بعد 8 شهور فقط من حكم الاخوان، جرت أحداث (جمعة رد الكرامة) التى صاحبها دعوات لتسيير مظاهرات الى مقر الجماعة بالمقطم، ورغم رفضنا أية دعوات لحرق مقار الأحزاب السياسية، وكذلك استخدام العنف الذى سيدخل البلد فى دوامة لا يعلم مداها الا الله، إلا أننا نرجو أن يتسع صدر قادة الإخوان عندما نطالبهم بالبحث عن اجابة لهذه الأسئلة: ماذا حدث ولماذا حدث.. ثم كيف بعد 8 شهور فقط من حكمنا تجرى دعوات لإحراق مقارنا، وعندما جرى حرقها، لم نجد مصريا من غير الإخوان يدافع عنها؟.
من السهل للجماعة القول بأن ما جرى مجرد مؤامرة دبرتها بعض عناصر المعارضة بمعاونة الفلول، وهذا الادعاء قد يحمل جزءا من الحقيقة لكنه ليست كلها، تقديرى أنكم مطالبون بأن تسمعوا رأى الناس فى حكمكم عبر استطلاع رأى حقيقى علمى، مع تحليل نتائجه، المؤكد أن المواطن المصرى لم يكن عنده غضاضة بأن يحكمه الإخوان لكن بالمقابل فإن هذا المواطن كان ينتظر أفعالا تتطابق مع أقوالكم.
جاهل من ينكر أن الاخوان كيان كبير لا يمكن تجاهله أو اقصاءه لكنهم فى نفس الوقت ليسوا كل مصر، وليسوا الناطق الوحيد باسم الإسلام، وعندما تتحدث الجماعة بأن مصر لن يبنيها فصيل واحد، فإن السؤال سيكون هو: فلماذا إذن تسعون الى السيطرة على مفاصل الدولة؟.
ينبغى على الإخوان أن يتذكروا أنهم لم يشاركوا المصريين ثورتهم فى أيامها الثلاثة الأولى، فالمواطن هو الذى أشعل الثورة وليست الفصائل السياسية، والمصريون لن يقبلوا بسيطرة فصيل سياسى واحد على الدولة، حتى لا يحكمهم حزب وطنى آخر.
وكان على جماعة الإخوان أن تحلل الدعوة لعمل توكيلات للفريق السيسى، وكذلك دعوات العصيان المدنى، وأسباب خسارة غالبية مرشحى الجماعة فى الجامعات، لكن هذا التحليل قد غاب عن ذهنهم.
ظنى أنه لصالح جماعة الاخوان، أن نطالبهم بتحليل ما سبق موضوعيا بعيدا عن فكر المؤمرات، وحبذا لو تقبلتم نصيحتى بتصعيد شباب الجماعة الى عضوية مكتب الإرشاد، لأن مصر الشباب والثورة لا ينبغى أن يطل على شبابها شيوخ طاعنون، فليتوارى كل أعضاء مكتب الارشاد للخلف كلجنة حكماء.. ويمنحوا الفرصة لشباب الجماعة.
نفهم أن أغلب أعضاء وقادة الجماعة قد تعرضوا للسجن، كما أنها ظلت تعمل بشكل سرى، بعيدا عن أعين الأمن، لذا فقد تكونت عقائد عند غالبية أعضاء الجماعة مثل: سيادة مفهوم المؤامرة لتحليل الأحداث، كما أن الجماعة لا تثق الا فى كوادرها لذا فإنها منغلقة على نفسها، ورغم طول عمر الجماعة (85 سنة) لكنها لم تقدم لمصر مثقفا كبيرا أو مفكرا عظيما، لأن الموهبة حرة ترفض السمع والطاعة.
ورغم أن الجماعة أثناء الثورة وبعدها قد أعطت انطباعا للقوى السياسية والمصريين والعالم انها متعففة عن السلطة.. وصكوا شعارات مثل (مصر مش هيبنيها فصيل واحد).. وشعار (مشاركة لا مغالبة) لكن عند التطبيق فقد اختفت الشعارات وظهرت المصالح.
قليل مما يجرى مؤامرة، لكن الكثير جاء رد فعل على أداء الجماعة فى الحكم طوال 8 شهور، لذا فمراجعة الجماعة وتحليلها موضوعيا لما جرى ويجرى، نجده ضرورة لصالح مصر ولصالح الإخوان، فهل تفعل الإخوان أم يضيعون الفرصة؟.