«إبادة التعليم».. الجيش الإسرائيلى يستهدف الجامعات والمدارس فى غزة - مواقع عربية - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 8:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«إبادة التعليم».. الجيش الإسرائيلى يستهدف الجامعات والمدارس فى غزة

نشر فى : الخميس 25 أبريل 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الخميس 25 أبريل 2024 - 7:45 م

يقول الكاتب الفلسطينى محمد أبو شحمة فى مقاله المنشور على موقع «درج» إن الجيش الإسرائيلى لم يترك خلال حربه المستمرة على قطاع غزة، مدرسة أو جامعة إلا واستهدفها بالقذائف أو نسف مبانيها بالمتفجرات، أو قصفها جوا عبر الطائرات الحربية.

ويضيف الكاتب أنه يتضح من خلال التدمير الكبير للجامعات والمدارس الفلسطينية فى قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلى لديه سياسة ممنهجة فى استهداف مراكز التعليم فى القطاع، بهدف التجهيل وإنهاء وجود أى مكان للدراسة حتى بعد انتهاء الحرب.

عمل الجيش الإسرائيلى أيضا على تحويل جامعات كثيرة فى قطاع غزة إلى ثكنات عسكرية وأماكن للتحقيق، ثم تدميرها بعد الخروج منها، وفقا لتأكيدات حصل عليها موقع «درج» من شهود عيان، ووثّقتها مراكز حقوقية.

يوجد فى قطاع غزة 796 مدرسة، منها 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، و70 مدرسة خاصة، وفقا لأرقام صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

ويبلغ عدد الأبنية المدرسية للعام الدراسى فى قطاع غزة 550 مبنى مدرسيا، منها 303 مبانٍ مدرسية حكومية، و182 مبنى مدرسيا تابعا لوكالة غوث، و65 مبنى مدرسيا خاصا، حسب الوزارة.

بينما يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالى فى غزة 17 مؤسسة، إضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح. ويلتحق بتلك المؤسسات نحو 87 ألف طالب وطالبة فى القطاع.

تكشف الأرقام السابقة عن ممارسة الجيش الإسرائيلى لما يسّمى «إبادة التعليم»، وفى هذا الإطار وقّع مائة أكاديمى أوروبى عريضة للمركز الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، تدين تدمير إسرائيل المنهجى للنظام التعليمى، وأكد الأكاديميون «إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية قد ترقى إلى مستوى القتل المعرفى  – أى  قتل وإسكات وإبادة نظام المعرفة الفلسطينى – وهو من شأنه أن يؤثر على مستقبل الشباب وأجيال كاملة من الأطفال الفلسطينيين فى المستقبل». وأضاف البيان أن الاستهداف الممنهج للمؤسسات التعليميّة يندرج فى إطار جريمة الإبادة الجماعية.

جامعة الأزهر

جامعة الأزهر فى غزة التى تعد من أبرز الجامعات الفلسطينية وتقدم خدمة التعليم لـ15 ألف طالب وطالبة، ويوجد بها 600 موظف أكاديمى  وإدارى، تعرضت مبانيها للدمار من الجيش الإسرائيلى. وتوجد لدى الجامعة (12) كلية نوعية تضم (120) برنامجا، منها (80) برنامجا تمنح درجة البكالوريوس و(36) برنامجا تمنح درجة الماجستير.

يشير الكاتب أبو شحمة إلى تعرض مبانى الجامعة إلى القصف والنسف بالمتفجرات من الجيش الإسرائيلى، بخاصة الفرع الجديد لها فى  مدينة الزهراء جنوب غزة. وأكد مجلس إدارة الجامعة أن مبانى الجامعة التى تعد من أهم صروح التعليم العالى والبحث العلمى فى قطاع غزة وفلسطين، لحقت بها أضرار جسيمة وخسائر فادحة، وأكد المجلس العزيمة والإصرار على إعادة تأهيل مبانى الجامعة وقاعاتها ومختبراتها.

الجامعة الإسلامية

تعرضت الجامعة الإسلامية فى غزة، وهى من أهم الجامعات الفلسطينية، لأضرار كبيرة وخسائر مادية بالغة إثر استهدافها من الجيش الإسرائيلى. وأكدت الجامعة فى تصريح مكتوب وصلت إلى «درج» نسخة منه، أن مبنى كلية تكنولوجيا المعلومات ومبنى عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر ومبنى كلية العلوم بالجامعة، تعرضت لأضرار كبيرة بكل ما فيها من تجهيزات ومختبرات وأثاث، بالإضافة إلى تكسير معظم زجاج وواجهات مبانى الجامعة.

يوضح الكاتب أن استهداف إسرائيل لهذه الجامعة بالذات يعود إلى بداية تأسيسها أواخر السبعينيات، وتحولت لاحقا إلى هدف للجيش الإسرائيلى، خصوصا أن قيادات حماس كانت فى مجلس إدارتها كالشيخ أحمد ياسين وإسماعيل أبو شنب. كما تخرجت فيها قيادات حمساوية كإسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، وهذا ما يفسر الاتهامات الإسرائيلية المتكررة للجامعة، واستهدافها فى كل فرصة.

