الإعلام الإسرائيلي يتجاهل اضطهاد العرب في إسرائيل منذ هجوم حماس - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:45 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلام الإسرائيلي يتجاهل اضطهاد العرب في إسرائيل منذ هجوم حماس

نشر فى : الخميس 28 ديسمبر 2023 - 7:30 م | آخر تحديث : الخميس 28 ديسمبر 2023 - 10:49 م
منذ أحداث السابع من أكتوبر، ازدادت حالات الاضطهاد السياسى ضد المواطنات والمواطنين العرب الإسرائيليين، فى حين تمتنع وسائل الإعلام من التبليغ عن هذه الحالات. تشير البيانات التى جمعها ائتلاف منظمات المجتمع المدنى للطوارئ فى المجتمع العربى، إلى أنه تم التبليغ فى الفترة الواقعة ما بين 7 أكتوبر و23 نوفمبر عن 2019 حالة اعتقال، و109 حالات فصل من العمل، و48 لائحة اتهام، و26 حادثة مهاجمة صحفيين، و105 حالات إيقاف عن التعليم فى المؤسسات الأكاديمية.
فى ضوء هذه الحالة التى تؤثر فى المجتمع الإسرائيلى، وفى الشراكة بين العرب واليهود بالداخل، هناك أهمية قصوى لوسائل الإعلام، نظرا إلى تأثيرها فى الخطاب العام. يشير فحص أُجرى فى إطار مؤشر التمثيل الذى تعدّه جمعية سيكوى ــ أفق بالتعاون مع موقع «العين السابعة»، إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية قامت بتغطية أخبار حوادث اضطهاد العرب فى الحد الأدنى، مقارنةً بعدد الأحداث نفسها. وعلاوة على ذلك، فإن أحداث الاضطهاد كانت، فى أغلبيتها العظمى، مبرَّرة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويتطرق الفحص إلى الفترة الواقعة ما بين 7 أكتوبر و23 نوفمبر، وأُجرى فى أثنائها مسح لوسائل الإعلام التالية: كيشت 12، القناة 13، كان 11، والقناة 14. أمّا فيما يتعلق بالبث الإذاعى، فجرى فحص محطة الجيش الإسرائيلى «غالى تساهل» والإذاعة الرسمية «كان ب».
إحدى أبرز القضايا التى جرى اختبارها فى المسح الإعلامى يتعلق بحدود العقوبات فى المؤسسات الأكاديمية التى وصلت فى هذه الفترة إلى 105 حوادث مختلفة، تتمثل فى إيقاف طلاب، أو محاضرين، عن الدراسة والتدريس. ويشير الفحص إلى أن هذه الحوادث ذُكرت 9 مرات فقط فى جميع وسائل الإعلام. والقناة الوحيدة التى بلّغت بشأن إيقاف طلاب عرب عن الدراسة هى القناة 14 [اليمينية]. جرى فى الاستوديوهات تأييد إيقاف الطلاب العرب عن الدراسة، بل قيل فى مناسبات أُخرى أنه يجب اتخاذ عقوبات أشد ضدهم. أما بقية القنوات، فاتخذت موقفا لا مباليا إزاء هذا الشأن.
وفى مجال الاعتداء على الصحفيين (26 حالة فى الفترة المشار إليها)، فلم يُذكر عدد الحوادث سوى مرات محدودة (5 مرات). كما لم تجر تغطية أخبار مهاجمة الصحفيين مطلقا فى محطة كان (الرسمية) ومحطة إذاعة الجيش الإسرائيلى. أما القناة 12، فاستدعت نقيب الصحفيين للتحدث عن الإجراءات التى اتخذها بحق صحفيين عرب، وفى القناة 14، كال المذيعون المديح للمواطنين الإسرائيليين الذين هاجموا مراسلى الجزيرة. ولم تصدر أى استنكارات بشأن مهاجمة الصحفيين العرب إلا فى القناة 13.
