ثمن صورة مع أوباما - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:53 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثمن صورة مع أوباما

نشر فى : الأربعاء 27 مايو 2009 - 5:19 م | آخر تحديث : الأربعاء 27 مايو 2009 - 5:19 م

 مطلوب من الصغار الراقصين الآن أن يقولوا لنا ما معنى تغيير أوباما لخط سيره ليحط رحاله فى السعودية أولا ثم يأتى إلى مصر لمدة ثمانى ساعات فقط.

مطلوب من الثعالب الصغيرة، التى أفسدت الكروم أن تشرح لنا ولها ولهم سر هذا التغيير المفاجئ.. هل أوباما الطيب العطوف لم يتحمل أن يرى العواصم العربية الشقيقة فى حالة «خضة» منذ أن أعلن اختياره القاهرة للزيارة فقرر الذهاب أولا إلى واحدة من المخضوضات؟

ما رأى الوزير أبوالغيط الآن بعد أن جعل أوباما القاهرة محطة تالية لتوقفه المفاجئ فى الرياض.. هل يعنى ذلك فى العرف الدبلوماسى أن القاهرة تالية فى القيمة والوزن والتأثير للمحطة الأولى؟

بمقاييس أبوالغيط والثعالب الصغيرة الإجابة هى نعم، لكن من لطف الله بعباده وبلاده أنها مقاييس خاطئة ومعوجة، فضلا عن كونها غير علمية وتفتقد لأبجديات الوعى السياسى والثقافى، لأن وزن البلاد وثقلها لا يمكن قياسهما بأن رئيسا لدولة سيئة السمعة قرر زيارتها فجأة.

ولا يخفى على أحد أن أوباما تولى رئاسة أمريكا فى لحظة بلغت فيها سمعتها الحضيض، وباتت فى ذاكرة العالم ومخيلته عنوانا للغطرسة الاستعمارية فى شكلها الجديد، بل إن مجيئ أوباما نفسه إلى الحكم لا ينفصل ــ ربما ــ عن مشروع أمريكى لمحاولة التصالح مع العالم.

يأتى أوباما إلى القاهرة أو الرياض أو أى مكان فى الوطن العربى فى مهمة علاقات عامة تحاول إعادة تصدير صورة أكثر تحضرا وإنسانية للولايات المتحدة إلى العالم بعد أن صارت أيديها ملطخة بالدماء فى أماكن عدة من العالم.

أو فى أفضل الأحوال يتعامل البعض مع «استقدام» أوباما على طريقة الدول الصغيرة فى شرق آسيا عندما تستضيف الفرق الكروية الكبرى مثل برشلونة ومانشستر يونايتد لأداء مباريات استعراضية لا تخرج عن التقاط الصور والتوقيع على أوتوجرافات المعجبين وبيع التيشيرتات وإنعاش سوق الإعلانات ودمتم.

ورغم ذلك يصور البعض مجيئ أوباما على أنه إضافة وانتصار للقاهرة، وكأنه سينقلها من العواصم الصغيرة إلى قائمة الكبار، بل إنهم لم يتوقفوا حتى ساعات مضت عن الرقص على إيقاعات الزيارة مرددين على نحو مضحك «مصر كبيرة».

ولا أدرى ماذا سيكون موقف هؤلاء لو خرج علينا واحد من نفس العينة فى الإعلام السعودى ليقول إن ذهاب أوباما إلى الرياض أولا يعنى أنها الأكبر والأهم والأكثر تأثيرا؟

أغلب الظن أننا سنمضى أياما مع وصلات من الردح المبتذل بين الصغار من هنا وهناك على طريقة «نحن الأكبر» بما يعيد إلى الأذهان طرفا من سيرة داحس والغبراء.

وائل قنديل كاتب صحفي