** موقفى من ملف عبدالله السعيد بدأ قبل أن تصبح قصة، وقبل أن تتداولها البرامج الرياضية والمقالات.. والنصوص تشهد على كاتبها، والكلمة التى تقال أمام ميكرفون يشهد عليها بالصوت والصورة «السيد يو تيوب».. فموقفى سبق مواقف. وسبق أحداثا وسبق أشخاصا. ولم يحدث أبدا، ولن يحدث أبدا أن أتخذ أى موقف بناء على موقفى من ناد، أو موقفى من هيئة، أو موقفى من شخص..
** من البداية قلت لا يجوز أن يقف فريق الأهلى على لاعب مهما كانت مهاراته. وحين ترددت أخبارا عن توقيع عبدالله السعيد للزمالك قلت فليذهب للزمالك وعلى الأهلى أن يتخلى عنه. وحين ترددت أخبارا عن المقابل المادى الذى يمكن أن يحصل عليه عبدالله السعيد قلت لشخصيات كبيرة فى الأهلى (وسط جمع من الشهود) يجب أن يكون هناك سقف لأن مجتمع كرة القدم فى مصر وفى أوساط اللاعبين يرى «الموهبة اشتراكية»، وأنه لا فرق بين لاعب وآخر وهذا خطأ وجريمة فى حق المواهب الكبيرة والحقيقية.. (فهناك مثلا فروق بين ميسى وبين رفاقه وبين رونالدو وبين رفاقه) ولذلك وبسبب تلك الجريمة أضطر آسفا إلى التحذير من منح السعيد المقابل الذى يفوق غيره بمسافات..!
** هناك فى العمل مواقف لا يجب الإفصاح عنها، لأننا نهدف فى النهاية إلى مصلحة اللعبة واللاعب. وكل ما سبق كان قبل أن يقع الفصل قبل الأخير ثم الفصل الأخير فى قصة عبدالله السعيد.. فقد وقع للزمالك. ثم طلبه الأهلى. ثم رفضه الأهلى. وكان ذلك خطأ فى التعامل فى ملف عبدالله السعيد من وجهة نظرى، وهى وجهة نظر أعلنتها أيضا مرارا، على الرغم من اعتزازى بصداقات رائعة فى النادى الأهلى. فلم أكن فى يوم من الأيام أضع مواقفى فى كفة ناد، لأننى لست مشجعا وإنما أؤدى عملى، بما يمليه على ضميرى..
** لعب عبدالله السعيد مع بيراميدز أمام الأهلى وتألق، وصفته بأنه معلم، ولاعب قدير. وفى ذلك لا علاقة إطلاقا بين تقديرى للكيان الكبير والعريق وبين تقديرى لموهبة عبدالله السعيد. وعندما خرج كتابى عن الأهلى بعد جهد 4 سنوات من البحث وقراءة محاضر مجلس الإدارة لتكون الشهادة التاريخية موثقة، ويعود الفضل فى هذا التوثيق إلى الكابتن صالح سليم رئيس النادى فى ذلك الوقت، الذى قال لى:
«عندى لك كنز إذا كنت ترغب فى تاريخ موثق للنادى.. وهو محاضر مجلس الإدارة من سنة 1907»..
** كان ذلك عملا أمارسه بمهنية، وبأمانة، وبقوة دفع من المهندس إبراهيم المعلم الذى أراد كتابا يصدر عن دار الشروق العريقة بمناسبة مئوية الأهلى وكان بالمصادفة هو رئيسا لاحتفالية المئوية بصفته نائبا لرئيس مجلس الإدارة أيضا.
** والكتاب هو التاريخ الحقيقى للنادى الأهلى. وليس نصا تشجيعيا للأهلى، فالنادى ليس فى حاجة إلى مثل هذا التشجيع..
** وبقدر ما أعتز بكتابى عن النادى الأهلى، أعتز بالحلقات الوثائقية التى سجلتها عن النادى تحت عنوان: «الأهلى فى مائة عام» والتى خرجت إلى النور بعد جهد جبار من المنتجة الشجاعة دينا أبو زيد. وقد أذيعت الحلقات فى الجزيرة الرياضية، وفى القناة الثانية بالتليفزيون المصرى ثم فى قناة الأهلى..
** عندما انتهيت من الكتاب ومن تصوير وتسجيل الحلقات، طلبت من مسئولين كبار فى نادى الزمالك وقتها محاضر مجلس الإدارة من سنة 1911 لكتابة تاريخ النادى، وكان هدفى أن أكمل توثيق جناحى الحركة الرياضية المصرية، إلا أن المشروع لم يكتمل لأسباب خارجة عن إرادتى.. ففى النهاية عشت حياتى بين جناحى الناديين الكبيرين وكان كبارهما فى منزلنا. ولذلك يحكم موقفى ضميرى المهنى. وقد انتقدت الأهلى وانتقدت الزمالك، ولم أخرج ابدا عن قواعد النقد، ولم أسمح بالانزلاق فيما هو غير ذلك.. أبدا..
** هذا هو تعليقى على ما تردد عن موقفى من قصة أو ملف عبدالله السعيد!.