يضاف إلى التغطية الإعلامية، الموقف السلبى حيال كل ما يتعلق بالدعوات الصادرة ضد المجتمع العربى. فمثلا، الياهو يوسيان، الذى كثيرا ما يتحدث ضد الإسلام ويربط أحداث السابع من أكتوبر بالدين الإسلامى، أصبح ضيفا مرغوبا فيه فى الاستوديوهات. وأطلق يوسيان عدة تصريحات وتوصيفات قاسية، لكن تصريحاته لم يستنكرها أى ضيف شاركه فى الحوار فى الاستوديوهات.
أما القناة 13، فانتقدت، وحدها أيضا، ظهور يوسيان فى وسائل الإعلام، لكن الانتقادات وُجهت بصورة خاصة إلى عقيدته المتحفظة، كما هى الحال قبل الحرب، ولم يكن الانتقاد الموجه من القناة 13 له علاقة بصورة واضحة بالتحريض الذى انطوت عليه تصريحاته بعد السابع من أكتوبر.
هناك مثال آخر يتعلق بأبناء المجتمع العربى الذين خطفتهم حركة «حماس». كانت أول إشارة إلى هذه القضية فى اليوم التالى لـ«الهجوم»، فى بيان رئيس بلدية رهط [العربية] المتعلق بهذا الموضوع، عبر راديو الجيش الإسرائيلى، ولاحقا، فى إذاعة «كان ب». والمرة الأولى التى تناولت فيها المحطات التلفزيونية الموضوع، كانت بعد أسبوع من بدء الحرب. كما أن رئيس بلدية رهط تعرّض لانتقادات شديدة بسبب محاولته إجراء مقابلة تلفزيونية تتعلق بهذه القضية، ولم يُتح له الأمر على مدار فترة طويلة.
أما مسألة إدانة أحداث السابع من أكتوبر، فلم تجرِ إلاّ فى مرات قليلة. وكان العضو الوحيد فى الكنيست الذى دان هذه القضية، وأجريت معه مقابلة بشأن الموضوع، هو منصور عباس. كما أن القناة 14 ذكرت إدانة عضو الكنيست أحمد الطيبى للأحداث، لكن الإدانة لم تكن كافية، بحسب المعلّقين فى القناة.
تقول خلود إدريس، المديرة الشريكة فى قسم المجتمع المشترك فى جمعية سيكوى ــ أفق، إن «الاضطهاد السياسى للمجتمع العربى فى جميع نواحى الحياة: أماكن العمل، المؤسسات الأكاديمية، النشاط عبر وسائل التواصل الاجتماعى، تصاعد بصورة هائلة منذ أحداث السابع من أكتوبر، وهو أمر يجب أن يرقى إلى جدول الأعمال العام».
وتضيف إدريس: «لقد أخفقت وسائل الإعلام، جميعها، فى هذه المرحلة الصعبة، فى أداء دورها وتقديم تغطية متوازنة للمجتمع الإسرائيلى برمته. كما قسّمت المجتمع الإسرائيلى إلى «نحن» و«هم»، وهو ما أدى إلى تهميش العرب فى الخطاب، بل إنه صدرت دعوات تدعم اضطهادهم. ورأينا فى البحث أنه حتى فى الحالات التى غطت فيها وسائل الإعلام الموضوع، تم التركيز على اعتقال العرب، من دون الإشارة إلى لوائح الاتهام المقدمة فى إثرها، أو إلى القضايا الأُخرى التى لم تشمل اعتقالا. إن هذه التغطية المتحيزة لا تضر فقط بالمواطنين العرب، بل تؤثر بصورة مباشرة فى الرأى العام فى المجتمع اليهودى تجاه العرب، وقد تؤدى إلى ارتفاع فى التوتر، القائم أصلا. يجب على وسائل الإعلام العودة إلى رشدها والاهتمام بتغطية ما يحدث فى المجتمع العربى فى البلد، انطلاقا من دورها تجاه جميع المواطنين، عربا ويهودا، على حد سواء».
ديفيد فيرتهايم
محرر الشئون المجتمعية فى موقع «واللا» العبرى
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات