باسم يوسف.. صانع البهجة - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 3:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

باسم يوسف.. صانع البهجة

نشر فى : الأحد 27 أكتوبر 2013 - 7:30 م | آخر تحديث : الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 8:40 ص

هل بدأ صدر الإدارة الجديدة للبلاد يضيق بحرية الإعلام؟.. وهل يمكن أن يحدث ذلك بعد ثورتين شعبيتين كان شعارهما الأول هو الحرية؟..أسئلة راودتنى بعد حملة الهجوم غير المفهومة على حلقة باسم يوسف الأخيرة بعد عودته من غياب دام أكثر من 3 شهور.

مصر كلها كانت فى انتظار باسم يوسف الجمعة الماضية، والكل كان يترقب كيف سيخرج باسم من مأزق برنامجه الذى كان يعتمد فى سخريته على ما يقوله إنصار تيار الاسلام السياسى بعد وصولهم للسلطة، لكن بعد 30 يونيو، اختفى هذا المصدر الملهم لفريق إعداد (البرنامج)، وتوقع كثيرون فشل يوسف فى تقديم الجديد.

ظهر باسم متألقا وقدم حلقة فى تقديرى جيدة جدا، حيث كان بالفعل فى تحد حقيقى، إما أن يؤكد أنه ظاهرة وانتهت بخروج مرسى وجماعته من الحكم، أو أنه موهبة ساخرة حقيقية ولديها أدوات متعددة لا تنتهى.

فى الحلقة، نجح باسم فى التعبير عن حالة الحيرة التى انتابت قطاعا ليس بالقليل من المصريين عن تعريف ما جرى فى 30 يونيو، كما كشف يوسف مستخدما لعبة الفيديوهات عن آراء كثيرين فى ثورة يناير وكيف تبدلت بعد 30 يونيو، مما أزعج هؤلاء فكالوا الهجوم ليوسف.

كان طبيعيا أن يرد ذكر اسم الفريق السيسى فى البرنامج، أليس هو قائد المرحلة، كما أنه الشخصية التى تتمتع الآن بقبول شعبى كبير وحب جماهيرى شديد، فكيف يتوقع البعض ألا يتعرض باسم لشخصية السيسى؟.

تقديرى أن باسم كان بإمكانه عرض فيديوهات وخطابات للسيسى ثم يعلق عليها بطريقته، مثلما كان يفعل مع الرئيس السابق، لكن ربما وقعت ضغوط ما على فريق البرنامج حالت دون ذلك، وهذا ما أشار اليه يوسف فى نهاية حلقة البرنامج من خلال الأصابع واليد التى تسحب من أمامه الأوراق التى يعدها بنفسه وتقدم له ما ينبغى أن يقوله، وإعلان باسم عن رفضه إذا جرى ذلك وقوله إنه لن يقول إلا قناعاته.

أحزننى خروج شخصيات سياسية وعسكرية وإعلامية وفنية لمهاجمة باسم يوسف، واتهامه بأنه قد تجاوز الحدود، مهددين الرجل بالويل والثبور وعظائم الأمور، واختصامه أمام القضاء، وكأن مصر لم تقم بها ثورة.

المفاجأة أن فرقة المهديين الجدد دون استثناء كانوا يرفعون باسم يوسف إلى عنان السماء عندما كان ينتقد مرسى وجماعته أو الحزبيين الإسلاميين، لكن عندما انتقل يوسف لمهاجمة الوجوه الجديدة التى ظهرت بعد ثورة يونيو، هاجوا وماجوا، رغم أن بعضهم قد صدعنا بالحديث عن الحرية والديمقراطية وكلام من هذا النوع لكن عند الجد كان لهم وجه آخر.

نرجو أن تكون السلطة الجديدة التى تدير البلد من الذكاء بألا تتعامل بخشونة مع حرية الإعلام، وهذا ما كنا ننتقده أثناء حكم مرسى، بل رحل مرسى وظلت النوافذ الإعلامية مفتوحة، باستثناء تلك المحسوبة على أنصار الرئيس السابق.

المشكلة ليست باسم يوسف، بل فى جوقة المهللين والمكبرين التى يزداد حجمها يوما بعد آخر، وهذا ما يجب علينا مواجهته، ولك الله يا مصر.

التعليقات