** تأملوا هذه النتائج: فوز كاب فيردى على الكاميرون 3/1 وتعادل موريتانيا مع المغرب صفر/صفر. والكونغو مع السنغال صفر/صفر، وتعادل كينيا مع مصر 1/1 ذهابا وعودة. وفى كل نتائج كرة القدم الآن ما يستحق التأمل، والدراسة. لكن سوف تظل المنتخبات الكبيرة هى بطلة البطولات الكبيرة وغير ذلك سيكون هو الاستثناء.. أما بالنسبة للمنتخب، فهو لم يقدم شيئا أمام كينيا فى المباراة الأخيرة ولو تسلح لاعبو الفريق الكينى ببعض المهارات أمام مرمى المنتخب لتغيرت النتيجة. ومع ذلك ليست النتيجة فقط هى القضية، وإنما أن يظل يسجل المنتخب الوطنى هدفا خلال 90 ثانية، سوف يدافع 90 دقيقة دون أن يصنع فرصة واحدة فهذا مؤشر مسىء للفريق ولتاريخه وأرقامه. خاصة أن الكرة كانت مع الفريق الكينى كل الوقت، وفريقنا يجرى خلفها فى كل الوقت، ولا يطولها، كأن هجمات منتخب كينيا موجات بحر، لا يمكن لموجة أن تطول موجة..!
** القضية ليست كما قال من فتحوا كتاب الأقوال المأثورة: «انظروا إلى نصف الكوب الممتلئ. فقد حقق منتخب مصر الهدف وتأهل للنهائيات».
** هذا قول مأثور قديم. وكلام قديم. ومن الإنصاف أن نقرأه بصورة أدق. فنصف الكوب الممتلئ يستحق أن نراه إذا كان الحظ لم يشأ. وإذا كان المنتخب هاجم ولعب وهدد وضيع فرص، وإذا كان الفريق تعرض لظلم من الحكم، وإذا كان اللعب سجالا، محاولة هنا ومحاولة من هناك. وإذا كان الفريق قدم ملامح الكرة الجديدة. لكن ولا شىء من هذا كان فى كوب المنتخب ولا فى نصفه. ولذلك لا يجوز قول ذلك. لأنه استمرار للاستناد على عكاز طقس حار، وطقس بارد، ونقص أوكسجين، وزيادة رطوبة. وارتفاع عن سطح البحر، وانخفاض عن سطح البحر. وانسجام للاعبين، و.. ونصف كوب لا نجد فيه شيئا!
** القضية ليست الصعود، ففريق يلعب على لقب البطولة، من العيب أن يرى أن نقطة تعادل ضمنت له الصعود للنهائيات أمرا يستحق حفلة. والسؤال المكرر هو: هل نلعب كرة جديدة؟ هل لعبناها؟ قبل مباراة كينيا وليس بعدها، قلت: «الأهم من التشكيل هو شخصية الفريق وهويته، وكيف يلعب هذه المباراة خارج أرضه، وبتكتيك يتسم بالجماعية، فلاشك أننا جميعا نتوق إلى رؤية فر يق يلعب كرة قدم، كما يجب أن تلعب بما فيها من اساليب جديدة، وأنظمة دفاعية وهجومية جماعية، فلم يعد فى كرة القدم ما يسمى بهجوم قوى ودفاع ضعيف أو قوى. إنما هى منظومة الفريق فى الحالتين. وقد باتت الكرة الجديدة تفرض على الفرق الكبيرة ممارسة حالات الضغط العالى أحيانا فى بعض فترات المباراة، كما تفرض حالات الضغط الحتمى، أى الضغط الضرورى فى ملعب الفريق، فى نصف الملعب بحيث لا يسمح للاعب المنافس باستلام الكرة وبناء هجمات فى ملعبنا، كما أن مساندة الأجنحة فى المهام الدفاعية تكون بقوة الاشتباك والاستخلاص للكرة وليس بمجرد العودة إلى الخلف، كأن اللاعب مجرد سيارة تصيح محذرة أو مطالبة برؤيتها: السيارة تعود إلى الخلف، وتفعل ذلك دون أن يكون هناك شىء فى الخلف».
** إننى أساند المنتخب مثل جميع المصريين. وأتمنى أن أراه فى أفضل الأحوال والمستويات. وأساند مدرب المنتخب ايا كان اسمه أو جنسيته. لكن هذا لا يعنى أن أصف أداء الفريق بما ليس فيه، وأن أبحث فى كوب المنتخب لعلى أجد شيئا أسقيه للناس..؟!