خسرت بريطانيا أمام الولايات المتحدة فتساءل الإنجليز عن العفريت الذى يحرس مرمى أمريكا؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:54 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خسرت بريطانيا أمام الولايات المتحدة فتساءل الإنجليز عن العفريت الذى يحرس مرمى أمريكا؟

نشر فى : الجمعة 23 مايو 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 23 مايو 2014 - 9:02 ص

- حكايات من المونديال «6»..

•• كان المفروض أن تقام الدورة الرابعة لكأس العالم عام 1942، وأن يحدد مكانها فى مؤتمر الفيفا فى لوكسمبورج عام 1940، لكن نشبت الحرب العظمى الثانية عام 1939، وظلت مشتعلة مستعرة إلى 1945، وبعدها بعام قرر الفيفا أن تنظم البرازيل الدورة الرابعة عام 1950، لاسيما أن أوروبا كانت تعانى ويلات وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ هذه البطولة، جديدة فى اسمها، ونظامها، وأحداثها، ومفاجآتها.

لقد أعلن الاتحاد الدولى أن المسابقة ليست على جائزة جول ريميه فقط، وإنما هى بطولة العالم الرسمية فى كرة القدم وتغير نظام اللعب، فبدلا من خروج المغلوب، أخذ بنظام المجموعات والدورى، أما أهم أحداث هذه الدورة، فكان اشتراك الاتحادات البريطانية الأربعة لأول مرة، واعترافها بما يحدث خارجها وأطلق المؤرخون على فترة ابتعاد بريطانيا عن كأس العالم، والفيفا: العزلة الرائعة.. وكانت بريطانيا انسحبت عام 1924 من الفيفا ثم عادت فى 1946.. وكذلك كان من أهم أحداث هذه البطولة بناء استاد ماراكانا العظيم الذى يسع 205 آلاف متفرج أى ضعف استاد القاهرة مرتين.. أما كبرى المفاجآت، فكانت فوز فريق الولايات المتحدة على فريق انجلترا 1/صفر، وهزيمة البرازيل من أوروجواى 1/2 وخسارتها لكأس العالم أكثر أمام قرابة مائتى ألف مشجع، بكى نصفهم على الأقل

الغرور، الثقة المفرطة من أسباب هزيمة البرازيل أمام أوروجواى فى نهائى 1950، وفقدانها لأقرب كأس عالم من الأربع التى فازت بها بعد ذلك، ويضاف لهذه الأسباب الشحن المعنوى الهائل، فقد نام البرازيليون ليلة المباراة وهم يحتضنون الكأس فى أحلامهم، بعدأن ربحوها فى أذهانهم، فخسروها.

لقد لعب الفريق البرازيلى بقوة وفن عال فى هذه الدورة، وكانت صحف أوروبا ترد: كيف يمكن مقاومة البرازيليين ؟

ورغم تحذيرات فلافيو كوستا للاعبيه من الاستعراض واللعب المفتوح الهجومى فقط، وقعت الواقعة. وكان فلافيو كوستا هو أغلى مدرب فى العالم فى ذاك الوقت ويتقاضى ألف دولار راتبا شهريا.

•• انجلترا استاذة الكرة – التى يتيه لاعبوها غرورا – وعندهم اقتناع تام بأنهم فوق مستوى الجميع فازت على شيلى 2/صفر ثم منيت بفضيحة تاريخية فى المباراة التالية، إذ هزمتها الولايات المتحدة 1/صفر، نعم فاز الفريق الأمريكى القادم من دولة لا يمارس شعبها كرة القدم على فريق دولة تعتقد أنها هى التى صنعت اللعبة وأتقنتها لوحدها بينما الأمريكيون يلعبون البيسبول، والكرة الأمريكية والتنس والسباحة وكرة السلة، ثم بضع لعبات أخرى وبعدها تأتى كرة القدم وكان والتروينتربوتوم مدير انجلترا واثقا من الفوز لدرجة أنه أراح نجمه ستانلى ماثيوز الفنان باعتبار أنها مباراة سهلة ولكنها كانت مباراة عجيبة تؤكد استدارة الكرة.. وعندما دقت البرقيات خبر هزيمة انجلترا أمام الولايات المتحدة قال الانجليز: إن هناك خطأ بالتأكيد، فلا شك أن النتيجة هى 10/1، وربما نسى كاتب البرقية العشرة الانجليزية وأرسل الواحد الأمريكى

•• الطريف أن بريطانيا لم تصدق الخبر فعلا وظنت الصحافة أن هناك خطأ وعندما تأكدت قالت: إنها كارثة تساوى مأساة دنكرك، ونشبت حرب كتابية بين صحافة انجلترا وصحافة أمريكا الأولى تتهم الغرور، وتلعن سوء الحظ، وتبحث عن العفريت الساحر الذى ساند الحارس الأمريكى فى مرماه، (هذا الكلام كتبته قبل قصة شمهورش حارس الحضرى بسنوات) والثانية تسخر من الانجليز المستهترين الذين كان من الممكن هزيمتهم بأكثر من هذا الهدف وهو غير حقيقى فقد أهدرت انجلترا الفرص بالجملة.

•• بنى البرازيليون استاد ماراكانا هذا الملعب خصيصا للبطولة على شاطئ نهر ماراكانا الصغير فى العاصمة القديمة ريودى جانيرو، والملعب ضخم، ربما ليتناسب مع مساحة البرازيل خامس أكبر دول فى العالم، ونصف قارة أمريكا الجنوبية وحتى يتمكن البرازيليون من إنهاء البناء فى موعده المحدد كان 6500 عامل ومهندس يشتغلون 24 ساعة يوميا،وإنتهوا بعد ساعات عمل بلغت 8 ملايين ساعة، واستخدموا نصف مليون شكارة أسمنت

استاد ماراكانا صممه المهندس باولو بينيرو جيديز وهو تحفة معمارية مكونة من ثلاثة طوابق، ويعد من المعالم السياحية فى البرازيل، وقد حرصت على مشاهدته أثناء زيارتى لهذا البلد الجميل عام 1980، ومن حسن حظى أنى زرته وشاهدت خلاله مباراة بين فريقى فلامنجو وفلومنزى.

الاستاد يسع 205 آلاف مشاهد، يجلس منهم 155 ألف نسمة على مقاعد زرقاء اللون باعتبار أن هذا اللون يهدئ الأعصاب، كما يقول علماء علم النفس، لكن يبدو أن ذلك ــ الهدوء ــ لا يحدث أبدا فى أمريكا اللاتينية، ومازالت أصوات طبول الحرب تدق فى أذنى كلما سمعت أو قرأت أو كتبت كلمة ماراكانا وهذه الطبول.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.