ماذا سيحدث الاحد القادم 30 يونيو؟.. هذا هو سؤال المصريين الآن خاصة أن الانقسام اصبح على أشده، ولا يرغب أحد فى الاستماع إلى صوت العقل، فالفريق الأول المناصر لرئيس الجمهورية دعا لمليونية تأييد استباقا لحشد 30 يونيو، بعض مناصرى الرئيس خلطوا الحابل بالنابل ووظفوا الدين لخدمة أهدافهم السياسية مستغلين أمية قطاع كبير من المصريين، وإليك الأمثلة التالية:
1 ــ أدخلوا الدين فى صراع سياسى صرف،واشعلوا معركة ارادوا تصويرها بأنها بين الكفار والمؤمنين، وتلك أم الضلالات، فهم ليسوا الاسلام.
2 ــ قاموا بتكفير المتظاهرين المعارضين ضد الرئيس، فوصفهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأنهم فرق منحرفة، شيخنا الجليل قال بأن الاسلام لا يمنع التظاهر السلمى ضد الحاكم.
3 ــ استخدموا عبارات تدعو للدم بين المصريين، وأرجو من السيد رئيس الجمهورية ان يعلن رفضه ذلك، مثلما قال المهندس عاصم عبدالماجد من أنه يرى رءوسا قد اينعت وحان قطافها.. وتلك جملة قالها أشهر سفاح فى تاريخ المسلمين وهو الحجاج بن يوسف الثقفى.
إذا تركنا الفريق المؤيد للرئيس مرسى وذهبنا إلى الفريق الداعى لمظاهرات 30 يونيو بقيادة حركة تمرد والتى تطالب الرئيس مرسى بالتنحى والدعوة لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ومثلما كان حقا للفصيل المناصر للرئيس مرسى التظاهر، إذن يحق لمعارضى الرئيس أو الاخوان التظاهر رافعين كل مطالبهم، لكن نود تسجيل الملاحظات التالية:
1ــ إسقاط نظام حكم أول رئيس منتخب بعد الثورة ليس سهلا أو بسيطا، ولا يكفى ان نرفع شعار (الشعب يريد اسقاط الرئيس) وبعدين نروح، لأن هناك سؤالا مهما مفاده: ما الذى أوصلنا إلى 30 يونيو؟.. فالاجابة عن هذا السؤال هى بداية حل المشكلة، وقبل الاجابة دعونا نتفق أنه يصبح من قبيل النزق او المراهقة السياسية ان نسمع من يطالب برحيل الاخوان،ونسى هؤلاء ان الاخوان فصيل سياسى مصرى موجود من عشرات السنين فى بلادنا، فإلى اين سيذهب الاخوان او الليبراليون او السلفيون.
كان ينبغى بعد يناير أن يحصل كل فصيل سياسى ما يوازى وزنه وحجمه.. فجماعة الاخوان المسلمين هم مجرد تيار سياسى موجود فى مصر لكنه بكل تأكيد ليس كل مصر على الاطلاق، وتعالوا نجيب عن السؤال السابق وسنجد ان المصريين بعدما اسقطوا مبارك.. تركوا الميادين لاهل السياسة والنخبة لإدارة البلد (مع بعض) لكن الحقيقة أن فصيلا واحدا (الاخوان المسلمين) اراد السيطرة على كل مفاصل الدولة من خلال سياسة الاقصاء والتمكين.
كما أن نصف المصريين قد انتخبوا مرسى وليس جماعته.. وإذا كنا قد عانينا من ازدواجية السلطة أيام مبارك بين الاب وابنه، فإن هذا حاصل الآن بصورة أخرى حيث لدينا الرئيس المنتخب والجماعة المسيطرة.
بداية الحل هو التعايش السياسى بين الجميع وتحجيم سيطرة الاخوان على مفاصل الدولة وتقنين أوضاع الجماعة مع قرارات عاجلة من الرئيس مثل اقالة الحكومة وتعيين كفاءات وليس اعضاء جماعته واقالة النائب العام واجراء تعديل دستورى والدعوة إلى انتخابات تشريعية خلال شهرين.
هل لا يزال أمام الرئيس وقت أم أن الأحداث ستكون أسرع.