جبهة فيرمونت وصورة مع مشروع رئيس (٢) - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:47 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جبهة فيرمونت وصورة مع مشروع رئيس (٢)

نشر فى : الجمعة 27 يوليه 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : الجمعة 27 يوليه 2012 - 9:15 ص

فى الطريق إلى فندق فيرمونت تلبية لدعوة من حملة الدكتور محمد مرسى ــ وأكرر أن ذلك كان لاحقا للتصويت سابقا على إعلان نتيجة جولة الإعادة ــ دار حوار مع قديس الثورة الدكتور عبدالجليل مصطفى حول هذا المأزق الذى يحمل نذر خطر حريق يتربص بالجميع لو أعلنوا فوز جنرال مبارك.

 

كنا قد انتهينا للتو من لقاء آخر جمع ممثلين للقوى السياسية للبحث عن حلول تحول دون اندلاع حريق، وفيه تطايرت كلمات وعبارات ولدت شعورا بالأسى، حيث كان كثيرون يمضغون لبانة الدولة المدنية التى ترتدى زيا عسكريا، على نحو بدا فيه وكأن بعضهم بلغ به اللدد فى الخصومة مع تيار الإسلام السياسى حدا يجعله يقف فى خندق واحد مع شفيق مبارك وموقعة الجمل وعشرات البلاغات بالفساد.

 

وأذكر أننى وكثيرين لم يتحملوا تلك السفسطة فغادرنا الاجتماع ووقفنا خارج القاعة مندهشين، من هوان الثورة على بعض من كانوا يوما فى الميدان، ومضيت إلى اجتماع الفيرمونت بصحبة الثائر الصوفى الجليل ــ الذى تخرص الحمقى والملوثون عليه بادعاء شديد الانحطاط عن رغبته فى الانضمام لحملة شفيق ــ وفى الطريق أسعدنى رأى د. عبدالجليل مصطفى الذى أكد مقاومة وصول جنرال الثورة المضادة بكل السبل والذى تطابق مع قناعتى المستقرة التى عبرت عنها كثيرا، وهى دعم محمد مرسى ولو كان بطعم العلقم، ولو بدون ضمانات لو اضطررنا إلى ذلك، وحتى لو كنت موقنا أنه ليس التعبير الأمثل عن الثورة، لأن القبول ببديله خيانة كاملة لمبادئ وقيم وأهداف وتضحيات الميدان.

 

وفى التاسعة مساء الخميس ٢١ يونيو دخل محمد مرسى قاعة الاجتماع، فطلبنا الانتظار حتى يكتمل وصول العالقين فى زحمة المرور، ممن كانوا معنا فى اللقاء الذى أشرت إليه فحضر الأساتذة حمدى قنديل وسكينة فؤاد وعبدالغفار شكر وعلاء الأسوانى وحسن نافعة وعبدالخالق فاروق وعمار على حسن.

 

وكانت تلك اللحظات فرصة لمن يريد المجاملة بالمقارنة بين مبارك الذين كانوا يحبسون منتظريه من المثقفين والكتاب بالساعات، وبعضهم مريض بالسكر، وبين مرسى الذى يصل مبكرا قبل مدعويه، رغم أنه لم يكن قد أصبح رئيسا بعد!

 

وامتد الحوار لما بعد الثانية فجرا حيث عرض الدكتور مرسى الموقف بتفاصيله، ودار حديث طويل عن حالة التفتت التى حدثت فى الجماعة الوطنية منذ الاستفتاء الشهير، ومضت المناقشات واضحة وصريحة وتخللتها اعترافات بأخطاء ارتكبت بحق الثورة والثوار، وبدا أن روح الثمانية عشر يوما الخالدة فى بدايات الثورة يمكن أن تعود، فى مواجهة غارات تشريعية شنها المجلس العسكرى فى الساعات السابقة لهذا الاجتماع، وتمثلت فى الإعلان المكمل والضبطية القضائية للعسكريين وحل مجلس الشعب وتشكيل مجلس الدفاع الوطنى.

 

وكانت الحصيلة حتمية إعادة تشكيل جبهة وطنية تتصدى للبديل المخيف ــ بتعبير الدكتور مرسى ــ وهو استمرار النظام الساقط بشكل أكثر عنفا وحدة.

 

فى تلك الليلة تم الاتفاق على صياغة بيان مشترك يعبر عن هذه الروح ويكون بمثابة وثيقة أو عقد شراكة وطنية جديدة بين الجماعة الوطنية على أن يلتقى المشاركون بعد ظهر اليوم التالى لإطلاق هذا المشروع فى مؤتمر صحفى عالمى.

 

وقبل أن نغادر القاعة كانت صور اللقاء منشورة على صفحات التواصل الاجتماعى لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، مع كلمات عن عودة الروح وإعادة الاصطفاف الوطنى.

 

وفى اليوم التالى غاب كثيرون ممن حضروا وشاركوا فى ماراثون المناقشات الليلية، لأسباب متعددة من بينها التخوف من أن يكون جوهر الموضوع هو تلك الصورة ــ وما أدراك ما هى ــ التى انتشرت على المواقع بسرعة البرق وتجمع الرئيس الإخوانى القادم مع شخصيات ليبرالية ويسارية.

 

وللحديث بقية

 

 

وائل قنديل كاتب صحفي