** كان ذلك شعار حفل اليوم العالمى لذوى الإعاقة. وشارك فى تنظيم فعالياته وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضى للإعاقات الذهنية. وأتوقف هنا للإشارة إلى أن ما يعرف بالدورات الباراأولمبية كانت بدايتها التاريخية عام 1948 بتجمع صغير لمحاربى وضحايا الحرب العالمية الثانية . ثم بدأت كرياضة أولمبية لمصابى الحروب فقط عام 1960 فى روما، ثم أقيمت كدورة أولمبية لأصحاب الإعاقات عام 1988 فى سول بكوريا الجنوبية. وهناك اتحاد دولى لرياضة الإعاقات الذهنية، أقيمت أول ألعاب عالمية صيفية للأولمبياد الخاص فى شيكاغو عام 1968. ودخلت ضمن برامج الألعاب الباراأوليمبية ثم خرجت منها عام 2000 لتشكل ما يسمى بالأولمبياد الخاص.
** على مدى سنوات حقق أبطال رياضات المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة عشرات الميداليات الأولمبية والعالمية، وكانت تجرى مقارنات إعلامية ومجتمعية بين إنجازات المعاقين الكثيرة وبين إنجازات الأصحاء القليلة، ولم تكن تلك مقارنات موضوعية أو دقيقة لأسباب يطول شرحها.
** حفل اليوم العالمى لذوى الإعاقة كان حافلا بطاقات إيجابية، ودليلا على أن اهتمام الدولة تحول من العطف والرجاء، إلى الاهتمام والبحث والدراسة والمشاركة. خاصة بعد أشارت الأرقام إلى وجود ما يقرب من عشرة ملايين معاق. وهو رقم كبير يحتم دورا للدولة، ودورا مجتمعيا حقيقيا، وإيجابيا. وهو التحول الذى بدأ فى مصر عام 2014.
** «ربنا يجازيكم خير فى كل اللى بتعملوه عشانهم»..
هكذا وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته الشكر لأسر وأولياء الأمور فى نهاية الحفل بشعور إنسانى، ممتلئ بالثناء والحنان والرحمة. وقد استحق أبطال وبطلات رفعوا علم مصر فى بطولات للعالم تكريم الرئيس والدولة بمنحهم أوسمة الرياضة من الطبقتين الأولى والثانية. لكن تلك الجملة التى توجه بها الرئيس إلى الأسر وأولياء الأمور توضح مدى علمه وإدراكه بالجهد والعطاء الذى يبذله الأهل فى سبيل الأبناء والأحباء. فالآباء والأمهات أبطال بحق. هم يمارسون الخير بطاقات مذهلة. هم يستحقون الشكر والثناء بالتأكيد.. وكثير من الأبطال والبطلات من ذوى الاحتياجات الخاصة يمارسون الرياضة فى الأندية تحت إشراف وبمتابعة أولياء الأمور.
** منذ 30 عاما وأكثر أصبحت الأندية هى المكان الطبيعى لأفراز المواهب، وهى جوهر الحركة الرياضية المصرية الآن بشكل عام. وتمثل القاعدة العريضة للممارسة من خلال الأعضاء وأسرهم. وقد انتشرت فى الأندية المصرية مدراس اللعبات المختلفة التى يشارك بها أبناء الأعضاء.. وأسست أندية أكاديميات ومدارس لذوى الاحتياجات الخاصة. وتقيم لهم كل عام حفلات تكريم وتقدير على تلك الإرادة والعزيمة. وعلى إفراغ طاقات بدنية فى ممارسة النشاط الرياضى.
** إن الأندية الرياضية هى مصانع المواهب والأبطال فى شتى الالعاب. وهى البوتقة التى تحتوى ذوى الاحتياجات الخاصة. وهم أصحاب إرادة وعزيمة وقدرات خفية وراء إعاقاتهم، يفرزها ممارسة الرياضة. وخلال سنوات لا تتعدى الأربع تطور دور الدولة والمجتمع، وخرج قانون تمت صياغة عام 2008، قبل موعد الاحتفال بأربع وعشرين ساعة. وخرجت اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
** وزارة الشباب والرياضة تدعم رياضة المعاقين تطبيقا لدور الدولة. وفى آخر دورة أولمبية فى ريو دى جانيرو جمع الأبطال 12 ميدالية متنوعة. وهم يستعدون لخوض منافسات دورة طوكيو فى 2020، وتعمل الوزارة بكل أجهزتها على توفير وسائل التدريب والدعم لهؤلاء الأبطال، وذلك فى سياق ترسيخ فكرة المساواة بينهم وبين جميع الرياضيين.. تطبيقا لشعار الحفل: «قادرون باختلاف».