظاهرات حاشدة دعا إليها التيار الإسلامى اليوم،  وهو مايعنى رفع حالة الطوارىء أمنيا ..ولأن الموقف العام لايحتمل أيضا اشتباكا بين الأمن وبين هذا الجمهور.. كان اختيارى الأول هو أمن البلد قبل أمن الملعب..  

 

•• فيلم الدورى الممتاز ينتظر إحدى النهايتين. إما النهاية السعيدة،  فيكتمل ويزف الدرع إلى بطل،  وتحترم الأندية اللوائح والقواعد المنظمة للبطولة، وإما النهاية التعيسة، فلاتكتمل المسابقة، ويعلو صوت الانتهازيين الذين يحاولون الهرب من الهبوط بأى وسيلة،  ولايهمهم المسابقة ولا اللعبة، ولا الصناعة.. وعلى الرغم من عمليات القص واللزق التى تجرى للمسابقة، والعمل على استكمالها.. فمازلت أشعر أن النهاية التعيسة هى الأقرب للأسف.. 

 

•• كرة القدم بدون الجمهور لاطعم لها. إلا أن التجاوزات التى تقع تهدد اللعبة وتهدد حياة هذا الجمهور،  وقد كادت روابط الألتراس التى تقول إنها تحب كرة القدم،  كادت تقتل كرة القدم فى مصر. وإذا لم يكتمل هذا الموسم،  فلن تكون هناك مباريات لسنوات أخرى. كما أن استضعاف اتحاد الكرة بحجة الرغبة فى تشجيع الفريق. يقابله تردد وتراجع أمام الاتحاد الأفريقى فى مباريات أهم واقوى، فلاتجرؤ روابط الألتراس على التهديد بحضور مباريات فرقها الأفريقية.. فهل حب اللعبة والتشجيع يظهر محليا ويتوارى أفريقيا ؟!

 

•• مصر فى مفترق طرق بجميع المجالات،  والرياضة المصرية مهددة بالانهيار والإفلاس الذى سيطول كل الأندية وفى مقدمتها الأهلى والزمالك مالم يعد نشاط الكرة قويا. وكل فئة تعمل بصناعة أو تحب نشاطا عليها أن تعمل من أجل حماية الصناعة والنشاط.. وجماهير كرة القدم بما فيها روابط الألتراس جزء من صناعة الكرة ونشاطها وعليهم جميعا الإسراع بتغيير افكارهم،  وإلا لن تكون هناك كرة قدم ولارياضة 

 

•• تبقى نقطة أخيرة،  إذا خيرت بين الشغب والتهديد بالعنف فسوف أكرر رأيى: « طز فى كرة القدم ».. إلغوها 10 سنين على كل المستويات فقد سئمنا من الهلفطة، والكلام الفارغ والتافه وهو كلام يردده مرضى لايعرفون قيمة العمل، أى عمل.. وهنا علينا أن نخرج بأسرع وقت من مجتمع مجلة ميكى الذى نعيشه.. مجتمع يضيع وقته فى تطاحن وتشويه وادعاء ات، وائتلافات، ومؤتمرات،  واحتجاجات، بلاقيادات ولازعامات.. مجتمع صدمنا بمن فيه من شخصيات طفولية ساذجة، تلعب أدوار بندق، وبطوط، وعم دهب،  وسوسو ولولو وتوتو.. و.. الجدة بطة..أين أنت ياميكى ؟!

 

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.