إنبي وفيوتشر 3 ساعات و18 دقيقة! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنبي وفيوتشر 3 ساعات و18 دقيقة!

نشر فى : الإثنين 29 مايو 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : الإثنين 29 مايو 2023 - 8:20 م
** كانت مباراة فيوتشر وإنبى فى دور الستة عشر بكأس مصر، مجرد مواجهة عادية وتقليدية وطبيعية قبل أن تبدأ، وبعد نهاية شوطها الأول بالتعادل السلبى، وباللعب السلبى. ثم فجأة انقلبت إلى مباراة غير عادية ومثيرة، جذبت الأنظار، لأنها امتدت لمدة 3 ساعات و18 دقيقة، وقيل عنها أنها المباراة التى بدأت يوم الأحد وانتهت يوم الإثنين.
** قصة الإثارة بدأت فى الدقيقة 57 عندما سجل فريق فيوتشر هدفا سجله محمد رضا بوبو، واحتسبه مباشرة الحكم نادر قمر الدولة، ومع اعتراض لاعبى إنبى ثم انسحابهم، ثم عودتهم، توقف اللعب لمدة 25 دقيقة، حاول خلالها الحكم الرجوع إلى تقنية الفيديو فكانت الشاشة معطلة، وجرت محاولات إصلاح الشاشة، ومحاولات إقناع لاعبى إنبى بالرجوع عن الانسحاب، ومحاولات لاعبى فيوتشر بإقناع الحكم بأن قراره صحيح باحتساب الهدف، ومحاولاتنا نحن الذين نتابع المباراة بتجرع الصبر لعل وعسى ننال حسنة. وانتظرنا، حتى عادت شاشة تقنية الفيديو، ولم يعد الحكم فى قراره، ولم يكن احتساب الهدف صحيحا فى الأصل، بعد أن ارتطمت الكرة بجسد الحكم وأعاقت دفاع إنبى عن التصدى لها وفقا لتحليلات خبراء التحكيم، ومع ذلك نجح الفريق البترولى فى تحقيق التعادل بضربة جزاء سجلها اللاعب أحمد كالوشا، وقد طال الوقت أكثر بعد اعتراض فيوتشر وجهازه الفنى والإدارى وطرد الحكم عبدالظاهر السقا للاعتراض. وعدنا إلى كوب الصبر نحتسى منه قدر المستطاع لعل وعسى ينتهى هذا الفصل من أعاجيب الكرة المصرية على خير، وانتهى فعلا بالتعادل فى الوقت الأصلى ليلعب الفريقان وقتا إضافيا مدته 30 دقيقة على شوطين، ويمتد معه عذابنا وصبرنا لكننا نصمد وننتظر آخر الرواية وكيف تنتهى.. وانتهت بفوز إنبى 5/6 بركلات الترجيح..!
** هل كانت تلك المباراة هى الأطول فى تاريخ الكرة المصرية؟ أظن ذلك، فقد بدأت وانتهت فى يومين مختلفين، لكن فى زمن البدايات كانت هناك مباريات بها مواقف غريبة وعجيبة مثل تلك التى كانت بين الأهلى والمصرى عام 1945 بالقاهرة فى نهائى بطولة كأس مصر. وكانت المباراة على ملعب الجيش. وتقدم المصرى بهدفين سجلهما محمد جودة، واستمر متقدما حتى الدقيقة 83، وانقطع إرسال الراديو الذى كان ينقل المباراة على الهواء مباشرة، لإذاعة بيان عسكرى. حيث كانت القاهرة تعيش فترة من التوتر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعمت الأفراح مدينة بورسعيد، باعتبار أن المصرى أحرز بطولة الكأس، وأحرزها على حساب الأهلى القوى. لكن الدقائق الخمس الأخيرة شهدت ما لم يتوقعه أحد فى بورسعيد. فقد سجل الأهلى ثلاثة أهداف بواسطة أحمد مكاوى الهدف الأول والثانى وحسين مدكور الهدف الثالث، وفاز بكأس مصر الذى كان فى متناول يد المصرى. ولم يصدق جمهور بورسعيد النتيجة حين عاد الفريق إلى بورسعيد، وحين نشرتها الصحف فى اليوم التالى. فكان الشعور بالمرارة عظيمًا.
** فى التاسع والعشرين من إبريل عام 1949.. ولعب الأهلى والزمالك معا هذا النهائى الذى وصف بأنه أطول مباراة كروية فى تاريخ مصر.. المباراة أدارها الحكم عزت العشماوى. وانتهى الوقت الأصلى بالتعادل، وكذلك انتهى الوقت الإضافى الذى أقيم على شوطين. وكان من المتوقع أن يقتسم الأهلى والزمالك الكأس بحيث يحتفظ به كل منهما لمدة ستة أشهر، إلا أن عمر باشا فتحى، مندوب جلالة الملك رفض فكرة تقسيم الكأس.. ورفض أيضا إجراء قرعة لتحديد الفائز وأصر على لعب شوطين إضافيين مدة كل شوط سبع دقائق ونصف دقيقة.. ورفض العشماوى فى البداية هذا الطلب الذى يتعارض مع قوانين كرة القدم، ثم أبلغ العشماوى لاعبى الفريقين بأن المباراة ستمتد شوطين إضافيين آخرين، شوطين خامس وسادس بأمر مندوب الملك.. وبالفعل تم استئناف اللعب.. وفى الشوط السادس سجل حسين مدكور هدفا ثانيا للأهلى.. وبعد قليل أحرز فتحى خطاب هدفا ثالثا للأهلى الذى فاز أخيرا وبعد ستة أشواط بكأس الملك.
** وكانت تلك واحدة من حكايات عجائب وطرائف ومواقف فى الكرة المصرية، وفيها الكثير والكثير الذى يستحق احتساء مشروب الصبر، بالمناسبة، وبالنظر إلى دروس ومواقف كرة القدم هناك فى العالم الآخر الذى يمارس اللعبة ببهجة، ومتعة وسعادة، كان صراع الصعود إلى البريمييرليج احتفاليا ولائقا بالكرة الإنجليزية العريقة والمتطورة. المباراة النهائية على ملعب ويمبلى، بين لوتن تاون وكوفنترى والجائزة 170 مليونا للفريق الصاعد، وهو لوتن تاون، ثم ترتفع إلى 290 مليونا فى حالة بقاء الفريق فى الممتاز. وكانت تلك المباراة كأنها نهائى كأس أوروبا أو كأس العالم أو كأس العالم الآخر!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.