** مازلت منبهرا بتواضع زين الدين زيدان الذى قال إنه ينقصه الكثير من الوقت للوصول إلى الفريق الأول لريال مدريد.
فهذا نجم النجوم ينحنى أمام الطريق الطويل وطموحه المشروع. وهذا ليس تواضعا فحسب. هو كياسة ولباقة ولياقة. وتلك أشياء تنقص كثيرا من نجومنا. فمثلا لماذا يتحدث «كهربا» نجم الزمالك عن الأهلى فى حوار صحفى. أعنى لماذا يقول كهربا «الأهلى مالوش أمان»؟
** دون خلط للأمور ودون مبالغات معتادة.. مازلت أرى أن «كهربا» أفضل صفقات الموسم، من ناحية الدور الذى يلعبه مع فريقه. بجانب إعجابى بمهاراته، وإن كان دوره سيكبر وسيكون أكثر تأثيرا حين يحدد متى يمرر لزميل ومتى يمر من خصم؟ إلا أن نجومنا فى حوارات وتصريحات تجدهم يتحدثون عن الآخر دون حسابات ودون اعتبار لتأثير تصريحات سلبية على وسط رياضى مشحون وملتهب. ثم إنه ليس تصريحا رياضيا فيه روح الرياضة وقيمها.
** من المصادفات أن حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى، قال فى نفس اليوم، إن الذى يقول إن كوبر مشرف على جاهل.. ولا أظن أن أحدا كتب ذلك أو قاله. كأنها رسالة من حسام البدرى لمن يفكر فى ترديد هذا المعنى. وأفهم أن يكون هناك فصل كامل بين المنتخبين الأول والأوليمبى، وهو فصل للمسئوليات. فأسوأ الحسابات تأتى حين تختلط الأدوار والأحلام والمسئوليات. وسبق أن قلت بوضوح أن سفر كوبر للسنغال والاقتراب من لاعبى المنتخب الأوليمبى فى نفس الفندق ليس مستحبا. ولكن، هى نفسها لكن التى يأتى بعدها ما لا يحبه البعض، أليس من مسئوليات المدير الفنى متابعة لاعبى الفريق الأوليمبى الذين ينوى ضمهم أو ضمهم بالفعل للفريق الأول؟
مردود على ذلك بأن هذا يعنى أن يتابع البدرى المنتخب الأول، لأن هناك بعض اللاعبين بالأوليمبى، وهو من حقه أن يتابعهم.
** لا أذكر متى اندلعت مثل تلك الخلافات بين المدربين الذين يقودون المنتخبات الوطنية. وذلك من نتائج غياب دور الاتحاد المكلف بإدارة شئون اللعبة، علما بأن كرة القدم فى مصر ليست المنتخبات فقط، وكنت أتمنى من زمن طويل أن يضع الاتحاد استراتيجية فنية. ولماذا لا يفرض المدير الفنى للاتحاد طرق لعب وأساليب واحدة على الأندية والمنتخبات. لماذا لا يكون عندنا صورة ولو مصغرة من ميشيل هيدالجو أو هيللينو هيريرا، أو رينولز ميتشيل أو ديل بوسكى. أين هذا الشخص الذى يوحد مدارس التدريب وطرق اللعب فى الكرة المصرية؟
** الإجابة: هو غير موجود.. ولن يسمح أحد بوجوده. ولايقبل أحد بوجوده.. وبينما يشعر زين الدين زيدان أنه مازال يفتقد الخبرة، وأنه رقم (2 ) وربما رقم( 3).. تبدو مصر كلها عامرة برقم (1).. هل من يدلنى على شخص يعترف بأنه الثالث والرابع وربما الثانى.. فى مجتمع كله أوائل أو يظن كله أنه الرقم الأول؟
** فى هذا السياق يقول القارئ أحمد محمد الصيفى: «جملة زيدان جميلة وصريحة، وتوضح كيف يتعامل الكوكب الآخر فى مختلف الأمور. فكرة القدم خبرة وعلم وممارسات كثيرة. وهذه الرؤية والصراحة النفسية نفتقدها جدا سواء أطفال أو آباء أو مسئولين».
** أعجبنى تعبيرك الدقيق: «الصحة النفسية ».. فهو تعبير متطور وأكثر عمقا للروح الرياضية؟!