** الحضور الجماهيرى هو البطل الأول، وهو اللاعب الأول وليس اللاعب رقم 12 فى مباريات المنتخب الأولمبى. هذا الجمهور الذى كان موجودا فى استاد القاهرة، ومعظمه من الشباب شجع بقوة وحماس وهو يحمل علم مصر، يحمل رسالة ومعانى مهمة. نعم هو جمهور يحب كرة القدم، ويحب منتخب بلده، ويمثل انتصاره كفريق انتصارا له. وهذا تجسده كرة القدم فى كل دول العالم وتجسده الانتصارات الرياضية.
** رقم قياسى سجله الجمهور المصرى. تجاوز عدد الحضور 70 ألفا. لكن ينقصنا وننحن ننظم مثل تلك الأحداث الرياضية الكبيرة أن نسجل عدد الحضور الجماهيرى بالضبط كما يحدث فى ملاعب العالم.. مبروك الفوز والأداء.
** «شوفوا.. يا نموت، يا نروح طوكيو». كانت تلك هى الجملة الفاصلة والساحرة التى وجهها شوقى غريب للاعبين فيما بين شوطى مباراة الدور قبل النهائى بين منتخبى مصر وجنوب إفريقيا. فقد كان شوقى غاضبا وغير راض عن الأداء فى الشوط الأول. ونجح فى خطابه المعنوى للاعبين وفى دوره الفنى فى إطلاق شرارة الهجوم والضغط فى بداية الشوط الثانى، حين أخذ المنتخب المبادرة، واقترب من التسجيل وسجل هدفا وأضاف هدفين.
** هزم المنتخب الأولمبى فريقا قويا. ولعله من اقوى فرق البطولة. فجنوب إفريقيا الذى لعب 4/4/2 منتخب كرته أرضية، يستحوذ ويبنى الهجمات من الخلف، ويشكل مجموعات عمل دفاعية أو هجومية فى كل جزء بالملعب. وخط وسطه يلعب دورا أساسيا فى ذلك، كوديسانج وموكينا ودلالا ومبولى بجوانب رأسى الحربة لوثر سينج وماهلاتسى. وقد استغنى نسبيا مدرب الفريق عن انطلاقات الظهيرين موكوميلا وموهامى فيما كان قلب الدفاع نجيزانا نجما فى قيادة المدافعين والتغطية مع موهامى لمواجهة رمضان صبحى وأبوالفتوح.
** كانت نسبة الاستحواذ لمصلحة جنوب إفريقيا، حيث يتحرك لاعبوه بدون الكرة، ويمنحون اختيارات تمرير لمن يمتلكها وكانت تمريرات الفريق فى الشوط الأول ضعف تمريرات المنتخب. لكن الأحوال انقلبت تماما فى الشوط الثانى. هاجم فريقنا الأولمبى الذى لعب بطريقته المعروفة 3/4/3 بما فيها من تعديلات وقت التحرك واللعب. وبذل أكرم توفيق وعمار حمدى جهدا دفاعيا كبيرا فى التغطية ثم تطورت المهام الهجومية لكل من عمار حمدى وكذلك بيكهام وعبدالرحمن مجدى بجانب رمضان صبحى وأبوالفتوح وكريم العراقى، وشن المنتخب غارات هجومية من الطلقة الأولى لهذا الشوط الحاسم والفاصل ونفذ اللاعبون ذلك بشراسة وضغط والتحامات قوية، مع التنظيم والتوقف عن الرد بتمريرات طويلة من الخلف للأمام، ليكون الهجوم والمبادرة والضغط سلاحا مؤثرا مع اقتراب الخطوط والمسافات بين لاعبى المنتخب وهو ما كان غائبا فى الشوط الأول.
** الهدف الأول فتح ملعب جنوب إفريقيا، نظرا لاندفاع الفريق فى محاولة العودة للمباراة، وهو ما ترتب عليه الرد بهجوم مضاد واستخدام مهارات التسديد التى غابت أيضا فى الشوط الأول. ليخرج المنتخب فائزا بثلاثة أهداف للا شىء أمام فريق مميز، يعكس تطور الكرة فى جنوب إفريقيا لاسيما أنه يلعب بنفس أسلوب المنتخب الأول، وكذلك بنفس أسلوب الفرق المحلية وفى مقدمتها صن داونز وكايزر تشيفز.
** إن الفوز تحقق بجدية أداء. وتلك الجدية مجرد عنوان لكل تفاصيل كرة القدم التى تلعب الآن بما فيها من ضغط وسرعة وشراسة فرديا وجماعيا. وليس ذلك كلاما عاما بل إنها كرة القدم البعيدة عن تفسيرات الأسماء، وتبديل اسم لاعب بلاعب آخر كأحد أساليب التقييم والتحليل. فالأصل هو الأداء الجماعى.. كيف يلعب المجموع؟!