من يذكر «جيرهارد شرودر»؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:26 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يذكر «جيرهارد شرودر»؟

نشر فى : الجمعة 27 فبراير 2015 - 9:55 ص | آخر تحديث : الجمعة 27 فبراير 2015 - 9:55 ص

بالطبع شُهرة الألمانية «ميركل» غير مسبوقة مقارنة بكل من تعاقب على منصب المستشارية فى ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.. لكن «ميركل» التى تقود أقوى اقتصاديات أوروبا مسبوقة برجل ربما لم يعد الكثيرون حتى فى ألمانيا نفسها يتذكرون اسمه فضلا عن تذكر إنجازاته.. إنه «جيرهارد شرودر».

سبع سنين كاملة هى مدة حكم «شرودر» لبرلين على رأس تحالف ضم حزبه «الاشتراكى الديمقراطى» مع «حزب الخضر» سجل أغلب لحظاتها الصعبة فى كتابه «قرارات مصيرية».. صحيحُ أنها انتهت فى العام 2005 بحجب الثقة عن حكومته وما تلا ذلك من تشكيل ميركل لحكومة هى على رأسها منذ ذلك الحين، لكن ما قدمه «شرودر» لبلاده مهد الطريق كثيرا لتبوؤها بعد ذلك مقعد الصدارة الأوروبى بلا منازع .

لم أتوقف كثيرا عند مرجعية شرودر الاشتراكية.. ما يعنينى فى هذا السياق تحديدا أن «شرودر» كان مهتما إلى أبعد حد بالنظر إلى الأمام مهما كلفه ذلك من خسارات مرحلية، كان مصمما على تنفيذ أجندته الإصلاحية (ألمانيا 2010) رغم تحذيرات الأصدقاء قبل غيرهم بالتكلفة الانتخابية الباهظة التى سيضطر «شرودر» لتكبدها شأن أى إصلاحى سيوقع قرارات يسهل على خصومه استغلالها ضده إعلاميا، كان يعلم أن ثمار الإصلاح سيقطفها غيره بعد أعوام.. كان يردد عبارة قد تبدو للوهلة الأولى مستهلكة وقديمة لكنه طبقها حرفيا بغض النظر عن اعتراف الناس بجميله من عدمه، كان يردد: «مصلحة ألمانيا فوق مصلحة الحزب».

يونيو 2005 اختار «شرودر» بنفسه لحظة انحسار الأضواء عن شخصه، لمصلحة بقاء حزبه فى دائرة الضوء السياسى ولمصلحة المحافظة على استقرار نظام سياسى فى برلين، اختار طرح الثقة فى حكومته أمام البرلمان فى توقيت كارثى بالنسبة لحزبه وبالطبع توقيت أكثر من ملائم لمنافسيه.

ائتلاف «شرودر» منى بهزائم متتالية فى الانتخابات المحلية، وطالت الخسارة بعض مناطق النفوذ التقليدى لحزبه، كان أسوأ توقيت ممكن لطرح الثقة فى حكومته، كان بإمكانه بحسب أصدقائه بل منافسيه أن ينتظر إلى ما بعد كأس العالم 2006.. الأجواء الحماسية والنشوة التى عمت الشارع الألمانى كانت من الممكن أن تفضى إلى فوز جديد لائتلافه كما عُقب عليه بعد ذلك.

لكن «شرودر» صاحب الكاريزما الشخصية الهائلة التى كانت دوما سببا رئيسيا فى فوز حزبه لم يرغب فى ذلك.. رأى أن خسارة حزبه فى الانتخابات المحلية بالتزامن مع تزايد مخاوف المواطنين من سياسة الإصلاح التى تبناها تجعله غير قادر على الاستمرار فى عمله كرئيس للحكومة!.. اتخذ قراراه بالانتخابات البرلمانية المبكرة لأنها برأيه (ضرورة تمس صميم المصالح العليا لجمهورية ألمانيا الاتحادية)!