جامعة فلسطين

دمّر الجيش الإسرائيلى كامل مبانى جامعة فلسطين فى مدينة الزهراء جنوب غزة خلال حربه المستمرة على قطاع غزة. واعتبرت إدارة الجامعة أن تدمير مقارها فى مدينة الزهراء وقبلها التدمير الكامل لفرع خان يونس، هو جريمة ومخالفة وانتهاك واضح للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية التى تحمى المؤسسات التعليمية والأكاديمية، وأكدت أن حرمها ومقارها منشأة مدنية تعليمية.

جامعة الإسراء

هاجم الجيش الإسرائيلى جامعة الإسراء فى مدينة الزهراء جنوب غزة، وقصف مبنى كليات الدراسات العليا الرئيسية. ونسف المتحف الوطنى داخل الجامعة والمرخص من وزارة السياحة والآثار والأول على مستوى البلاد.

ويتضمن المتحف الذى نُسف، أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية نادرة تعود إلى العصر الإسلامى والرومانى والإسلامى والآثار التاريخية الفلسطينية.

كما فجر الجيش مبانى المستشفى الجامعى الأول والوحيد فى قطاع غزة والثانى فى فلسطين، ومبانى المختبرات الطبية والهندسية، ومختبرات التمريض، واستوديو التدريب الإعلامى، ومحاكم التدريب بكلية الحقوق، وقاعات التخرج.

واستُهدفت أيضا مقرات الدراسات المتوسطة فى الجامعة «دبلوم» شمال قطاع غزة ومركز التعليم المستمر والتدريب المهنى الواقع فى  الجزء الغربى من غزة بحى الرمال، والتى تحولت أخيرا إلى مأوى للنازحين.

استهداف المدارس

تطرق أبو شحمة أيضا إلى أن المدارس لم تسلم من استهداف الجيش الإسرائيلى خلال حربه المستمرة على قطاع غزة، إذ قصف ودمّر المئات منها، وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أكدت أن 278 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة «الأونروا» تعرضت للقصف والتخريب فى قطاع غزة، الأمر الذى أدى إلى تعرض 83 منها لأضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 38 مدرسة فى الضفة للاقتحام والتخريب.

أكدت الوزارة أن الاستهداف الإسرائيلى للمدارس طاول 90 فى المائة من الأبنية المدرسية والتربية الحكومية، التى تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى 29 فى المائة من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلى أو أضرار بالغة.

كذلك، كشفت هيئة إنقاذ الطفولة التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن نحو 75 فى المائة من المدارس والجامعات فى قطاع غزة دمرت أو تضررت منذ بدء الحرب الإسرائيلية فى السابع من أكتوبر.

وأوضحت هيئة إنقاذ الطفولة أن عملية إعادة البناء على المدى الطويل لمئات المواقع التعليمية ستستغرق وقتا طويلا مع الأخذ فى الاعتبار كمية الذخائر غير المنفجرة التى ستحتاج إلى تطهير قبل أن تبدأ عملية إعادة البناء.

رئيس المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، رامى عبدو، أكد أن استهداف المؤسسات التعليمية من الجيش الإسرائيلى  ممنهج ومقصود. وقال عبدو فى حديثه لـ«درج»: إن «الاستهداف شمل كل المؤسسات التعليمية فى قطاع غزة حيث تم تدمير الكثير منها».

وذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستتسبب فى انقطاع زمنى للطلاب عن العودة إلى المقاعد الدراسية، إذ سيضطر بعضهم إلى تغيير تخصصاتهم الجامعية، وبعضهم الآخر سيقررون عدم استكمال دراستهم، لأن الوقت الزمنى لاستئناف الحياة الدراسية سيكون طويلاً.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلى حوّل المدارس إلى ثكنات عسكرية للدبابات أو اتخاذها مقرات مؤقتة للجيش ومراكز تحقيق مع المواطنين والتنكيل بهم.

وبين أن الجيش دمّر مدارس، سواء عبر زراعة المتفجرات أو تدميرها كليا، إذ تنشر القوات الإسرائيلية مقاطع مصورة لعمليات التدمير، كما حدث حين دمرت مدرسة بتاريخ 12 ديسمبر الجارى، قرب مستشفى الإندونيسى فى بيت لاهيا شمال غزة.

اختتم الكاتب الفلسطينى مقاله بالإشارة إلى أن ما تنتهجه إسرائيل عبر هجومها العسكرى من تدمير واسع النطاق والمتعمد للممتلكات الثقافية والتاريخية، كالجامعات والمدارس والمكتبات ودور الأرشيف، يأتى فى إطار سياساتها العلنية بجعل قطاع غزة مكانا غير قابل للحياة والسكن، وبالتالى خلق بيئة قسرية تفتقد أدنى مقومات الحياة والخدمات، قد تدفع سكانه فى نهاية المطاف إلى الهجرة.

النص الأصلى

 

التعليقات