الأهلى الساكن فى شارع التسعين - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأهلى الساكن فى شارع التسعين

نشر فى : الأحد 26 أبريل 2015 - 9:50 ص | آخر تحديث : الأحد 26 أبريل 2015 - 9:50 ص

•• فاز الأهلى على دمنهور بصعوبة، وسجل هدفين أحدهما قبل نهاية الوقت الأصلى بدقائق، والثانى بعد نهاية الوقت الأصلى بدقيقة. وحقق الفريق العديد من انتصاراته هذا الموسم فى الأوقات الأخيرة من مبارياته. ويرى البعض، وهم أنصار الفرق الأخرى طبعا وفى مقدمتهم الزمالك، أن فوز الأهلى المتأخر عيب، أو حظ، أو حكم (بمساندة حكم) . وهو ليس الثلاثة وليس واحدا منهم. ولكنه أمر يؤكد كم يملك هذا الفريق قدرا هائلا من إرادة الفوز، فيلعب بلا يأس حتى آخر لحظة وحتى آخر حبة عرق.. لكن ذلك لا يعنى الاتفاق على مستوى عروض الأهلى، ولا تعد إرادة الفوز دليلا على قوته الحالية، ولكنها حالة تاريخية ضاربة فى جذور الفريق، ثم إنه عندما كان الأهلى قويا بالفعل، امتلك القدرة على إنهاء مبارياته فى بدايتها فى معظم الأحيان وليس فى نهايتها.

•• الحملة على جاريدو اشتدت، وهو نفسه يعانى الارتباك، فيسحب لاعبين يجيدون، ويجرى تغييرات لا تفرز تعديلات فى الأداء. ويتأخر أحيانا فى إجراء التغيير. ويجدد دوما فى التشكيل.. إلا أن شكواه الأخيرة لم تكن فى محلها على الإطلاق. فهو يشكو غياب الجمهور. مع أن كل أهم فرق الدورى يغيب عنها جمهورها وأولها الزمالك الذى يتصدر المسابقة ويحسن الأداء فى كثير من مبارياته ويلعب بإرادة فوز حقيقية، إرادة فوز بالبطولة، وليس مجرد مباراة.. فإذا كان غياب جمهور الأهلى يؤثر على الأداء فلماذا لم يؤثر بنفس الدرجة على أداء الزمالك؟، مع اعترافى بتأثير الحضور الجماهيرى وأهميته بشكل عام.

•• من شكاوى جاريدو سوء أرض الملاعب. والسفر المرهق. وكثرة عدد اللاعبين. ولكنه ليس الفريق الوحيد الذى يلعب على ملاعب سيئة. وحين كانت الملاعب أسوأ أحرز الأهلى بطولات بدرجات وصلت إلى حد الاحتكار. والسفر المرهق فى أفريقيا كان أكثر إرهاقا فيما مضى وفاز الأهلى ببطولات. أما كثرة عدد اللاعبين فهو ميزة ثم إن العدد الكثير أمر لا يختص به الأهلى وحده.

•• على أى حال.. كما اختصر الإعلام قانون الرياضة وأهميته فى بند الثمانى سنوات، واعتبر قضية القرن، رأى الأعلام أن فوز الأهلى فى الدقيقة التسعين دليل ضعف، واعتبره دليلا على عدم مواكبة مستوى المدرب الإسبانى لتاريخ الأهلى. وهذا غير صحيح.. فعند تقييم فريق ومدرب علينا أن نرى أسلوب اللعب، والقدرة على الاستحواذ الإيجابى، والوصول إلى مرمى المنافس، وصناعة الفرص الحقيقية للتهديف. وقدر الجمل التكتيكية التى تنفذ. وكم لاعبا بالفريق يسجلون الأهداف، ومدى تنوع هذه الأهداف، فالأمر أعمق من أن يختصر مستوى الأهلى فى أهدافه التى يسجلها فى الدقيقة تسعين، خصوصا أنه يسكن هذا الشارع منذ زمن، وبقدر ما أصبح الشارع أشهر شوارع القاهرة الجديدة، يسجل للأهلى أنه قد يكون مهزوما ومتأخرا أحيانا، لكنه الفريق الذى يلعب حتى الدقيقة التسعين، والمشكلة التى تحمل دلالات على أداء المدرب ومستواه أن الفريق بات يخسر ويتأخر كثيرا ثم يبدأ فى اللعب متأخرا، بينما هو فى الأصل فريق يبدأ باللعب، وإذا تأخر فإنه يمتلك إرادة اللعب.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.